رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وزير الري يعلن خطة لتأمين المياه خلال الـ20 عاماً المقبلة

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب- أحمد الزيات وسناء حشيش ومحمد عيد:

 أكد دبلوماسيون، وخبراء سياسيون، أهمية زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين، الذى يصل القاهرة، غدًا، لتبدأ زيارته رسمياً، بداية من بعد غد حتى الأربعاء المقبل، وذلك فى إطار أعمال اللجنة المشتركة بين مصر وإثيوبيا، والتى كان من المقرر أن تنعقد فى منتصف شهر ديسمبر الماضى، لكن تم تأجيلها إلى منتصف يناير الجارى.

وقال الخبراء، إن الزيارة تمثل إحدى الزيارات المهمة لمصر، بشأن تحريك المياه الراكدة بين البلدين، وبحث تطورات ملف سد النهضة بين الدولتين، وطرح الرد الإثيوبى على مقترح مصر بشأن مشاركة البنك الدولى كطرف فنى، له رأى محايد وفاصل فى أعمال اللجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة.

أوضح السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الوفد الإثيوبى إلى مصر، بعد تأجيلها ما يقرب من شهر، تُمثل أهمية كبرى للطرفين، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لأديس أبابا، فى مُحاولة لترطيب الأجواء، وتهدئة حدة الصراع بين الطرفين، وذلك بعد المشادات الدبلوماسية والسياسية المُتعلقة بملف سد النهضة والأمن المائى، والذى رفضت فيه حكومة إثيوبيا دخول البنك الدولى كطرف فنى دولى مُحايد.

وأكد «بيومى» لـ«الوفد»، أن الزيارة من شأنها بحث تجنب المواجهات؛ لخفض حدة الصراع، من أجل استمرار المصالح المشتركة، والتصدى للمتربصين بوحدة الصف الأفريقى، حتى تسير الأمور فى الاتجاه السليم والقوى لصالح الدول، خاصة بعدما أثير من أحاديث عن تواجد عسكرى مصرى فى إريتريا لتهديد الأمن الإثيوبى.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن سماح مصر لمسئول أو دبلوماسى أجنبى بأن يُلقى كلمة أمام برلمان الشعب، يُعد ثقة كبرى، على رئيس الوزراء الإثيوبى أن يُحسن استغلالها فى إعادة الثقة بين القاهرة وأديس أبابا، حكومة وشعباً، فى اتجاه تهدئة الأوضاع بين البلدين.

وأكد عصام الشيخ، الباحث فى الشئون الأفريقية، أن أهمية الزيارة تتمثل فى حسم الخلاف بين الطرفين، بعد فشل المفاوضات الأخيرة بشأن سد النهضة، ذات البعد السياسى وليس الفنى فقط، ليقبل الجانب الإثيوبى وساطة البنك الدولى، كطرف فنى محايد ذى ثقة، مع عدم الإخلال بالشروط، وذلك فى حالة استمرار رفض أديس أبابا لإعلان التقرير الاستهلالى.

وتابع «الشيخ»، «لا بديل عن التعاون المشترك فى إطار الصادرات والواردات بين البلدين، فى مجالات الثروة الحيوانية والبضائع والسلع الغذائية»، بالإضافة إلى التعاون فى إطار عمل الاتحاد الأفريقى، لدعم تلك الثروات بالتنسيق والتوافق بين إثيوبيا ومصر وبعض الدول الأفريقية.

وأشار الباحث فى الشئون الأفريقية، إلى ضرورة توعية شعوب القارة السوداء، وعلى رأسها الشعبان الإثيوبى والمصرى، بحجم المخاطر التى تواجه البلدين والقارة، والتى تتطلب تنحية الخلافات جانباً، مشيراً إلى التوجه المصرى للقارة الأفريقية خلال الفترة الأخيرة، والذى يعكس الفهم العميق للأمن الاستراتيجى المصرى، خاصة أن مصر قدمت دوراً بارزاً فى استقلال دول القارة ودعم اقتصادها وجهود الاستقرار فيها، ما جعلها تلقى قبولاً واسعاً من دول الجوار.

من ناحية أخرى، أعلن وزير الرى والموارد المائية الدكتور محمد عبدالعاطى، أن هناك خطة مستقبلية تستغرق 20 عاماً من 2017 إلى 2037 تستهدف تأمين احتياجاتنا من المياه، وإعادة الاستفادة من مياه الترع والمصارف

بتكلفة 900 مليار جنيه، مؤكداً ضرورة إدارة المياه بكفاءة ملموسة، وأن نتعامل مع ذلك بالترشيد فى استخدامات المياه حتى يصبح لدينا اكتفاء ذاتى فى المياه.

 وأشار «عبدالعاطى»، خلال ندوة تثقيفية بأسوان، إلى أنه لتنفيذ ذلك، تم وضع خطة بالوزارة لترشيد واستهلاك المياه مرة أخرى، وأطلق عليها (4 ت) وتتضمن 4 محاور تتمثل فى التنقية والترشيد وتنمية موارد الرى وتهيئة البيئة المناسبة.

وأشار الوزير إلى أن التقنية تم تنفيذها فى أسوان بمشروع المعالجة الثلاثية لمحطات كيما لإعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الصحى، ويضم هذا المحور، أيضاً، تنقية ومعالجة مخلفات القمامة وتطهير الترع والمصارف منها، لافتاً إلى أن محور الترشيد يتركز فى تقليل الفواقد من المياه واستخدام طرق جديدة فى الزراعة، وكذا الترشيد فى سحب كميات المياه الجوفية.

 أما محور تنمية الموارد المائية فيتمثل فى البحث عن الموارد الجديدة كمياه الأمطار من خلال تخزينها بإنشاء السدود؛ حيث يجرى فى أسوان إنشاء أكثر من 20 منشأة للسدود لهذا الغرض لتحقيق الاستفادة المثلى منها، أما المحور الرابع فيتمثل فى تهيئة البيئة المناسبة بالتوعية والتدريب واتخاذ الإجراءات الرادعة مع المخالفين. 

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال الندوة أهمية ترشيد استخدام المياه، وأن الإسلام نهى عن الإسراف فيه أو تلويثه أو الاعتداء على مجاريه.

وأضاف الوزير، خلال الندوة، أن الماء حق عام ينظم القانون استخدامه، موجهاً رسالة بضرورة الحفاظ على كل قطرة ماء واستخدامها الاستخدام الأمثل من خلال نظم الرى الحديثة. وأشار الوزير إلى أن الإنسان فى استخدام هذا الحق ليس حراً على الإطلاق يتصرف فيه بمعزل عن مراعاة حقوق الآخرين فيه، فالاعتداء على حق الآخرين مخالفة شرعية وقانونية.

وشدد على ضرورة أن يكون المواطن إيجابياً فى المحافظة على المياه وترشيدها؛ لأنه سوف يسأل يوم القيامة عما بلغه به العلماء، داعياً إلى أن نكون مشاركين فى خدمة وطننا لحل مشكلة الفقر المائى.

وأكد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، أن الحفاظ على المياه مسئولية الجميع، فكل منا له دور، وهو دور المواطن الذى يستخدم الماء، وكل أجهزة الدولة مشاركة فى هذه المسئولية.