عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خبراء يكشفون السيناريوهات المتوقعة بشأن سد النهضة

مظاهرات اثيوبيا-
مظاهرات اثيوبيا- ارشيفية

كتبت- ميادة الشامي:

حالة من التخبط السياسي تشهدها إثيوبيا حاليًا إثر اندلاع مظاهرات من قبل قبيلة الأورمو التي تعد أكبر مجموعة عرقية هناك احتجاجًا على عدم الإفراج عن سجناء الاحتجاجات التي خرجت منذ عام 2015م، والتي أدت إلى إغلاق الطرق المؤدية للعاصمة أديس أبابا بالصخور، وحرق إطارات السيارات وتعطيل شبكات النقل العام كجزء من الإضراب.

وهو الأمر الذي دفع هايلي ماريام ديسالين، رئيس الوزراء الإثيوبي بإعلان استقالته من منصبيه سواء رئيسًا للحكومة أو زعيم الحركة الديمقراطية لجنوب شعوب إثيوبيا، مؤكدًا في خطابه الذي ألقاه الخميس الماضي، للتليفزيون الأثيوبي أن "الاضطرابات والأزمة السياسية أدت لسقوط قتلى ونزوح كثيرين.. وأعتقد أن تقديم استقالتى ضرورى من أجل السعى لتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تؤدى للسلام الدائم والديمقراطية".

وفي الوقت ذاته، كان من المقرر أن يعقد اجتماعًا يومي 24 ،25 من الشهر الجاري بالخرطوم بمشاركة وزراء الخارجية والمياه ورؤساء أجهزة الاستخبارات التابعة للدول الثلاث لبحث أزمة "سد النهضة، ولكن تم تأجيل الاجتماع إلى قت لاحق لم يحدد بناء على طلب إثيوبيا، حيث أعلنت الخارجية المصرية في بيانها اليوم أنها تدرك الظروف التى ربما قد دفعت إثيوبيا لطلب تأجيل الاجتماع، والتى تأمل أن تزول فى أقرب فرصة.

وفي هذا الصدد، أكد عدد من الخبراء أن ما تشهده إثيوبيا من حالة اضطرابات لها أسس عرقية تعبر عن تاريخ طويل من الصراع الإثيوبي، مشيرين إلى أن الاحتجاجات هناك جاءت بسبب هيمنة الأقلية الحاكمة جبهة "التيجرى" على النفوذ والسلطة والقوة الاقتصادية.

وتوقع الخبراء أن يكون هناك تباطؤ نسبي في عملية بناء سد النهضة الفترة المقبلة، نظرًا للأحداث السياسية الداخلية، وأن يكون هناك مرونة في التعامل مع القضايا الخارجية وعلى رأسها هذا الملف، مستبعدين أن تتخذ مصر أي إجراءات تصعيدية عقب تأجيل اجتماع الدول الثلاث إذا تعثرت المفاوضات.

وقال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الاضطرابات التي تشهدها إثيوبيا لها أسس عرقية تعبر عن تاريخ طويل من الصراع الداخلي المكتوم، مشيرًا إلى أن الاحتجاج هناك جاء بسبب هيمنة الأقلية "التيجرى" على النفوذ والسلطة والقوة الاقتصادية.

وأكد رسلان، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن الاستقرار الإثيوبي سيتوقف على كيفية تعامل الحكومة المقبلة مع الاحتجاجات الحالية سواء بأسلوب الاحتواء أو الاستجابة لبعض المطالب وتقديم تنازلات لشعب الاورومو، أو مواجهة ذلك من خلال القمع ومزيد من الإجراءات الأمنية التي لم تنجح منذ 2016م، مشيرًا إلى أن الرئيس القادم من الممكن انتخابه من ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الحاكمة هناك ويتوقف ذلك على تطورات الوضع الداخلي.

وذكر رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام، أنه إذا زادت الاضطرابات في إثيوبيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة فإن الأولوية للرئيس الجديد ستكون منع الفوضي في الداخل، ومما سترتب عليه إبداء مرونة في الملفات الخارجية كسد النهضة مما سيؤثر على قدرة إثيوبيا في تمويل وبناء السد، مستبعدًا اتخاذ مصر أي إجراءات تصعيدية إذا تعثرت المفاوضات قائلًا "دعينا ننتظر ونرى ماذا سيحدث الفترة المقبلة".

وأوضحت الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن المشهد في إثيوبيا أصبح صعب للغاية بسبب ما حدث مؤخرًا من مظاهرات واستقالة لرئيس الوزراء، مشيرة إلى أنه كانت هناك محاولة للحكومة الإثيوبية لتحجيم تلك المظاهرات منذ اندلاعها في 2015م، ولكن لم تنجح في الوصول لذلك.

وأشارت الطويل، إلى أن الحل السياسي في إثيوبيا معقدًا للغاية وأصبح محل جدل بين الأحزاب الحاكمة نظرًا للتكوين الإثيوبي الفريد المكون من 80 عرقية، لافتة إلى أنه إذا كان رئيس الوزراء الجديد مدنيًا فإن صلاحياته محدودة وستصبح المؤسسة العسكرية الإثيوبية هي القوة الفاعلة الحاكمة.

وتوقعت مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الإهرام، أن يكون هناك تباطؤ نسبي في عملية بناء سد النهضة الفترة المقبلة، نظرًا لأن ممولي السد سيكون لديهم تساؤلات بشأن النظام الإثيوبي والقيادة السياسية الجديدة نتيجة التفاعلات الداخلية التي تحدث هناك.

واستبعد الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، أن تتخذ مصر أي إجراءات تصعيدية منها اللجوء إلى مجلس الأمن إذا تعثرت المفاوضات، مشيرًا إلى أن مصر ستنتظر تحسن الاوضاع السياسية الإثيوبية لعقد اجتماعات في أقرب وقت.

وعن تطور بناء سد النهضة الفترة المقبلة بعد تأجيل الاجتماع الثلاثي بين الدول، توقع شراقي، أن تؤجل إثيوبيا المرحلة الأولى من تشغيل السد نظرًا للأحداث السياسية هناك، مشيرًا إلى أن سد النهضة لا يكتمل بناءه إلا إذا تم استكمال بناء السد المكمل له الذي يبعد عنه بحوالي 5 كيلومتر، والذي مازال يتطلب مزيدًا من الأعمال الهندسية.

ودلل رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، على وجهة نظره قائًلا " السياسة الإثيوبية واحدة ولم تغير شيئًا في طبيعة المفاوضات بشأن سد النهضة ولاسيما إذا كان رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد واحدًا من نواب الرئيس السابق "هايلي ديسالين"، سواء من قبيلة الأورومو الذين يشكلون حوالي 40 مليون، أو الأمهرة الذين يشكلون 25 مليون، أو الإقلية الحاكمة وهي التيجرى التي تسيطر على كافة الأوضاع هناك، مؤكدًا أنهم سينتهجون نفس السياسة الإثيوبية.