رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: الرئيس على مسافة واحدة من الأحزاب

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

شرفت بحضور المؤتمر الوطنى للشباب، وسعدت سعادة بالغة، عندما خصص المؤتمر جلسة رئيسية بشأن تفعيل دور الأحزاب السياسية، وكانت سعادتى بالغة جداً عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأييده الكامل لإيجاد حياة سياسية جديدة قائمة على التعددية الحزبية، تفعيلاً للمادة الخامسة من الدستور.

 الرئيس السيسى، يكرس دوراً  جديداً للحياة السياسية والحزبية بالبلاد، بل إن الرئيس أكد أهمية دور المعارضة، قائلاً: «أهلاً وسهلاً»، بل زاد أنها جزء أصيل من الدولة المصرية، والمؤتمر بمثابة منصة للجميع، ورفض الرئيس وصف الحياة السياسية في مصر بأنها متردية، وقال إن المنافسة في العملية السياسية خلال العشرة أعوام الماضية تؤكد أن الحياة السياسية  شديدة التسارع، خاصة الدفعة الكبيرة منذ عام 2011، وحتى الآن، فالحياة السياسية هدفها دفع الدولة إلى الأمام وتطويرها وتقويتها.

ووصف الرئيس وجود «9» أحزاب فى البرلمان بأنه عمل إيجابى، وبالتالى فإن المتتبع أو المدقق لتصريحات الرئيس، يدرك تماماً أن هناك حرصًا شديداً من الدولة المصرية على وجود أحزاب سياسية فاعلة فى المشهد السياسى بهدف تجهيز الكوادر القادرة على قيادة الدولة المصرية فى ظل التحديات الواسعة سواء كانت إقليمية أو دولية أو محلية. فهناك الكثير من التحديات التى تواجهها  الدولة المصرية وعلى الجميع دولة وشعباً أن يكون متفهماً لكل هذه الأمور حتى تبقى الدولة المصرية قوية وقادرة على الصمود فى وجه كل المخططات التى تتعرض لها. المعارضة ليست بعيدة عن الدولة، بل هى جزء أصيل منها، ولابد أن تكون الصورة مكتملة للمشهد السياسى، ولا يجوز أن يكون هناك انحياز مسبق وحاد، كما يقول الرئيس لفهم معين للواقع، ولذلك فإن المعارضة هى الوجه الآخر المكمل لصورة المشهد كاملة، وهذا ضرورى جداً فى مواجهة التحديات السياسية.

ومن التصريحات المهمة التى أعلنها، الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب، أنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية، وبذلك يكون «السيسى» قد انتهج نهجاً جديداً ومغايراً للواقع السياسى القديم الذى انتهى الى غير رجعة. تصريح «السيسى» بأنه على مسافة واحدة من الأحزاب يعنى أيضاً بدء مرحلة سياسية جديدة فى عمر البلاد لم تشهدها من ذى قبل، فعلى مدار أكثر من ستين عاماً، لم يؤمن حكام مصر بهذه النظرية، لأن التاريخ يؤكد لنا، إما أن هناك من حارب فكرة التعددية الحزبية، واكتفى بذلك، وإما من تولى قيادة  حزب،

فلجأ الجميع الى هذا الحزب بهدف تحقيق مصالح خاصة.

ولأن الرئيس السيسى يؤمن إيماناً قوياً بحتمية تقوية الدولة المصرية، وتثبيت أركانها،  كان حريصاً على أن يكون على مسافة واحدة من الأحزاب السياسية، وهذا يعنى قمة الديمقراطية وقمة تفعيل الحياة السياسية والحزبية، ولذلك فإن إيمان الرئيس بتقوية الدولة المصرية القادرة على مواجهة كل التحديات أو المخططات التى تتعرض لها،  جعله يضع نموذجاً ديمقراطياً فريداً وهو «المسافة الواحدة من جميع الأحزاب». ولذلك تكون الكرة الآن فى ملعب الأحزاب السياسية، لتطهر  نفسها وتبدأ مرحلة سياسية جديدة خالية من أية شبهة بمصلحة خاصة أو فساد  وأعتقد أنه آن الأوان للأحزاب السياسية أن تبدأ فى خطوات حقيقية وفاعلة فى الاصلاح، وهو ما بدأه حزب الوفد حالياً بقيادة المستشار بهاء الدين أبوشقة الذى تولى سدة الحزب العريق، وقد آن أن تبدأ الأحزاب المتشابهة البرامج فى الاندماج، فالمفروض كما قلنا من قبل، ألا تزيد هذه الأحزاب السياسية على أربعة أو خمسة أحزاب رئيسية.

إعلان الرئيس أنه على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، هو فى خدمة الدولة المصرية، والحفاظ على الوطن، ويمنع ذلك هرولة أصحاب المصالح الخاصة إلى حزب السلطة ـ غير الموجود أصلاً- وعلى الجميع أن يدرك أن هذه السياسة الجديدة تهدف إلى تقوية الدولة المصرية والحفاظ على سلامة وأمن الوطن والمواطن.

فالجميع مطالب بأن يكون داعماً وظهيراً للدولة المصرية، فالأساس هو الدولة وما دون ذلك يعد هباءً منثوراً.

مصر هى الأساس، والحقوق والواجبات مصانة، والإساءة مرفوضة وهذا هو شعار تفعيل الحياة السياسية والحزبية.

[email protected]