رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المرأة المصرية ضمير الأمة.. وحارس وجدان الوطن

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب- ناصر عبدالمجيد:

 

دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى جموع المصريين إلى النزول والمشاركة بكل فاعلية وحرية فى الانتخابات الرئاسية، لتوجيه رسالة للعالم بأن مصر يحكمها شعبها، وخاطب المرأة المصرية فى يوم الاحتفال بعيدها قائلاً: اجعلى العالم ينصت لصوت المصريين بكل إجلال وتقدير، مطالبًا نساء مصر بأن يجعلن صوتهن للوطن والانحياز له دون غيره.

وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، حرص قبلها على تأكيد أهمية هذا الاحتفال، كما حرص على دعوة الحضور لوقوف تحية تقدير للسيدات المصريات، عظيمات مصر. وأشار السيسى إلى أنه التقى بأسر الشهداء فى الكثير من المناسبات، وأنه لم يسمع كلمة واحدة من أم أو زوجة أو ابنة شهيد تحمل أى اعتراض أو عتاب، وأنهن جميعًا وعددهن بالمئات تحملن آلامهن وأحزانهن لصالح مصر وفداء للوطن، وشدد السيسى على أهمية التأدب والتحضر مع السيدات لما لهن من فضل كبير على الجميع، فقد تحملن الكثير خلال فترة من عدم الاستقرار، ودفعن الكثير لصالح مصر والمصريين. كما أشار الرئيس إلى أن وقفة المصريين خلال السنوات الماضية بجميع أطيافهم كانت بمثابة علامة جديدة فى حياته، وأنه من أجل المصريين وقلوبهم الطيبة حافظ الله على الوطن بعدما تحملوا الكثير، مشيرًا إلى أن المصريين يقفون حاليًا مع بلادهم مثلما يقفون بجانب أبنائهم لما فيه صالحهم. وأكد السيسى أن ما تم اتخاذه من إجراءات كان لا مفر منه، وأنه لا يرغب أحد فى أن يُعرض أهله للضغوط، إلا إذا كان يريد تحسين أحوالهم إلى الأفضل. ووجه الرئيس نداءً لكل المصريين بضرورة النزول والمشاركة بكل حرية فى الانتخابات الرئاسية، وذلك لتوجيه رسالة للعالم كله بأن مصر يحكمها شعبها، القادر على تغيير واختيار من يريد.

كما حرص السيسى، خلال كلمته، على تأكيد أن ما تفعله الحكومة لصالح المرأة ليس فضلًا بل هو ما يليق بها، مشيرًا إلى أن تجربة الاستعانة بالمرأة فى مختلف المهام والمناصب أثبتت نجاحًا كبيراً، وأكد السيسى أنه رغم أن التمثيل النيابى للمرأة غير مسبوق إلا أن هناك أملًا فى المزيد، ولذلك فهناك حاجة لحركة منظمة لإعداد وتجهيز أفضل الكوادر بحيث تتقدم الصفوف، وأشار إلى أنه بالاعتماد على معايير الكفاءة والأمانة والإخلاص والشرف ستكون هناك نتائج جيدة، فالله سبحانه وتعالى يكافئ كل مجتهد، مؤكدًا أنه لو كانت هناك فرصة أو قدرة لدى الحكومة لمساعدة المرأة بشكل أكبر فلن تتوانى فى ذلك.

وقال السيسى – فى نص كلمته: «شعب مصر العظيم.. عظيمات مصر.. رمز التضحية وأيقونة الأمل.. فى بداية حديثى أتوجه إليكم جميعًا بالتحية والتقدير والاعتزاز، إن مشاعر الفخر والاعتزار تغمرنى بفيض من السعادة وأنا أشهد فعاليات هذا اليوم العظيم، يوم المرأة المصرية، التى وصفتها ولازلت أصفها بأنها صوت ضمير الأمة، والحارس على وجدان هذا الوطن. وينبع هذا الوصف بيقين راسخ بأن الله جل فى علاه قد جسد كل المعانى الإنسانية النبيلة فى شخص المرأة».

