رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عاماً علي عودة طابا للسيادة المصرية 29

طابا
طابا

كتبت- إيمان مجدي:

بعد نجاح قواتنا المسلحة الباسلة في حرب 6 أكتوبر 1973، وهزمت اسطورة الجيش الإسرائيلي، الذي طالما قال عن نفسه "الجيش الذي لا يقهر"، رفضت إسرائيل الخروج من أخر نقطة حدودية بسيناء وهي مدينة "طابا" وخاضت مصر الكثير من المعارك الدبلوماسية والقانونية الدولية لاسترداد "طابا" وبذلك تعود أرض الفيروز كاملة لمصر.

ليكن يوم 19 مارس عام 1989، اليوم الموعود حين رفعت القوات المصرية علم مصر مرفرفًا على أرض طابا بسيناء، لتعلن مصر أمام العالم كله سيادتها على أراضيها وتثبت أنها لم ولن تقبل أن تفرط في شبر واحد من الأراضي المصرية. وجاء ذلك عقب إعلان هيئة التحكيم الدولي في جنيف بسويسرا في سبتمبر 1988، حكمها الصادر لمصلحة الجانب المصري لرجوع "طابا" للسيادة المصرية.

يذكر أن مراحل انسحاب الجيش الاسرائيلي من سيناء جاءت على 3 مراحل أولها بعد هزيمة اسرائيل في حرب 1973، والتي انتهت بعدها بعامين وخلالها تم استعادة منطقة المضايق الاستراتيجية بجانب حقول البترول الواقعة على الساحل الشرقي لخليج السويس.

لتأتي المرحلة الثانية والتي شملت معاهدة السلام "كامب ديفيد" وتم انسحاب القوات الاسرائيلية من العريش ورأس محمد، وتم تحرير حوالي ثلثي مساحة سيناء. واخيرا المرحلة الثالثة وبها انسحبت إسرائيل من الحدود الدولية الشرقية لمصر.

وبعام 1982 تم تحرير سيناء ورفع العلم المصري على أراضيها عدا منطقة "طابا"، وتحجج الجانب الإسرائلي بأن تلك المساحة 1020 مترًا لا تقع ضمن الأراضي المصرية، ولم تذعن مصر ويصيبها اليأس بل خاضت معارك سياسية وطنية وقانونية ودبلوماسية حتى تسترد أرضها من العدو، ودامت تلك المعارك لمدة 7 سنوات.

وكان قد تم الإعلان عن أزمة طابا في اللجنة المصرية الإسرائيلية من قبل الجانب العسكري المصري الذي أثار الأزمة، موضحًا وجود خلاف جذري حول النقاط الحدودية الخاصة بالعلامة 91 وهي طابا، واتفق الجانبان على حل النزاع وفقًا لبنود معاهدة السلام الخاصة بالمادة السابعة التي تنص على أن تحل المشاكل بشأن تطبيق المعاهدة عن طريق المفاوضات وقواعد القانون الدولي، وإن لم يتم حل الخلاف يتم اللجوء للتحكيم الدولي.

وبعد مماطلة دامت اربع سنوات وافقت إسرائيل على التحكيم، ودخلت مصر مع إسرائيل في مفاوضات لصياغة مشارطة التحكيم، وهنا استخدمت مصر كافة الأدلة والوثائق والمستندات بجانب المخطوطات الفريدة لتثبت أحقيتها في الأرض، وحققت الوثائق 61% من الأدلة المادية، لذا لجأت مصر لتشكيل فريق مصري ذات ثقل من اساتذة القانون والتاريخ والجغرافيا بجانب عدد من الدبلوماسيين والعسكريين  يتمكن من إعداد الوثائق والخرائط والصور والحجج القانونية وغيرها من وسائل الإثبات بأحقية مصر.

وكانت طبيعة الأرض بطابا تعلن عن أصلها المصري بوجود أشجار مميزة بها المنطقة المصرية، كما حصلوا على صور قديمة لجنود مصر ورجالها تحت تلك الأشجار، بجانب العديد من العلامات التي حصلت عليها مصر في التحكيم ضد إسرائيل.

وبالنهاية تم إثبات احقية مصر في "طابا" إلا أن كعادة إسرائل ظلت تماطل وتراوغ في تنفيذ حكم الانسحاب وتسليم الأرض ومنشأتها لمصر، مما اضطر لعقد عدة اجتماعات لتنفيذ الحكم وبالفعل تم تسليم طابا يوم 15 مارس عام 1989 ورفع العلم لأول مرة بعد الاحتلال يوم 19 مارس بنفس العام، ليكون هذا اليوم عيد قومي يُحتفل به كل عام.

ومن المعروف أن طابا تحتل موقعًا مميزًا بسيناء فيحيطها سلسلة من جبال وهضاب طاب الشرقية ومياه خليج العقبة، كما أن موقعها الاستراتيجي المشرف على أربع دول "مصر والسعودية والأردن وإسرائيل" زاد من اهميتها التاريخية، وأصبحت طابا من أجمل المناطق الخلابة جذبًا للسياح.