رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكويت تحتفل بالعيد الوطنى السابع والخمسين فى ظل علاقات مميزة مع مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

تحل هذه الأيام ذكرى عزيزة على قلب كل مواطن كويتى وعربى تتمثل فى الاحتفال بالعيد الوطنى السابع والخمسين وذكرى عيد التحرير السابع والعشرين، وقبل ذلك بأسابيع قليلة احتفل أبناء الكويت بالذكرى الثانية عشرة لتولى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مسئولية الحكم فى البلاد.

ولعل هذه الذكريات تمثل أهمية كبيرة لمصر كما هو الحال بالنسبة للكويت، نظراً للعلاقات الأخوية المتميزة والعميقة بين البلدين والشعبين الشقيقين، حيث ترتبط مصر مع الكويت بروابط قوية فى المجالات المختلفة وبينهما محطات تاريخية مشرقة، وينتظرهم مستقبل مشترك يتم تعزيزه باستمرار بإرادة شعبية ورسمية.

وتوفر هذه المناسبات فرصة للوقوف على عدد من المحطات التى ارتبطت بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، والمستقبل المشرق الذى تسعى إليه قيادتى البلدين وتعملان سوياً على أن يأتى امتداداً لتاريخ عريق وحافل يستحق أن تعرفه الأجيال التى لم تعايش هذه المحطات المشرقة.

يكشف التاريخ يكشف عن توافق تام بين مصر والكويت على المستويين الرسمى والشعبى وبينهما خصائص تجمعهما، وتؤكد إدراك كل طرف لأهمية الطرف الآخر، فضلاً عن التأثير والدعم المتبادل بين البلدين والاتفاق فى الرؤى حيال القضايا المختلفة على الساحة الإقليمية والدولية.

وكانت أول زيارة لمسئول كويتى لمصر فى عام 1919، وذلك بالتزامن مع الحراك الشعبى فى مصر من ناحية ومع نهاية الحرب العالمية الأولى من ناحية أخرى، حيث قام الأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح بزيارة القاهرة والتقى بالسلطان حسين كامل ملك مصر وقتها، وأجرى الجانبان مباحثات ثنائية شكلت أولى معالم علاقات متميزة ومتنامية امتدت وازدادت رسوخاً جيلاً بعد جيل، وشهدت العديد من المواقف وصور التعاون فى شتى المجالات عبر عقود طويلة جسدت فى حد ذاتها ملحمة من العمل الأخوى قلما تشهده علاقات الدول.

ثم جاءت الدفعة التى اكتسبتها علاقات البلدين في العقد الحالى عقب زيارتين قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للكويت لتكون علامة جديدة على رسوخ وتطور هذه العلاقات تلتها زيارتان لأمير الكويت لمصر، كانت الأولى للمشاركة فى فعاليات المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ والثانية لحضور حفل افتتاح مشروع ازدواج قناة السويس، وسبقتهما زيارة سريعة لحضور حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد انتخابه رئيساً للبلاد عام 2014، ويسعى الجانبان إلى مزيد من التطور والارتقاء عبر حزمة من برامج التعاون تشمل كافة الميادين الاقتصادية والتجارية والثقافية، بما يؤكد أن هناك الكثير والكثير الذى ينتظر علاقات البلدين فى الفترة المقبلة.

 

شراكة استراتيجية

والمطلع على علاقات الكويت ومصر يدرك أنها علاقات استراتيجية متعددة الأبعاد والمجالات من السياسية إلى الاقتصاد ومن الثقافة إلى الإعلام.

ويذكر الكويتيون بكل الخير وقفة مصر عام 1961 إلى جانبهم عندما تصدت لأطماع حاكم العراق وقتها عبدالكريم قاسم من خلال الوقفة الصلبة للزعيم جمال عبدالناصر, كما يذكرون وقفتها الحاسمة عام 1990 عندما تصدت لغزو صدام حسين، وحين شاركت فى تحرير الكويت عام 1991، ولا تزال محطات العلاقة بين البلدين مستمرة إلى الآن وتزداد صلابة بمرور الوقت، وهو ما يؤكد عليه المسئولون فى البلدين من أن أمن الكويت والخليج مسألة مهمة لمصر ومرتبطة بشكل مباشر بالأمن القومى لمصر وأمن واستقرار مصر من أهم أولويات الكويت.

 

تدفق استثمارى

ومن أهم مجالات العلاقة بين مصر والكويت هو المجال الاقتصادى، حيث إنه من المبادئ الراسخة لديهما التوظيف المستمر للموارد والاستثمارات فى مساعدة الشعوب ودفع العلاقات قدماً وتنميتها، وتبادر الكويت دائماً بتبنى مشروعات وبرامج دعم للدول الشقيقة، ولذلك تم إنشاء الصندوق الكويتى للتنمية العربية عام 1961 والذى تزامن مع استكمال الكويت لاستقلالها معبراً عن هذا التوجه ومجسداً له.

