عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زفتى تبحث عن قصر ثقافة يليق بتاريخها ومبدعيها.. والحل في قطعة أرض

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب- جهاد عبد المنعم:

 

تبقى مدينة زفتى واحدة من أشهر وأهم المدن في مصر وسيظل التاريخ يذكر كيف قامت زفتى بإعلان الاستقلال في مواجهة الاستعمار البريطاني أثناء ثورة 19 وبالتحديد يوم 23 مارس عام 1919 وتم إعلان جمهورية زفتى المستقلة.

 

وما زالت زفتى واحدة من مدن مصر الرائعة الجمال بإطلالتها المتميزة على النهر الخالد نهر النيل العظيم وعلى ضفافه يتوارث المبدعون والفنانون والشعراء هذا الجمال الذي يظل مهما للإبداع حيث تجتمع عناصر التاريخ والجغرافيا لتلهم أهل زفتى خاصة شبابها الإبداع في كل المجالات وبالطبع وجود قصر ثقافة متميز يسهم إسهاما كبيرا في تجميع وتنمية هذه المواهب الشابة التي تبحث عن مخرج وملاذ لفنونها.

ولكن وللأسف الشديد ظل شباب زفتى ومعه الآلاف من الأهالي بمدينة زفتى والقرى التابعة لها يعانون من نقص شديد فى الخدمات الثقافية رغم الوعود المتكررة من المسئولين ولكنها بقيت وعودا ومجرد كلام تطبيقاً للمثل العربى القديم الذى يقول "نسمع جعجعة ولا نرى طحنا"، وكم ناشد الأهالي محافظ الغربية ضرورة توفير قطعة أرض لتكون لبنة لأول وأكبر صرح ثقافي وظل المحافظون طوال الوقت يماطلون ولكن مع وجود هذا المحافظ اللواء أحمد صقر محافظ الغربية الحالي هناك أمل كبير وأصبح الحلم قريبا خاصة، بعد وعود الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة للكاتب والإعلامى محمد فودة.

 

ويقول الأهالي إن مدينة زفتي تعتبر واحدة من أكبر مدن الدلتا شمال جمهورية مصر العربية وتضم أكثر من 56 قرية يقطنها عشرات الآلاف من أبناء الغربية الذين حرموا على مدار السنوات الماضية في الحصول على الحق في الخدمات الثقافية، حيث تفتقر المدينة وجود قصر ثقافة بمعني الكلمة، مطالبين بأن يكون بها قصر للثقافة بدلًا من بيت الثقافة الموجود الآن، الذى أصبح قديمًا ومتهالكًا وعلى وشك الانهيار، بسبب الصرف الصحى، خاصة أنه يوجد فى دور أرضى بمساكن قديمة جدًا، وأصبح بقدرة قادر مكانًا للأشباح، حيث إنه لا توجد فى بيت ثقافة زفتى أى خدمات ثقافية يمكنها استيعاب تلك المواهب التى تزخر بها مدينة زفتى، حيث توجد فرقة متميزة للفنون المسرحية بالمدينة، لا تجد مكانًا لتقديم عروضها، فتضطر لأن تعرض أعمالها فى مركز الشباب.

 

ويقول الإعلامي محمد فودة ابن مدينة زفتي "دائمًا ما نسمع عن تلك الخطط والبرامج، التى تستهدف تقديم خدمات ثقافية متنوعة للمواطنين فى كل مكان، ثم نفاجأ بأن الأمر كله مجرد فرقعة فى الهواء، من أجل تحقيق إنجازات وهمية عبر وسائل الإعلام من قبل مسئولى المحافظة، بينما هى والعدم سواء على أرض الواقع، وهنا تكمن الخطورة، فتلك المواهب الشابة وهذه الإمكانات والقدرات الإبداعية الفذة لو لم يتم استثمارها واستيعابها فى المكان المناسب وبالشكل المناسب، فإنها يمكن أن تتحول إلى ما يشبه القنابل الموقوتة القابلة للانفجار فى وجه المجتمع كله، ولقد إستوقفنى الإهمال شبه المتعمد من جانب هيئة قصور الثقافة، وتلك اللامبالاة التى تتعامل بها الهيئة تجاه الموضوع، مع احتياج زفتى قصر ثقافة بدلًا من بيت الثقافة، وكأن الهيئة لا تريد الاستماع لصوت العقل والمنطق".

