رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صالون المحور الثقافى.. إبداع يتواصل في حب مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب جهاد عبدالمنعم

عن أَبِى هُرَيْرَةَ وَأَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى رضى الله عنهما أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) رواه مسلم 2700

ولذلك يبقى صالون المحور الثقافى فى رمضان بنسائم الرحمة والمغفرة والموعظة الحسنة أحد أهم هذه المجالس حيث يجتمع أهل العلم يتدارسون الكتاب والسنة تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة وتتنزل عليهم السكينة ويذكرهم الله عز وجل فيمن عنده.

والحقيقة أنه مهما أوتيت من بلاغة ورشاقة فى العبارة وقصد فى المعانى لن أجد أفضل من كلمات الدكتور العالم الجليل أسامة الأزهرى فى التعبير عن دور الدكتور حسن راتب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء وقناة المحور فقد قال عنه الدكتور أسامة بعبارات تحمل كل الحب والتقدير فقال إنه إذا ذكر الدكتور حسن راتب ذكر معه الحب والإنسانية والعمران والوطنية، الحب لأنه قد أكرمه الله بصحبة الأكابر والعلماء مثل فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى والشيخ محمد أحمد رضوان والشيخ عباس ذكى والشيخ على جمعة وغيرهم.

وأكرمه الله بصحبتهم فعادت إليه أنوارهم ورأى مواجيدهم واطلع على سرائرهم وأحوالهم مع الله والتربية بالحال أبلغ وأعمق أثراً من التربية بالمقال، ولذلك إذا ذكر الدكتور حسن راتب ذكر الحب لما عاد عليه من محبة هؤلاء.

وإذا ذكر الدكتور حسن راتب ذكرت معه معانى الوطنية والانتماء والبر بأرض الكنانة وفى القلب منها سيناء فله فيها جامعات ومصانع ومشروعات، بساط ممدود لأهلنا فى سيناء فهى معانٍ وقيم تجسدت فى شخصه الكريم ويتواصل فى هذا الصالون وهذا الجمع فى ليلة من ليالى رمضان فى حب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبوجود الدكتور أحمد الكحلاوى الذى تربى على حب الرسول من والده محمد الكحلاوى «لأجل النبى لأجل النبى تقبل صلاتى على النبى» واليوم أحمد الكحلاوى يقول «لأجل النبى لأجل النبى تحمى بلدنا والنبى تحفظ بلدنا والنبى»، ودعا الدكتور أسامة وأمن معه الحضور أن ينصر الله مصر ويحفظها قبل أن يسترسل بفيض علمه فى تفسير القرآن الكريم من الآية الكريمة {شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن}.

وكان الدكتور حسن راتب قد استهل الصالون بكلمة تفيض بكل معانى الحب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال إن الليلة ليلة حب فى حب الحبيب نلتمس قبساً من نوره ورحماته فى ليلة رمضانية مباركة لأن للزمان نفحات كما للمكان وكما للإنسان وأهم نفحات الإنسان يستمدها منا الرحمة المهداة من الرسول وحب الرسول صلى الله عليه وسلم الذى علمنا ثقافة الحب ورقى المشاعر والليلة فى حب الحبيب نلتمس حالة الوجد واعلموا أن فيكم رسول الله آية نزلت من 1400 سنة وأكثر وما زالت تقرأ وسوف تظل إلى قيام الساعة ومعنى ذلك أن رسول الله فينا ما زال وسيبقى

وبحضور إعلامى وثقافى وعلماء أفاضل كانت ليلة من ليالى الصالون التى لا تنسى تتخللها أدعية لمصر وجيشها وشعبها وزعيمها وأغانٍ دينية رائعة فى حب الرسول والدعاء لمصر بصوت الدكتور أحمد الكحلاوى. وكان من أبرز الحضور الإعلامى محمد فودة والمهندس محمد الأمين رئيس قنوات سى بى سى ونخبة من المثقفين.

والحقيقة انه رغم كل ما كان فى الليلة من معانى الحب والإيمان والرقى إلا أننى لن استطيع ان أصف بكلمات مهما أوتيت من بلاغة هذه السكينة والسمو الروحانى الذى أحاط بالصالون خاصة مع كلمات الدكتور حسن راتب الراقية ومفردات عباراته البليغة الدقيقة التى تحمل فلسفة وعمقاً وحباً كبيراً للرسول صلى الله عليه وسلم ولشهر رمضان المبارك وعلماً غزيراً إلى جانب الوطنية والحب الكبير للوطن.

ولذلك فإن حديثى اليوم سيكون عن هذا الصالون الثقافى الذى يكاد يكون الوحيد فى مصر حالياً رغم أهمية الصالونات الثقافية فى تشكيل وجدان الشعوب العربية.