وتابع: «تختلط معانى التضحية والحنان والتسامح بالقوة والإصرار ونكران الذات، وتجسد المرأة المصرية صوت ضمير الوطن، فهى الأم والزوجة والأخت والابنة، التى أفنت نفسها من أجل بقاء الأسرة والمجتمع متماسكين، أمام كل ما يعصف بها أو بالوطن من ظروف وتحديات تسعى للنيل من نسيج المجتمع وتماسكه، وهى التى تقدمت صفوف العمل الوطنى رائدة ومبادرة للحفاظ على بقاء مصر واستعادتها ممن حاولوا النيل منها، وهى التى قدمت الابن والزوج والأب والأخ شهداء من أجل أن نبقى نحن فى أمن واستقرار، وهى التى تحملت العب الأكبر جراء الآثار المعيشية الناجمة عن الإصلاحات الاقتصادية والقرارات المتخذة لتحقيق التنمية دون كلل أو ملل».

واستطرد بالقول: «وقد كانت سعادتى أيضًا بالغة وأنا أتابع والمصريون معى، كيف ضربت المرأة المصرية المثل فى التضحية والإنكار والإصرار على تحقيق ذاتها وحماية أسرتها الصغيرة والكبيرة، متمثلًا فيما نشاهده معًا من نماذج وطنية مشرفة، نعتز بها جميعًا ونقتدى بها فى كل مناحى الحياة، فقد أصبحت المرأة المصرية بحق ملهمة لهذا الوطن، وهو يتقدم بخطى ثابتة ومستقرة نحو استعادة مكانته وقيمته، وخاضت بصدق وتجرد معركتى البناء والبقاء بإخلاص وإصرار يليقان بقيمتها ومكانتها، وأصبحت حالة وطنية تستحق التقدير والإعجاب، وهى تصنع بخيوط البساطة نسيجًا مصريًا عظيماً، وبتصميم وطنى فائق الروعة».

وأضاف السيسى أن تاريخ مصر عبر العصور قد سطر بتضحيات وإصرار أمة كان قدرها مواجهة موجات متتالية من التحديات، للعبور من جسر الأمل والإصرار نحو الريادة دوليًا وإقليمياً، وفى غضون ذلك كانت روح التحدى هى الغالبة على الشخصية المصرية بمكوناتها الشاملة، وقد أراد الله أن تتجلى فى مصرنا العزيزة عبقرية الجغرافيا وعراقة التاريخ وصلابة الشعب، وفى وسط هذه اللوحة الرائعة تبرز المرأة المصرية بألوان براقة تزيد من بهائها وروعتها، وكانت مساهمتها فى بناء مجد أمتنا هى المساهمة الأعظم، ولست أظننى أحيد عن الحقيقة حين أؤكد أن المرأة المصرية هى التى صنعت لهذا الوطن روعته، وزرعت فى أرضه الطيبة أشجار البهجة والإنسانية، فهى الأم التى ربت وسهرت وضحت، وهى الزوجة التى تحملت وأخلصت وهى الأخت الفاضلة والابنة التى تبتهج بها القلوب.

وقال الرئيس: «تتواتر علينا خلال شهر مارس من كل عام مجموعة من المناسبات المرتبطة بالمرأة فى مصر والعالم، ففى الثامن منه نحتفل باليوم العالمى للمرأة الذى يحيى ذكرى عقد أول اجتماع للاتحاد النسائى الديمقراطى العالمى، وفى السادس عشر من مارس كل عام نحتفل فى مصر بيوم المرأة المصرية، حيث يحمل لنا معه ذكرى نفتخر بها، حين سقطت الشهيدات الثائرات فى عام 1919 من أجل استقلال الوطن برصاصات غدر وخسة أثناء تظاهرهن بقيادة السيدة هدى شعراوى، كما شهد نفس اليوم عام 1923 تأسيس أول اتحاد نسائى مصرى، وفى ذات اليوم من عام 1956 حصلت المرأة المصرية على حقها فى ممارسة العمل والمشاركة السياسية، ثم نختتم باليوم الحادى والعشرين الذى نشهد فيه لحظات الوفاء والامتنان العظيم لكل أم فى عيدها، الأم التى ولدت لنا وطنًا قبل أن تلد لها ابنًا، ولذلك فإن جهود الدولة المبذولة لتمكين المرأة من كامل حقوقها وتكريمها بما تستحقه من تكريم لا بد أن يليق بما قدمته وتقدمه من تضحيات».

وأشار السيسى إلى أن الدولة وضعت استراتيجية متكاملة لتمكين المرأة فى إطار مصر 2030، ومن خلال آليات فاعلة ومستدامة تضمن تنفيذها على الوجه الأكمل وتحقيق أهدافها بشكل كامل، وقد كان اعتمادى على المرأة ومجهوداتها فى العمل التنفيذى غير المسبوق، حيث تمثل المرأة حاليًا نسبة 20% من الحكومة وتم تقلدها منصب المحافظ للمرة الأولى، كما كان تمثيلها النيابى فى البرلمان غير مسبوق، كما كانت توجيهاتى بتوفير كل ما يلزم من إجراءات الحماية الاجتماعية للمرأة المعيلة، وتوفير سبل العيش الآمن لها ولأسرتها، سواء عن طريق برامج الحماية الاجتماعية أو من خلال مشروعات التمكين الاقتصادى.

وأكد أن الدولة تحرص على تقديم مشروعات لتغليظ عقوبة العنف ضد المرأة وحماية حقها فى الميراث لمجلس النواب للتصديق عليها وتحويلها إلى أمر واقع، تحققه الإرادة السياسية والشعبية فى صون كرامة المرأة وحقوقها، مشددا على أن الدولة عازمة على المضى قدمًا فى العمل على

ما بدأناه من جهود لدعم المرأة وصيانة حقوقها ليس فضلًا منا عليها بل حقًا لها علينا واجب النفاذ.

وتابع الرئيس: «عظيمات مصر.. صوت الضمير النابض للوطنية وبالوطنية.. انتظر منكن الكثير من أجل هذا الوطن، كن ظهيرًا وطنيًا له.. لمصر، حافظات لعهدكن معه، رائدات فى مسيرة العمل الوطنى فى الرخاء قبل الشدة، فمصر بكن ستقطع الخطوات الواسعة نحو المستقبل الذى نطمح إليه، مستقبل يستمد قوته من إلهام وتضحيات المرأة وتنمو فيه شجرة الأمل المروية بدماء الشهداء ويصنع له المجد النابع من الإصرار والعزيمة التى صاغت المرأة معانيها وخطت فى صفحات الوطن سطورها».

واختتم الرئيس كلمته بالقول: «اجعلن العالم ينصت لصوت المصريين فى إجلال وتقدير، اجعلن صوتكن للوطن وانحزن له دون غيره... للوطن. وبالمرأة المصرية وتضحياتها ستحيا إن شاء الله مصر».

وألقت الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، كلمة وجهت خلالها الشكر للرئيس على مواقفه الداعمة للمرأة المصرية، مؤكدة أن سيدات مصر ضربن أروع الأمثلة فى الوطنية، ومشيرة إلى أن السيدة المصرية تعد خط الدفاع الثالث وصمام أمان المجتمع بعد الجيش والشرطة. واستعرضت السيدة رئيسة المجلس القومى للمرأة إنجازات عام المرأة المصرية وتمكينها فى مختلف المجالات من خلال التشريعات التى تدعم وتعزز دور المرأة، مؤكدة أن مصر لديها سياسة واضحة ونهج لتمكين المرأة، ومنوهة بأنه تم تخصيص 50 ألف وثيقة «أمان» هدية للمرأة المصرية، وأن حملة التاء المربوطة التى أطلقها المجلس حققت نجاحًا كبيراً، إذ وصلت لأكثر من 72 مليون متابع، وتحولت لأيقونة مصرية وعربية، وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان «التاء المربوطة سر قوتك».

