رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: كفى هذا العار يا أمة العرب!!

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

كارثة بشعة وعملية إجرامية تتم فى حق الأمة العربية، وهى تقف عاجزة متفرجة على تهويد القدس، ولا تفعل شيئاً سوى الشجب والإدانة والاستنكار وما شابه ذلك.. القرار الأمريكي- الصهيوني، لا يجب بأى حال من الأحوال أن تقف أمة العرب هكذا حياله مكتوفة الأيدى ولا تفعل شيئاً تجاه هذه البشاعة التى تتم جهاراً نهاراً.. الشجب العربى لا يكفى أبداً فى مثل هذه الأمور، والاستنكار مرفوض جملة وتفصيلاً أمام هذا العدوان الغاشم والغادر، بل لابد من إجراءات وآليات حاسمة تحول دون تنفيذ هذا المخطط الإجرامى ضد مدينة الأنبياء التى تطلب الإنقاذ الآن.

نعلم تماماً أن الكيان الصهيوني- الأمريكي، اتخذ قراره الإجرامى فى ظل ظروف عربية يجمعها فقط الفُرقة والشتات، وكل بلد عربى مهموم ومشغول بكوارثه التى صنعتها أمريكا وإسرائيل من أجل أن يأتى هذا اليوم العصيب الذى تعانى فيه الأمة العربية كل هذا الهوان الشديد، فمصر مشغولة ومهمومة بالحرب الضروس ضد الإرهاب الذى هو صنيعة الولايات المتحدة وإسرائيل فى الأصل، والعراق وسوريا واليمن وليبيا غرقت فى الفوضى والاضطراب والصراعات الداخلية، ودول الخليج مشغولة بالأزمات التى فجرتها مع الأسف الشديد دويلة خليجية، أرادت أن تكون عميلة لأعداء الأمة العربية، وتصرف أموالها لخدمة المصالح الصهيونية، أليست قطر تفعل ذلك وزيادة؟!

لقد نجح الكيان الصهيوني- الأمريكى فى أن يشغل العرب فى دوامات الخلافات والفوضى ونشر الإرهاب والتطاحن فيما بين الدول العربية، وخلق الصراعات، حتى باتت كل دولة عربية تعانى من الضعف الشديد وتغرق فى مشاكلها ومصائبها، وكان الكيان الصهيوني- الأمريكى ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر حتى ينقض على القدس، وجاءت اللحظة الفارقة ليضرب ضربته والجميع يقف متفرجاً لا حول له ولا قوة، وكالعادة يشجب ويستنكر ويدين وتضيع القدس كما ضاعت الأراضى العربية المحتلة، ومن قبلها بقرون ضاعت الأندلس وما أشبه الليلة بالبارحة، حيث سقطت دولة الأندلسيين بسبب هذا الضعف والهوان والخيبة العربية!!!

من المؤسف أن العرب الذين انشغلوا بالصراعات فيما بينهم غفلوا عن القضية الفلسطينية على اعتبار انها قضيتهم الأساسية والأولى وأن إسرائيل هى العدو الإسرائيلى والأكبر، مما جعل الكيان الصهيونى يتطاول على سيادة الشعب الفلسطينى على جميع أراضيه المحتلة منذ 1948 ومنذ يونية 1967.. أين تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس؟!.. وأين عودة اللاجئين الفلسطينيين وفق مبادرات السلام العربية والمرجعيات الدولية؟!.. الذى يحدث هو انتهاك القوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة.. وضاعت كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه القرارات الدولية، على أيدى أمريكا وإسرائيل، هل من عاقل يرد بأن «بوش» الذى غزا العراق لا يختلف عن «ترامب» الذى سطا على القدس؟!!

عيب فى حق الأمة العربية أن يتم تغيير الوضع السياسى أو القانونى أو الدبلوماسى لمدينة القدس،

فهذا التغيير عواقبه وخيمة وكارثية وينال من كرامة كل العرب لا نستثنى أحداً من ذلك، وقد آن الأوان أن يتم مواجهة كل الأطماع الأمريكية- الصهيونية فى المنطقة والتصدى لكل هذه المخططات الشيطانية التى تهدف إلى إبادة العرب والمسلمين، ولذلك حان الوقت لأن يتخذ العرب قراراً واحداً لا ثانى له، وهو التصدى بكل الأشكال لهذه الجرائم الأمريكية-الصهيونية، وليس بالشجب أو الإدانة أو الاستنكار بل لابد من آليات أخرى جديدة تردع الكيان الصهيوني- الأمريكى وتوقفه عند حدوده.

صُلب هذه الآليات يتأتى أولاً بأن تدع الدول العربية كل خلافاتها جانباً وتعود إلى رشدها فى التكاتف والتعاون ولدى كل دولة عربية ما يؤهل للتصدى لهذه الجرائم البشعة، وإلا ستتعرض لما هو أبشع وأعتى، وما حدث فى العراق وليبيا واليمن وسوريا ليس ببعيد وجاء اليوم على القدس.. لن تنجو أية دولة من هذه الكارثة لو استمر حال الأمة العربية بهذا الشكل الغريب والشاذ.. لقد آن الأوان لأن تكون الأمة العربية على قلب رجل واحد، ولم تعد هناك فرصة أخرى حتى يتم تضييع الوقت، فالجميع مُعرض للخطر ولا حل فى هذا الشأن سوى أن يتخلى كل قُطر عربى عن أنانيته ويدع الخلافات جانباً وإلا فالسقوط قادم للجميع.

الأمة العربية لديها من الإمكانيات والآليات، ما يمكن به أن تتصدى لكل هذه الجرائم البشعة، وكفى ما حدث ولابد من البدء بأقصى سرعة فى تنفيذ الآليات والوسائل التى تعد وسائل ضغط قوية وشديدة، تجعل أمريكا وإسرائيل ترتدعان.. فالأمة العربية تملك الكثير من هذه الوسائل والآليات التى تمنع هذه الجرائم الصهيونية، وهذا- كما قلت سابقاً- يتوقف على أمرين الأول ترك الخلافات والصراعات جانباً والثانى هو التكاتف والتلاحم.. وإلا سيأتى الدور على الجميع، وكفى تخاذلاً وتطنيشاً.. وكفى ما يلاحق العرب من عار!!

 

[email protected]