 

وتساءل الإعلامي محمد فودة: "هل يليق هذا الأمر بدولة تحارب الإرهاب وتواجه أعتى المشكلات بسبب هذا التطرف الناتج عن غياب الوعى والثقافة؟، فهؤلاء الشباب الذين قد يتحولوا إلى أدوات تستخدمها قوى الشر وتلعب بعقولهم الجماعات المتطرفة، كان من الممكن استيعابهم واحتواؤهم بسهولة، وذلك بتثقيفهم وتفجير ما بداخلهم من طاقات إبداعية حتى لا يقعوا فريسة لتلك الأيادى السوداء، التى تغتال ما بداخلهم من براءة، وتذبح ما فى أفئدتهم من طاقات إبداعية، وإننى إذ أرفض هذا الوضع غير اللائق، أفعل ذلك من منطلق قناعتى التامة بالقضية، وبعيدًا كل البعد عن كونى غيورًا على ما يحدث فى مسقط رأسى «زفتى»، وأرى أن الهيئة العامة لقصور الثقافة كانت قد لعبت فى أوقات سابقة أدوارًا بالغة الأهمية فى المجتمع المصرى، إذ كان لها الفضل فى نشر الوعى الثقافى، خصوصًا فى الحقبة الناصرية، إلا أن المتابع للشأن الثقافى المصرى يلاحظ النقد المتكرر لتراجع دور الهيئة وقصور أدائها على مدار العقود الثلاثة الماضية، وهو ما تناولته العديد من المقالات والدراسات خصوصًا فى الفترة الأخيرة".

 

وأكد الإعلامي محمد فودة، أن جميع أبناء مدينة زفتي يتفقون أن هناك خللًا واضحًا فى منظومة العمل الثقافى داخل القرى والنجوع، وليس هذا فحسب، بل إن هذا الخلل أصبح واضحًا ولافتًا للنظر فى المدن الكبرى أيضًا، ويصل الأمر إلى قمة التعقيد حينما نرى جهل هيئة قصور الثقافة بقيمة بعض المدن والتعامل مع الجميع على حد سواء، فكلنا نعلم جيدًا أن هناك مدينة تكون لها طبيعة خاصة، ولها ملامحها المختلفة، وهو ما يستدعى أن يتم التعامل معها بشكل مختلف عن أى مدينة نمطية أخرى، فالأماكن الحاضنة للفكر والإبداع والطاقات اللامحدودة من المواهب الشابة، تستدعى على الفور تعاملًا مختلفًا وآليات عمل قوية وقادرة على استيعاب تلك المفردات المختلفة المتعلقة بالخطاب الثقافى شديد التميز.

 

وقال الإعلامي إبن مدينة زفتي: "ظللت متأثرًا بحالة إحباط شديد، وأتساءل: أين دور وزارة الثقافة؟ وأين الرقابة على هيئة قصور الثقافة؟ إلى أن تلقيت اتصالًا هاتفيًا من الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، أجابت خلاله عن تساؤل كنت قد طرحته من قبل، وهو:

أين وزارة الثقافة من كل ما يجرى ويحدث من إهمال فى المدن والأقاليم؟، وتطرقت تساؤلاتى إلى دور وزارة الثقافة فيما يتعلق بمستقبل الإبداع، ولماذا يتم التعامل مع هذا الأمر بشكل روتينى، وكأنه إجراء يتم من أجل سد الخانة؟ أليست هيئة قصور الثقافة كيانًا مهمًا يتبع وزارة الثقافة؟ كيف يتم ترك الحبل لها على الغارب لتفعل تلك الهيئة ما تشاء وقتما تشاء؟ كيف لا تكون لدى وزارة الثقافة متابعة لأداء تلك الهيئة التى تحولت إلى معول هدم للثقافة، بدلًا من أن تكون جاذبة وحاضنة للشباب الموهوب فى شتى مجالات الإبداع؟، ولن أذهب بعيدًا، فما تحدثت عنه بشأن بيت الثقافة الكائن فى منزل قديم ومتهالك فى زفتى، لا يضم داخله سوى مجموعة من الموظفين، خير دليل على ما أقول.. كيف تسمح هيئة قصور الثقافة باستمرار هذا الوضع الخاطئ؟ أليس بها من يعى ويقدر تلك المدينة، بحجمها وثقلها التاريخى، وبعدد سكانها وقدرة شبابها على تقديم منتج ثقافى قادر على تغيير وجه الحياة بالكامل فى تلك المدينة صاحبة البطولات، التى سيظل يذكرها التاريخ مقرونة باسم «جمهورية زفتى»؟.

 

وأوضح فودة: "الحق يقال فإننى حينما تحدثت على هذا النحو، كنت أخاطب الوزيرة النشطة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وأطلب منها التوجيه بإنشاء قصر للثقافة فى زفتى، التى تستحق الكثير والكثير، وحرصت على أن أناشد فيها الفنانة التى تعى جيدًا معنى الإبداع، والتى تقدر بحق أن تكون هناك موهبة حقيقية فى مدينة بعيدة عن القاهرة، وفى حاجة إلى كى ان ثقافى يحتصنها ويهيئ لها المناخ الصحى لاحتوائها حتى لا تقع تلك الموهبة فريسة لخفافيش الظلام، فيتحول الإبداع إلى طاقة سلبية، نعم لقد راهنت على طموح الوزيرة المبدعة إيناس عبدالدايم، فهى تتمتع بطموح لا حدود له.. طموح يدفعها إلى السير بخطى سريعة ومتلاحقة نحو تحقيق طفرة ثقافية فى جميع ربوع مصر، وهو ما بلورته بشكل عملى فى موافقتها الكريمة على إنشاء قصر للثقافة فى زفتى وتقديم الدعم الكامل لفرقة الفنون المسرحية وللفنانين الشباب بها، أعتقد أن هذه الموافقة الكريمة من الوزيرة ألقت بالكرة الآن فى ملعب محافظة الغربية ومجلس المدينة، حيث يتطلب الأمر تخصيص قطعة أرض مناسبة لتتولى الوزارة تشييد قصر الثقافة، وهى فى نظرى خطوة مهمة أراها تجسيدًا حقيقيًا للنظر بعين الاعتبار إلى مدينة زفتى، تلك المدينة التى للأسف الشديد كانت قد تعرضت للاغتيال المعنوى".

 

وكان اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، قد أكد فى تصريحات سابقة عن إستعداداه التام لتقديم الدعم اللازم لمدينة زفتي التي تعتبر أهم  وأكبر مدينة بمحافظة الغربية وتستحق الوقوف بجانبها وبجانب المواهب والفرق الثقافية والفنية داخلها، مؤكداً علي أنه يجري العمل خلال الفترة المقبلة علي إنهاء تخصيص قطعة أرض مميزة لحل تلك الازمة الثقافية التي يعاني منها أبناء المدينة.

 

كما أكد العميد محمد شوقى بدر رئيس مجلس مدينة زفتى أنه كلف كافة المختصين من الموظفين بتدبير قطعة أرض لإقامة قصر ثقافة للأهالى عليه ، مؤكدا إنه متحمس لإنشاء قصر الثقافة لخدمة 56 قرية خاصة أن مركز زفتى ثالث أكبر مركز على مستوى المحافظة فى تعداد السكان.مشيرا إلى أنه لا يليق أن يكون بيت ثقافة زفتى فى وحدة سكنية بمنزل تحيط به مياه الصرف الصحى لافتا إلى أنه سيتم تخصيص قطعة أرض لإقامة قصر ثقافة يخدم الآلاف من أبناء زفتى بالتنسيق مع اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية ووزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم.