عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عميد أصول الدين يوضح الحكمة في قول الله "للذكر مثل حظ الأنثيين"

الدكتور عبد الفتاح
الدكتور عبد الفتاح العواري

كتبت- سناء حشيش

أكد الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر، أنه في حال التأمل في آيات الميراث، في قوله الله تعالي (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 10 وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ ...الي مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ 11".
يرى الدكتور العواري أن في هاتين الآيتين تتجلى حكمة الله البالغة من التشريع المتعلق بالميراث، حيث كان العرب قبل الإسلام يمنعون الأنثى من الميراث لكونها أنثى ويمنعون صغار الأولاد لكونهم صغار السن لا يقوون على حمل السلاح ولا ركوب الخيل فنزلت الآيات الكريمة تثبت للأنثى حقها في الميراث وتثبت للصغار حقهم في الميراث". 
 وبسؤاله ما هي الحكمة في أن الذكر له مثل حظ الانثيين، قال د. العواري إن الذكر يحتاج إلي الانفاق علي نفسه وعلي زوجه وعلي من يعول فجعل له الشارع سهمين وأما الانثى فهي ينفق عليها في مراحل حياتها فان تزوجت كانت نفقتها على زوجها.
 وأضاف أن غير هذه الصورة فقد يفوق نصيب الانثي نصيب الرجل وقد تكون الانثي حاجبة للرجال ولذلك ان كان المولود انثى واحدة كان لها النصف وان كن اثنتين فصاعدا فلهن الثلثان.

وأشار الدكتور العواري أنه عند التأمل لحكمة الله البالغة في سر تساوي الوالدين في الميراث مع وجود الأولاد لترى في ذلك إشارة الي وجوب احترامهما علي السواء وفي ان حظ الوالدين من الارث اقل من حظ الاولاد مع عظم حقهما علي الولد انهما يكونان في الغالب اقل حاجة الي المال من الاولاد اما لكبرهما واما لتمولهما واما لوجود من تجب عليه نفقتهما من اولادهما الاحياء واما الاولاد فإما ان يكونوا صغارا لا يقدرون علي الكسب واما ان يكونوا علي كبرهم محتاجين الي نفقات كثيرة في الحياة كالزواج وتربية الاطفال ونحو ذلك ثم ساقت الايتان حقوق الاخوه مع الابوين وحقوق الزوجين مع وجود الفرع الوارث وعدم وجوده .
وعن تأملات د.  العواري لخاتمة الآيه الأولي بقوله (آبائكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً) أي إنكم أيها المكلفون بتنفيذ أحكام الله وشرعه في الميراث لا تدرون أي الفريقين أقرب لكم نفعا أباؤكم أو أبناؤكم فلا تتبعوا في قسمة التركات ما كان يتعارفه أهل الجاهلية من إعطائها للأقوياء الذين يحاربون الأعداء وحرمان الأطفال والنساء لأنهم من الضعفاء بل إتبعوا ما أمركم الله به فهو أعلم منكم بما هو أقرب نفعاً لكم مما تقوم به في الدنيا مصالحكم وتعظم به في الآخرة أجوركم لأنه فريضة من الله

أي فرض الله ما ذكر من الأحكام فريضة لا هوادة في وجوب العمل بها 
وعن التأمل في خاتمة الآيه الثانية بقوله : (وصية من الله والله عليم حليم)  قال الله عليم بما ينفعكم وبنيات الموصين منكم حليم لا يعجل بعقوبتكم بمخالفة أحكامه ولا بالجزاء علي مخالفتها عسي أن تتوبوا كما لا يبيح لكم أن تعجلوا بعقوبة من تبغضونه من الورثة فتضاروه في الوصية كما لا يرضي لكم بحرمان النساء والأطفال من الإرث .
ووجَّه رسالة إلى من يحرم النساء من الإرث في بعض القرى وأيضا من يطالب بمساواة النساء بالرجال في الميراث: "أقول لهؤلاء وهؤلاء ارفعوا عصابة الهوى عن أعينكم لا تظلموا التشريع بدعواكم المغرضة ولا تظلموا أنفسكم بحجبكم الحق عن صاحبه وأعلموا أنكم بعقولكم وعلومكم لا استغناء لكم عن الوحي الذي يحمل هداية الدين وما كان العقل وحده يوما ما كافيا لهداية أمة ولا مرقيا لها بدون معونة الدين فاتباع الشرع والعمل بأحكامه وإعطاء الحقوق لأصحابها".
 وحذر العواري الذين يلحدون في آيات الله وينظرون إلى التشريع الإلهي في التركات نظرة قصور أو تقصير فيطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة ظنا منهم أنهم سيحققون العدالة بين أفراد الأسرة أقول فليحذر هؤلاء التعدي على حدود الله والتمرد على أحكامه وشرعه في أمر التركات فالوعيد الشديد من الله ينتظرهم اذا لم ينتهوا ويثوبوا إلي رشدهم ويعودوا تائبين إلي ربهم وهذا الوعيد هو ما جاء بعد آيات المواريث مباشرة اقرأ ذلك بتدبر وتأمل صادق عساك أن تندم أيها المتمرد علي تشريع ربك في توزيعه للميراث .. (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) .
وطالب بعدم ظلم امرأة لضعفها ولا طفلا لصغر سنه وعدم الوقوع في شباك هؤلاء الذين ركبوا متن الشطط فأخذوا ينادون بتطبيق مبدأ المساواة في توزيع التركات والتعديل علي تشريع الحكيم الخبير والله أعلم.