والمعروف أن الصالون الثقافى.. يستضيف فيه شخصاً بارزاً أو مهتماً، مجموعة من الناس لتبادل المعارف والحوارات، وغالبًا ما ترتبط الصالونات بالحركات الأدبية والفلسفية والفكرية،

وليس لدينا فى مصر إلا الدكتور حسن راتب يهتم بالأمر بدافع من الحب والوطنية والحرص على حماية الثقافة العربية، وبالطبع يعلم بعضنا أن فكرة الصالونات الثقافية بدأت فى عصر النهضة فى إيطاليا أولاً، ثم فرنسا بالقرنين السابع عشر والثامن عشر نقلاً عن العرب فى الأندلس.

وقد تندهش إذا عرفت أن أشهر تلك الصالونات فى التاريخ، عرفت قبل الإسلام مثل مجلس قيس بن عاصم، ومنذ فجر الإسلام كان الخلفاء والأمراء وغيرهم يعقدون المجالس الأدبية ويدعون لها أشهر الشعراء

والرواة، وقد اشتهرت فى هذا الصدد مجالس عبدالملك بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفى وسيف الدولة الحمدانى والحسن البصرى.

وتظل الأجواء الثقافية انعكاساً بالغ الأهمية لكل التطورات السياسية والمجتمعية التى تمر بها المجتمعات، فالمثقف دوماً محاصر بهموم المجتمع الذى يعيش فيه، ومعبر عن آماله

وطموحاته، وتظل الصالونات الثقافية من أبرز النشاطات التى يحاول المثقف من خلالها مناقشة التطورات التى يمرّ بها المجتمع، وأن يساهم بشكل أو بآخر فى خلق الوعى المناسب للمرحلة التى تمرّ بها بلاده، إذ يزدهر النشاط الثقافى والمجتمعى بشكل كبير بعد الثورات والتحوّلات المجتمعية الكبرى.

ولذلك جاء حرص الدكتور حسن راتب بحس وطنى وشعور المثقف لإحياء هذه المشاركة حيث كانت تعد القاهرة من أبرز العواصم العربية التى انصبت فيها جهود المبدعين على مدار التاريخ فى إقامة الصالونات الأدبية البارزة، التى كانت رافداً مهماً للثقافة فى كل العصور، وبرز عدد من الصالونات التى نالت شهرة واسعة فى الأوساط الثقافية والفكرية وعلى رأسها صالون مى زيادة.

وكان صالون مى زيادة الأدبى يضم عدداً من أبرز المبدعين فى عصرها مثل عباس العقاد وأحمد لطفى السيد وأحمد شوقى وخليل مطران ومصطفى صادق الرافعى، وغيرهم، والذى كانت له آثار واضحة فى حركة الأدب والثقافة، إذ أشعل المعارك الأدبية بين رواده، ما ساهم فى إنتاج محتوى أدبى متميز، كما ساهم فى إبراز أسماء أدبية جديدة لم تكن معروفة من قبل، وازداد رواده شهرة.

أيضا، كان صالون العقاد من الصالونات الرائدة فى عصره، التى أنجبت الكثير من الأطروحات الثقافية والأدبية البارزة والمهمة، إذ كان يعقد فى صباح كل جمعة بحضور الكثير من الشخصيات العربية البارزة مثل أحمد إبراهيم الشريف، محمد طاهر الجبلاوى، أنيس منصور، أحمد حمدى إمام، عبدالحى دياب، وعبدالرحمن صدقى.

وكان الصالون يناقش الكثير من الموضوعات المتنوعة ما بين الفكر والأدب والفلسفة والنقد، والذى كتب عنه أنيس منصور كتاب «فى صالون العقاد كانت لنا أيام»، الذى يعدّ مرجعا مهما عن أهم الإنجازات التى حققها صالون العقاد.

ويبقى صالون المحور الثقافى أو صالون الدكتور حسن راتب شاهدا على العصر وتاريخا نقيا للحركة الثقافية والأدبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر فى فترة من أدق وأصعب الفترات فى حياة الشعب المصرى ومرحلة مفصلية فى تاريخ مصر وسط تحديات غير مسبوقة داخليا وخارجيا.

ورغم التنوع الثقافى والفكرى فى الصالون إلا أن هناك خيطًا ورباطًا متينًا يجمع كل حلقاته هذا الرباط هو حب مصر وحب من يحب مصر وحب الرئيس الزعيم عبدالفتاح السيسى الذى أنقذ هذا الوطن الغالى الذى آل على نفسه أن يجعل من مصر أعظم دول العالم الحديث أو كما قال الدكتور حسن راتب إن مصر سلام ما سلمت يا سيادة الرئيس وإن هذا الزعيم الذى قلما يجود التاريخ بمثله حمل روحه على كفه ولم يبالِ ولم يخش الموت فى سبيل إنقاذ مصر من المؤامرات الداخلية والخارجية والتحديات التى تواجهها وان مصر ستظل محفوظة بإذن الله بفضل رجال يضحون بأنفسهم من أجل مصر.