ولم يتوقف الدعم الكويتى لمصر على مر التاريخ، وفى كافة المجالات وخاصة المجال الاقتصادى، فتشير التقديرات إلى أن نسبة الاستثمارات الكويتية فى مصر تبلغ نحو 25% من حجم الاستثمارات العربية فى مصر وأن هناك أكثر من 1000 شركة كويتية تعمل فى مصر فى مجالات مختلفة ومتنوعة.

وقال الرئيس التنفيذى لمجموعة بنك الكويت الوطنى، عصام الصقر: إن حجم الاستثمارات الكويتية فى مصر يتراوح بين 6 و7 مليارات دولار، وأكد أن الكويت منذ أكثر من 70 عاماً وفى كل الظروف كانت ولا تزال من أكبر الاستثمارات العربية  فى مصر وأكثرها  فاعلية واستقراراً وازدهاراً.

وعلاوة على ذلك تفتح الكويت أبوابها للكوادر المصرية وهو نوع آخر من التعاون الاقتصادى والدعم غير المباشر للاقتصاد المصرى، حيث وصل حجم الجالية المصرية فى الكويت إلى أكثر من 700 ألف مصرى يساهمون فى مجالات التنمية المختلفة وتتجاوز قيمة تحويلاتها 4 مليارات دولار سنوياً وتعد الجالية العربية الأولى فى الكويت.

وفى المقابل هناك جالية كويتية فى مصر من الدارسين فى الجامعات المصرية فضلاً عن المستثمرين وأصحاب الأعمال تقدر بنحو 20 ألف كويتى وتزيد قيمة إنفاقهم على مليار دولار سنوياً، وكلها ملامح تؤكد الاهتمام الرسمى والشعبى الكبير بتطوير العلاقات الثنائية فى مجال الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة ويؤكد المسئولون فى الكويت سعيهم لمزيد من التعاون وترحيبهم بتواجد الشركات المصرية فى الكويت التى تقوم بعضها بتنفيذ بعض المشاريع حيث يتميز الاقتصاد الكويتى بتعدد الفرص والانفتاح على كافة الاستثمارات الخارجية.

 

لجنة مشتركة

فى عام 1998 تأسست اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتحقيق القدر الأكبر من التنسيق والتعاون فى مجالات التعاون المختلفة، كما ترتبط الدولتان بالعديد من بروتوكولات التعاون بين المؤسسات (السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتعليمية والفنية والإعلامية والقضائية والأوقاف والشئون الإسلامية) والمؤسسات المناظرة فى كلا البلدين وتتواصل جلساتها باستمرار، ومن المقرر أن تعقد جولة جديدة من جلساتها فى غضون الشهر القادم برئاسة وزيرى الخارجية فى البلدين.

وقدمت الكويت عقب ثورة 30 يونية حزمة مساعدات اقتصادية لمصر على مرحلتين بقيمة 8 مليارات دولار، تلاها توقيع عدة اتفاقيات مع الصندوق الكويتى للتنمية لتطوير قطاعى الكهرباء والنقل ليصل إجمالى مساهمات الصندوق إلى 2٫4 مليار دولار عبر أكثر من 40 قرضاً كان من أهمها ما تم التوقيع عليه قبل عامين بقيمة 100 مليون دولار لتمويل جزء من حصة مصر فى مشروع الربط الكهربائى مع المملكة السعودية.

ويركز الصندوق الكويتى للتنمية فى نشاطه على قطاعات أساسية كالزراعة والمياه والتعليم والصحة وتمويل برامج عمليات بنوك التنمية المحلية والصناديق الاجتماعية، نظراً لآثارها الإيجابية الملموسة على توفير الغذاء وتحسين مستويات المعيشة وإيجاد فرص عمل جديدة تساهم فى الحد من البطالة وتدعيم تحقيق الأهداف الإنمائية المنشودة.

 

وكان للصندوق دور بارز فى مشاريع عملاقة فى مصر منذ سنوات طويلة من أبرزها مشروع تعميق وتطوير مجرى قناة السويس بحيث يسمح للسفن العملاقة بالمرور فى القناة، ومشروع توصيل مياه نهر النيل إلى أرض سيناء من خلال ترعة الشيخ جابر والذى كان مقدراً أن يسهم فى زراعة 400 ألف فدان فى أرض

سيناء، كما دعم الصندوق برامج الصندوق الاجتماعى للتنمية بعدد من القروض الميسرة التى كانت تستهدف مواجهة مشكلة البطالة بين الشباب، وكانت إدارة الصندوق سريعة الاستجابة لكل ما تطلبه مصر من صور التعاون إيماناً بقناعتها بأهمية مساندة مصر ودعم مساعيها للتنمية.

