وجدى زين الدين يكتب: الأحزاب السياسية والانتخابات الرئاسية
فى بيت الأمة ـ مقر حزب الوفد العريق، كان لقاء الأحزاب السياسية الممثلين بنواب فى البرلمان ليلة «السبت» الماضى، وبدعوة كريمة من الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد والأستاذ سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع، والمهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، احتشد رؤساء الأحزاب داخل مقر الوفد، فى تظاهرة سياسية رائعة، للتعبير عن الدعم الكامل للدولة الوطنية المصرية، والتصدى بكل قوة لكل محاولات النيل منها، وكيفية التصدى للمؤامرات والمخططات التى تحاك ضد البلاد.. وقد استعرض رؤساء الأحزاب المشهد السياسى، والظرف التاريخى الذى تمر به مصر حالياً، والمؤامرات التى تحاك ضد الوطن من كل حدب وصوب، ولأن الظرف التاريخى الحالى يستوجب أن يكون الجميع على قلب رجل واحد، كان هذا اللقاء التاريخى لرؤساء الأحزاب، كبداية جديدة وخطوة أولية من أجل الوصول الى رؤى مشتركة لخدمة مصر والمواطنين.
تجمع الأحزاب السياسية داخل مقر الوفد، ليس حدثاً عادياً، ولا استعراضاً لأيدولوجيات بعينها لكل حزب سياسى، وإنما من أجل هدف واحد هو كيف يتم درء الأخطار عن الوطن، وكيف يتم التصدى لكل المخططات والمؤامرات التى تسعى الى إسقاط مصر وإشاعة الفوضى والاضطراب بالبلاد، وكما قلنا مراراً إن هذه المؤامرات لا يكفيها أبداً سقوط جيراننا من الدول العربية فى بحور الفتن والفوضى كما هو واقع بالعراق واليمن وسوريا وليبيا، وإنما يعينهم بالدرجة الأولى مصر أولاً وأخيراً.. فسقوط مصر، يعنى ألا تقوم للأمة العربية قائمة بعد ذلك، وهذا ما تنشده كل المخططات من خلال السعى الدؤوب من أجل إنهاك الدولة المصرية، والنيل من جميع مؤسساتها بأى شكل من الأشكال، ولا يخفى على أحد كل هذه المحاولات الدنيئة، ولأن هناك شعبا مصريا واعيا، يدرك حجم هذه المخططات فإنه يقف الى جوار الدولة، ويفوت كل الفرص على المتربصين بالوطن.
ويأتى لقاء الأحزاب فى مقر الوفد تعبيرا أصيلا عن وجدان هذا الشعب من أجل نصرة الدولة الوطنية وتثبيت أركانها، والتصدى لكل محاولات النيل من مؤسسات الدولة وتفويت الفرصة على كل متربص بالداخل أو الخارج.. كما يأتى هذا اللقاء المهم لرؤساء الاحزاب فى وقت عصيب، حيث تقوم قواتنا المسلحة الباسلة بالاشتراك مع الشرطة فى خوض معركة شاملة على كافة المحاور من أجل هدف وطنى عظيم، وهو تخليص البلاد من فلول وجيوب جماعات الإرهاب التى تعمل لصالح المؤامرات والمخططات التى تهدف الى إسقاط الدولة المصرية.. وقد وجه لقاء الأحزاب رسالة الى الدنيا كلها، وهى أن الأحزاب السياسية فى خندق الدولة المصرية من أجل اقتلاع جذور الإرهاب، وتجفيف منابعه، وتخليص البلاد من هذه القوى الشريرة التى تعمل لصالح أجهزة دول من أجل إشاعة الفوضى والاضطراب بالبلاد.. وقد أجمعت الأحزاب من داخل بيت الأمة على أن الحرب الدائرة الآن ضد فلول الإرهابيين هى حرب مقدسة، وأن الأحزاب تقدم كامل دعمها لجيش مصر الوطنى، حتى يتم تطهير البلاد من كل قوى الشر الغاشمة.
ومن الأمور المهمة أيضاً التى ناقشها لقاء الأحزاب،
لذلك كان حتمياً على لقاء الأحزاب فى الوفد أن يتم التخطيط لسياسة ورؤية جديدة للرد على حملات التشويه فى الخارج التى تسعى الى النيل من الانتخابات الرئاسية ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسى نال تأييد الأحزاب فى الترشح للانتخابات الرئاسية، لاستكمال ما حققه من إنجازات على الأرض، إضافة الى تمتعه بشرعية شعبية تسبق الشرعية الدستورية التى تم ترشيحه بناء عليها، فقد اتخذ رؤساء الأحزاب، عدة قرارات مهمة، أبرزها تشكيل غرفة عمليات تضم ممثلين عن كافة الأحزاب السياسية، وتعقد اجتماعات دورية ومؤتمرات سياسية فى جميع أنحاء الجمهورية ليس من أجل الدعاية الانتخابية فحسب، وإنما بهدف تأصيل الشرعية الدستورية للانتخابات، والتأكيد على ضرورة مشاركة المواطنين فى الانتخابات، وقد تم تكليف حزب «مستقبل وطن» برئاسة المهندس أشرف رشاد، للتنسيق بين جميع الأحزاب فى هذا الصدد وقد أجمع لقاء الأحزاب على العمل تحت عنوان «من أجل مصر.. انزل.. شارك».
فعلاً من أجل مصر لابد أن تشهد هذه الانتخابات الرئاسية حضوراً كثيفاً وأن يثبت المصريون للعالم أجمع، خاصة المتربصين بالوطن، أن مصر عصية على السقوط ولن ينال منها أحد أبداً، طالما أن الجميع على قلب رجل واحد.