عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. "يُوما" أم لـ18 بنت نالت لقب "المثالية" بجدارة

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت- رقية عبد الشافي:

تصوير- أحمد بسيوني:

 

"الأم مش بس اللي ولدت الأم هي اللي ربت".. تلك المقولة تنطبق على "الأم الحاضنة" وهي التي تقوم بتربية أبناء غير أبنائها، فالأمومة ليست فقط في إنجاب الأطفال، ولكن في رعايتهم وتربيتهم والعطف عليهم وإحساسهم بالحب والحنان.

 

فالأم البديلة أو الحاضنة هى التي تحتضن الأطفال الأيتام وتجمعها بهم علاقة عاطفية ووجدانية وكأنه خلق من صلبها، وتتضمن له الاستقرار الأسرى والنفسي والاجتماعي.

 

وفي هذا السياق رصدت بوابة "الوفد" نموذجًا للأم البديلة التي تربى الأبناء تحت رعايتها دون أدنى مقابل وكل همها رسم الإبتسامة على وجه هؤلاء الأطفال اليتامى.

 

وبطلة قصتنا هي أم بكل معاني الأمومة، حتى أنا دق قلبي من حنيتها وقلبها المليء بعواطف الأمومة،  فبمجرد علمها بأني صائمة أسرعت في جلب كوب من الحليب الدافئ و"ساندويتش"، وأصرت على تناولي الطعام لدرجة أنني عبرت عن حبي لها وقلت تلقائيًا "اسيب ماما في البيت أجي ألاقيها هنا".

 

ماما هيام أو "يوما" كما ينادونها بنات الدار، متزوجة ولديها أولاد ألتحقت منذ ٧ سنوات بوظيفة في دار أيتام بأجر رمزي، ومواعيد عملها  في الدار تبدأ من ٣ مساء إلى١٠ مساء، وبالرغم من أجرها الرمزي إلا انها تتطمع في أجر من نوع آخر وهز الأجر الذي وعدنا به الرسول الكريم (ص) حينما قال: "أنا وكافل اليتيم هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما"، فهي تريد الجنة.

 

لم تكتف ماما هيام بأن تكون مشرفه أو أم بديله كما يقولون لها،  بل قررت أن تظهر مشاعرها الحقيقية، وتلعب دور أم لكل البنات، فلم أتخيل مدي تعلق البنات بها لتلك الدرجة فربما يكون ما قالوه أمام الكاميرا قليل، لأنهم كانوا "خجولين" كما قالوا لي جانبًا،  ولكن للحظه سمعتهم وهم يقولون "إحنا بنحب ماما هيام ولازم نفرحها وهنقدملها هدايا كتير يارب تعجبها ويكون يوم جميل".

 

  أما عن زملائها في العمل فمن شدة حبهم وتقديرهم لها جعلهم يتسابقون فى رسم الضحكة على وجه "ماما هيام" الطفولي والمليئ بالبراءة والهدوء.

يقول الفتيات بالدار "ماما هيام دى امنا الحقيقة من لما وعينا على الدنيا لقيناها قدامنا عمرها ما شخططت فينا او قسيت علينا بالعكس بتعاملنا كأننا بناتها وبتذاكر لينا وبتحللنا كل مشاكلنا بهدوء وفي سرية تامة، أحنا من غيرها كنا ضعنا والنهاردة حبينا نكرمها بالأم المثالية وعملنا الإحتفال البسيط ده ليها ويارب تفضل معانا ع طول"، هكذا اختتم الفتيات حديثهم.

وجاء دور "ماما هيام" لتتحدث، ولكن عجز لسانها على الكلام، بعد المفاجأة التى دبرها الفتيات ونفذها الكفلاء، حيث قامت بإحتضانهم وعيناها تفيض بالدموع، واخذوا يتبادلون القبلات والصور التذكارية في جو يملأه الحب والفرحة، قائلة: "انتوا ولادى

الى مولدتهمش بحبكوا اوى يا بناتى ويارب اشفكم فى احسن حال وسعادة دايمًا".

وبالرغم من أنها متزوجة ولديها أبناء، إلا أنها لم تقصر ذات يوم فى حق أى احد من الطرفين، فتحمل على عاتقها مسؤليتين كبرتان، ولعل ما يجعلها صامدة هو تعاون أسرتها معها، وتحفيزها لعملها الإنساني الرائع مع الفتيات قائلة: "ولادي وزوجى بيقولولي إحنا معاكى ودول إخواتنا وإحنا ضهرهم فى الحياة دى "، هكذا اختتمت هيام حديثها.

ودخلت معنا فى الحوار الأستاذة فاطمة الإخصائية بدار الفتح لرعاية الأيتام وهى فتاه في بداية العشرينات تحكى لنا موقف أمومى بحت لهيام، قائلة: "من فترة جت عندنا الدار طفلة حديثة الولاده لم تتعدى اليوم الواحد من عمرها، وسكنت فى الدور المخصص للرضع بالدار، إلا أن الأمهات هناك لم تتحمل مسؤليتها، خاصة وأنها انهالت فى البكاء والصراخ، ولا يعلمون ما بها مما اضطرهم للجوء لماما هيام".

وبالكاد لا ننسى دور الكفلاء بالدار، وعلى رأسهم الشابة شيرين فكرى، التي رأت في أعين فتيات الدار الحب والطيبة فجارتها عاطفتها القوية نحوهم، وقامت على رعايتهم وتحقيق ما يحلمون به في حدود استطاعتها، ليس هذا فقط بل خصصت يوم الجمعة من كل أسبوع؛ لعمل زيارة مع أصحابها للدار، بالرغم من أنها متزوجة ويحتاج بيتها لكل ثانية من وقتها، قائلة: "بحس براحة وسعادة وأنا مع بناتى هنا وبحب اشكر ماما هيام على كل اللى بتعملوا معاهم بجد نموذج للأم المثالية واحنا هنا عشان البنات حبو يعملوا احتفال بسيط ليها ويكرموها كأم مثالية ليهم".

وفى آخر لقاء الوفد معهم، حرصن الفتيات والمشرفات على شكر "بوابة الوفد" ومحرريها، على اقتصاص جزء من وقتهم والاهتمام بهن، وتقاسمهم لفرحتهن والتقاط بعض الصور التذكارية معهن، مناشدين أصحاب القلوب الرحيمة على زيارتهم.