 

ترحيب بالدور العربى لمصر

وبالرغم من محاولات عدة من دول الشر للوقيعة بين مصر والكويت عبر استغلال أحداث فردية أو ترديد شائعات تستهدف النيل من الروابط التاريخية بينهما، إلا أن المسئولين فى كلا البلدين أكدوا عمق العلاقة بينهما والوقوف ضد أى محاولات لتعكير الصفو والروابط الأخوية بين البلدين.

وتدعم الكويت استقرار مصر وتعزز من دورها العربى والإقليمى، وتنظر إلى مصر باعتبار أن دورها محوري ومطلوب وأن قوة واستقرار مصر قوة للعرب ولذلك دائماً ما تدعم الكويت مصر وخطواتها نحو الاستقرار، وتجلى ذلك مؤخراً حين أكدت الكويت على وقوفها إلى جانب مصر فى عمليتها العسكرية الأخيرة ضد الإرهاب «سيناء 2018» وكل الإجراءات المصرية التى تسعى للاستقرار.

وفى يوليو 2013 أعلنت الكويت عن تقديم حزمة مساعدات اقتصادية عاجلة لمصر بقيمة 4 مليارات دولار، وأعقب ذلك عدد من الزيارات المتبادلة التى تؤكد مساندة الكويت التامة لمصر من بينها زيارة الرئيس السابق المستشار عدلى منصور إلى الكويت أواخر أكتوبر من العام نفسه لدعم العلاقات الثنائية وتقديم الشكر للكويت لموقفها الداعم للشعب المصرى، وأتبعها بزيارة أخرى فى نوفمبر من نفس العام لحضور مؤتمر القمة العربى الأفريقى واسُتقبل بكل حفاوة وترحاب دبلوماسياً وشعبياً، وختمها بزيارة فى مارس من عام 2014 للمشاركة فى الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية، ثم قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة للكويت فى يناير من عام 2015 لبحث آفاق التعاون الثنائى تلتها زيارة أخرى فى مايو من العام الماضى.

وخلال اللقاء الذي جمع بين الزعيمين في الكويت في مايو الماضى ثمن أمير الكويت مساهمات أبناء مصر فى النهضة التنموية بدولة الكويت، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، وعبر عن الأمل أن تسهم زيارة الرئيس السيسى فى تطوير أطر التعاون القائمة.

ومن جانبه أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن تقدير مصر قيادة وشعباً للمواقف المقدرة التى اتخذتها دولة الكويت الشقيقة بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إزاء مصر، ومواقفها الداعمة لإرادة الشعب المصرى، مشيراً إلى أن الشعب المصرى لن ينسى هذه المواقف التى عكست أصدق معانى الأخوة والدعم.

 

تواصل وتعاون

وبالتوازى مع هذا الزخم الدبلوماسى بين البلدين، كان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على رأس المهنئين للرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل التنصيب الذى أقيم بالقاهرة بمناسبة انتخابه رئيساً لمصر، أعقبها زيارة للمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ فى مارس من عام 2015، وزيارة ثانية لحضور حفل افتتاح مشروع ازدواج قناة السويس وتواكب مع ذلك العديد من اللقاءات والزيارات الرسمية من بينها اللقاء الذى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح فى الأمم المتحدة بنيويورك, كما تمت عدة لقاءات بين وزيرى الخارجية الشيخ صباح الخالد والوزير سامح شكرى.

وفي نوفمبر الماضى التقى وزير الخارجية المصري مع الشيخ صباح الأحمد في زيارة للكويت، تناقش خلال الزيارة مع في عدد من ملفات المنطقة ونقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى لسمو الأمير، كما أكد على تقدير مصر الكامل للجهود التى تقوم بها دولة الكويت على الساحة العربية من أجل تعزيز التضامن والتوافق العربى.

ومنذ أيام قام رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بزيارة إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر الاتحادات البرلمانية، وعلى هامش الزيارة أكد الدعم الكامل من الكويت لمصر وعلى متانة العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات.

كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم فى يناير الماضى، وأكد خلال اللقاء على متانة وقوة العلاقات المصرية الكويتية وما تتميز به من خصوصية، كما أكد حرص مصر على تطوير التعاون الوثيق والمتميز بين البلدين على شتى الأصعدة.

وأشاد الرئيس السيسى بالمواقف المقدرة لدولة الكويت الشقيقة ولصاحب السمو أمير الكويت تجاه مصر على الصعيدين السياسى والاقتصادى.

ومن ناحيته أكد السفير محمد صالح الذويخ سفير الكويت لدى القاهرة على أن العلاقات بين الكويت ومصر تاريخية متجذرة قوية بناءة تتطور باستمرار، مشيراً إلى حرص القيادة الحكيمة فى كلا البلدين على دفع هذه العلاقات إلى مستويات أكبر والبحث عن رؤى جديدة لتعزيزها، بالإضافة إلى تبادل المنافع بين البلدين الشقيقين.