رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: الاستعمار الدولى الجديد والموقف الوطنى المصرى

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

العدوان الثلاثى الذى نفذته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على سورية، هو بكل المقاييس كارثة بشعة ليس فقط ضد دمشق وإنما ضد الأمة العربية جمعاء، فلم تعد هذه القوى الدولية العظمى، تلقى بالاً أو اهتماماً بالأمة العربية التى تفرقت وتشرذمت بشكل يدعو إلى الحسرة والألم ويصيب بالإحباط الشديد.

والدليل على ذلك أن هذه الضربة أو العدوان الثلاثى يأتى قبيل انعقاد القمة العربية بساعات قليلة، أليس هذا دليلاً قاطعاً على الاستهانة الكبرى بالدول العربية التى تقف متفرجة على هذه المسخرة الدولية، بل إن بعضاً من الدول العربية يؤيد ويؤازر هذا العدوان الغاشم!!

التشرذم العربى والعجز الواقع على الأرض، يجعل من الدول الكبرى تفعل ما تشاء وتريد، والمستفيد الأول والأخير هو إسرائيل، بل إنها تباهى بأنها شريك أساسى فى كل عدوان يتم على أمة العرب، التى نجحت كل الدول الكبرى فى أن تشغلها بقضاياها الداخلية من خلال مؤامرات الفتنة وإحداث الفوضى، ما جعل حكام العرب، يقفون متفرجين على كل هذه المصائب التى تحدث ليس فقط فى سورية، وإنما فى معظم الأقطار العربية بلا استثناء.

وستظل إسرائيل هى الوحيدة الرابح الأساسى فى كل ما يحدث.. و أمس الأول قلت فى هذا المكان إنه آن الأوان لأن يتخلى العرب عن الأنانية التى أصابتهم، وعن السلبية والجلوس فى مقاعد المتفرجين على ما يحدث لهم، ولابد من تغيير كل هذه السياسات العربية الحمقاء، فى ظل وجود عقوبات كثيرة تمتلكها الدول العربية، للرد بقوة على هذا الجبروت الدولى.

والمعروف أن لمصر موقفاً ثابتاً ومهماً فى التعامل مع كل هذه المؤامرات التى تحاك ضد الأمة العربية، وقد قطعت القاهرة على نفسها عهداً منذ أربعة أعوام على وجه التحديد، بعد ثورة 30 يونيو، أن تسعى بكل السبل والوسائل للحفاظ على وحدة الأراضى السورية، ورفض كل مخططات التقسيم ومؤامرات الفوضى والاضطراب التى تحاك ليس فقط لسوريا وإنما لجميع الأقطار العربية، وقد تنبهت مصر تماماً لكل هذه المؤامرات وبدأت فى حرب ضروس ضد قوى الشر والإرهاب، ولاتزال تقود هذه الحرب نيابة عن العالم، وقدمت مصر الكثير من الشهداء والمصابين فى هذه الحرب المقدسة، فى حين أن هناك دولاً عربية تشجع هذا الإرهاب وتؤيده.

وكذلك سياسة مصر حريصة كل الحرص بشأن الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، لأن سقوطها يعنى السقوط الذريع للبلاد ووقوعها فى بحور الفوضى والاضطراب، وهذا هو المطلوب طبقاً

للمؤامرات والمخططات التى تنتهجها دول الاستعمار الجديد الذى يطل برأسه بخطط جديدة مؤداها هو ذات السياسة الاستعمارية القديمة التى تعرض لها الوطن العربي من قبل، والذى يثير الدهشة والاستغراب أن الدول العربية وحكامها يدركون هذه الحقائق ويقفون أمامها متفرجين وعاجزين، بل منهم من يشارك بأموال بلاده فى هذه المؤامرات!!. أليست هذه تصرفات شاذة وغريبة وتدعو إلى الحيرة!!!

لذلك كانت السياسة المصرية واضحة وصريحة فى هذا الشأن، ولن تتخلى مصر عن مطلبها المهم وهو التمسك بالحل السلمى عن طريق التفاوض بين كافة الأطراف، فهو الحل الأمثل والصحيح للأزمة السورية، بعيداً عن آلة الحرب المدمرة، ولدى مصر قناعة كاملة بأن الحلول العسكرية لن تقدم الحل النهائى فى هذه الأزمة السورية بل إن آلة الحرب تزيد الأزمة اشتعالاً ولن تؤتى بنتائج إيجابية والخاسر فيها هو الشعب السورى العربى الشقيق.

أما فيما يتعلق بشأن الصراع الدولى أو القوى الدولية، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون سوريا هى مركز لتصفية هذه الصراعات الدولية، فهذا شأنهم ولا علاقة لهذا البلد العربى بصراعاتهم، واستعراض القوى فيما بينهم.

وجميع الذرائع التى تتحجج بها الدول الكبرى بشأن سورية واهية، والهدف الرئيسى لدى هذه الدول تدمير سوريا واستمرارها فى حالة الفوضى والاضطراب، وليست دمشق وحدها المقصودة، وإنما كل الأمة العربية جمعاء، بهدف تنفيذ المخطط الصهيو ـ أمريكى وتفتيت المنطقة وإعادة تقسيمها من جديد على أسس عرقية وطائفية، لصالح إسرائيل بالدرجة الأولى، فهل ستقف الأمة العربية كثيراً أمام هذا المشهد، وتتخلى عن حالة العجز الشديد.. أم ستفيق من هذا النوم العميق؟!

[email protected]