رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على كواليس إنقاذ مجموعة شباب لودائع المصريين من القرصنة الإليكترونية

هاكرز - أرشيفية
هاكرز - أرشيفية

السبت 13 مايو الماضي منتصف الليل بالقاهرة خرج بريد إلكتروني من البنك المركزي المصري إلى كل مديري البنوك المصرية والأجنبية في البلاد يحمل صفة "عاجل جداً وسري للغاية".

 

عنوان البرقية ومضمونها دعوة مديري ومسؤولي قطاعات تكنولوجيا المعلومات في 40 بنكاً للاجتماع في البنك  المركزي الثامنة صباح الأحد 144 مايو.

 

ووفقا لما يقوله الكاتب الصحفي محمد علي إبراهيم فإن سيارات اتجهت للفروع الرئيسية للبنوك لإحضار المهندسين واختصاصيي الحاسبات والمعلومات على وجه السرعة واحتشد المسؤولون في المدرج الرئيسي بالدور السادس بالبنك المركزي معظمهم شباب في الثلاثين من أعمارهم أو أكثر قليلاً.

 

ويضيف أن السبب كان الهجوم الإلكتروني غير المسبوق الذي ضرب ما لا يقل عن 300 ألف سيرفر في 150 دولة بالعالم. سموه هجوم الفدية، ولذلك فقد كانت ودائع المصريين الدولارية والمحلية في مهب الريح.

 

يقول الصحفي المصري  إن الفريق الذي أنقذ ودائع المصريين من القرصنة والضياع كان يتكون من مجموعة شباب أكبرهم يبلغ من العمر 32 عاما وأصغرهم 26 عاما، تعلموا وتخرجوا في كليات الهندسة بجامعات القاهرة و عين  شمس و الإسكندرية وبذلوا جهدا خارقا وعبقريا للتغلب على الفيروس؛ وتأمين شبكات البنوك  وحماية ودائع المصريين ومدخراتهم، مضيفا أن هؤلاء ورغم عبقريتهم الفذة يتقاضون رواتب تعتبر قليلة مقارنة بما يتقاضاه نظراؤهم في دول أخرى.

 

وأضاف إبراهيم أن الفيروس من البرمجيات المعلوماتية الخبيثة وهو الأول والقادر على التوغل في شبكة بأكملها  انطلاقاً من كمبيوتر واحد مصاب وبرنامج خبيث لطلب فدية، مستفيداً من ثغرات أمنية في أنظمة مايكروسوفت القديمة، ولكن رغم ذلك فقد قام هؤلاء الشباب صغيرو السن بمواجهته بحرفية واتقان ومهارة.

 

ويطالب الصحفي المصري وسائل الإعلام بضرورة تسليط الضوء على هذه اللفتة الإيجابية للبنك المركزي بدلا من التركيز على موضوعات أخرى تخص الحياة الشخصية لرئيس البنك طارق عامر.

ويكشف الدكتور وليد حجاج الباحث في أمن المعلومات والملقب في مصر بصائد القراصنة كيفية قام هؤلاء الشباب بمواجهة الفيروس الإليكتروني، ويقول إن ما ساهم في نجاح الفريق أولا هو أن البنوك وأغلب مؤسسات الدولة في مصر وربما العالم كله تحصل على عطلة يومي الجمعة والسبت، وهو الموعد الذي ضرب فيه فيروس  الفدية كل أجهزة الحاسوب في العالم، ولذلك كانت الأضرار خفيفة ولا تذكر ومرت بسلام بعدما تم التعامل  معه .

 

ويقول إن الشباب قاموا أولا بمواجهة الفيروس إلكترونيا والتصدي له من خلال ما يسمى عملية استعادة الوضع وإعادة تحديث البيانات، مع ملاحظة أن البيانات التي تكون قد تم إخفاؤها من

خلال الفيروس - لو كان قد توصل إليها - يتم الاستعانة بقواعد البيانات البديلة لوضعها على النظام الإلكتروني من جديد.

 

ويضيف أن أغلب البنوك المصرية والعالمية وكذلك الشركات تقوم بنسخ قواعد بياناتها وبيانات عملائها، وهو ما يسمى بالنسخ الاحتياطي لمرة أو مرتين وربما ثلاث مرات، وتحتفظ بكل نسخة منها في مكان سري وآمن وتستدعي إحداها لو انهارت قاعدة البيانات الرئيسية أو تأثرت بفعل هجوم إلكتروني، ومن هنا يتم استدعاء هذه البيانات مرة أخرى ووضعها على النظام الرئيسي للبنك لحماية ارصدة وودائع العملاء وبياناتهم.

 

وعن الأضرار الظاهرية التي كان يمكن رصدها لو تأثرت البنوك المصرية بفيروس الفدية؟ قال حجاج إن منها مثلا أن يذهب العميل لسحب أموال من بطاقته الائتمانية فيظهر له الرصيد صفرا، أو يذهب أحد المقترضين لسداد قسط من أقساط القرض المستحق عليه، فلا يجد موظف البنك أي بيانات عنه أو حجم القرض وحجم كل قسط وعدد الأقساط المسددة والباقية.

 

ويقول صائد القراصنة إنه بنهاية يوم السبت والأحد الماضيين تم التغلب على الفيروس ومواجهته مؤكداً أن إحدى شركات الاتصالات المصرية تأثرت به ولكنها نجحت في التغلب عليه وتفادي أضراره؛ وهو ما تسبب في انقطاع الخدمة لمشتركيها لفترات طويلة نوعا ما، كما تأثرت شركات أخرى ولكنها لا يمكن أن تفصح عن ذلك حرصا على معاملاتها ولعدم زعزعة الثقة في نفوس عملائها.

 

ويؤكد تقرير البنك المركزي الصادر نهاية ديسمبر الماضي أكد أن ودائع المصريين بالبنوك بما فيها الودائع الحكومية بلغت 2.761 تريليون جنيه، في نهاية ديسمبر 2016، مقارنة بـ2.123 تريليون جنيه بنهاية شهر يونيو 2016.