وذكر السفير بسام راضى أن الدكتورة هالة السعيد، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، ألقت كلمة أكدت خلالها أن المرأة المصرية أثبتت للمجتمع وللعالم أنها الرقم الأهم فى المعادلة الوطنية، وذلك بفضل تضحياتها للدفاع عن الوطن، وأشارت إلى أن إزالة العوائق أمام عمل المرأة يرفع إنتاجية الاقتصاد إلى أكثر من 20%، وأضافت أن أحدًا لا ينكر أن هناك تطورًا كبيرًا شهدته خطط الإصلاح الإدارى على المستوى التشريعى فيما يخص حقوق المرأة وتولى المناصب الإدارية، حيث حققت المرأة مكاسب هائلة على كل المستويات. وأشارت الوزيرة إلى أن ارتفاع عدد القيادات التنفيذية من المرأة إلى 3 أضعاف يعكس مدى الاهتمام بتمكين المرأة، مؤكدة أن المرأة أصبحت شريكا أساسيا فى عملية التنمية. كما أكدت وزيرة التخطيط، أن الحكومة تنظم العديد من البرامج التدريبية لزيادة انخراط المرأة فى سوق العمل مشيرة إلى أنه رغم هذه النجاحات إلا أن هناك عددًا من التحديات التى تعوق المرأة المصرية مثل قلة فرص العمل بمجال القطاع الخاص ما يجعل توفير فرصة بديلة للمرأة حملًا كبيرًا تتحمله ميزانية الدولة.

وأضاف المتحدث الرسمى أن غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، ألقت كلمة حول جهود الوزارة وما تقوم به من إجراءات لتكفل بها رعاية وحماية المرأة المصرية، مشيرة إلى وصول الدعم النقدى ببرنامج تكافل وكرامة لأكثر من 2 مليون سيدة مصرية، وأن برامج الحماية تشمل أيضًا معاشات ضمانية لنحو 200 ألف مطلقة وأرملة وزوجة مسجون.

وأضافت الدكتورة غادة والى، أن الدولة أتاحت 43 مليون جنيه شهريًا لنحو 300 ألف مستفيدة وأولادها من المطلقات اللاتى امتنع أزواجهن عن أداء النفقة، كما تم إطلاق قرض «مستورة» من بنك ناصر الاجتماعى، بتمويل من صندوق تحيا مصر، لأكثر من 3 آلاف سيدة، وإقامة مشروعات إنتاج حيوانى ومشروعات زراعية ومشروعات تجارية، وتمويل لبرنامج تنمية المرأة الريفية استفادت منه نحو 79 ألف سيدة، كما ساعدت الوزارة على تسويق منتجات السيدات فى المعارض. وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعى أن الوزارة أضافت هذا العام تكريمًا جديدًا للأمهات ذوات الإعاقة، واللاتى تحملن تربية ورعاية الأبناء بمفردهن، مشيرة إلى أن احتفاء الرئيس بعيد الأم وتكريمه لسيدات رائدات، هو احتفال بقيمة البذل والعطاء، خاصة أن الطريق أمام المرأة طويل يرتبط بالتعليم وثقافة المجتمع، ومؤكدة ما يمثله ذلك من انحياز دائم للمرأة وتكريمها، وأنه بمثابة طريق مهم لتغيير ثقافة المجتمع، وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان «الغالية».

شهد احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية، المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين، فضلًا عن أعضاء المجلس القومى للمرأة.

وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس استمع فى بداية فقرات الحفل إلى فقرة فنية من أوركسترا النور والأمل، وحرص على توجيه تحية تقدير لعضوات الأوركسترا بعد انتهاء العرض، مؤكدًا أنهن بمثابة دفعة هائلة من الرضا والبهجة والسعادة، ورسالة للجميع بأن مصر تستطيع تحقيق الإنجازات.