رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

" الغلاء" يسرق "بهجة " عادات وتقاليد المصريين

بوابة الوفد الإلكترونية

عام  مر  على  بداية  ظهور  موجات  الغلاء  قبل تحولها  من  ظاهرة  إلى  واقع  يقتل  فرحة  المصريين  والاحتفال  بعاداتهم  وتقاليدهم  فى  المناسبات  المختلفة  ,  فقد  اعتاد  المصريون  على  ظهور  موجة  غلاء  لفترة  وجيزة ولكن  دخل  المواطن  في  عراك  مع  قمع  مظاهر  البهجة  التى  كانت  تميز  الشعب  المصرى  عن  غيره  من  الشعوب  وتضيف  روحا  للمحروسة  يشهد  بها  كل  دول  العالم .

البداية  كانت  مع  رمضان  الماضى  ومقاطعة  الياميش  وفوانيس  رمضان  وتغير  فرحة  الشوارع  والميادين  المزينة  بشوادر  بيعهما  للمواطنين  ,  ومشهد  عزوف  المواطنين  عن  الأسواق  وشراء  السلع  الغذائية  والخضراوات  استعدادا  للشهر  الكريم  والسلاسل  التجارية  التى  شهدت  ركودا  كبيرا  حينها  ,  مرورا  باحتفالات عيدى  الفطر  والأضحى  التى  تكرر  فيها  نفس  المشهد  عكس  السنوات  السابقة  وتخلى  كثير  من  الأسر  المصرية  عن  شراء  الكعك  الذى  تضاعف  ثمنه  بسبب  اختفاء  السكر  حينها  ,  ليأتى  المولد  النبوى  ويتجدد  قتل  فرحة  المصريين  بعاداتهم  الشرائية لنجد  دعوات  مقاطعة  الحلوى  وبالفعل  قلت  شوادر  بيع  الحلوى  التى  سجلت  اسعارا  خيالية  ولجأت  السيدات  لصنعها  بالمنزل  فى  محاولة  لرفض  كسرة  الفرحة  والعادات,  ليستمر  الأمر  فى  أعياد  شم  النسيم  وغلاء  أسعار  الأسماك  بشكل  مبالغ  فيه  وتتكرر  محاولات  السيدات  للفرحة بصنع  "  الفسيخ  "  بالمنازل  بسبب  غلاء  الأسعار  .

ويمر  العام  ويتجدد  المشهد  نفسه  ويشهد  تراجعا  أكبر فى مظاهر  الفرحة  والاحتفال  بمظاهر  الشهر  الكريم  بعدما  اعتاد  المصريون  على  الشوادر  المنتشرة  لبيع  الفوانيس  والزينة  الرمضانية  ,  وعرض  الياميش  على العطارين  والسلاسل  التجارية  قبيل  رمضان  بنحو  شهر  كامل ,  لنجد  هذا  العام  ويفصلنا  عن  رمضان  نحو  أسبوعين  ظهور  هذه  المظاهر بشكل  نادر  في  بعض  الشوارع  والأحياء  الشعبية  .

وبناء  على  ذلك،  أكد  خبراء  الاقتصاد  وعلم  النفس  والاجتماع  أن  هناك  أزمة  حقيقية  تواجهها  الأسر  المصرية نتيجة  غياب  الفرحة  وكسرها  بسبب  غلاء  الأسعار  ,  بخلاف  تفاقم  أمراض  القولون  والضغط  وغيرها  ,  وأوضحوا  أن  الدولة  حينما  تتخذ  اجراءات  اقتصادية  لا  تراعى  الجوانب  الاجتماعية  والنفسية  للشعب  فإن  هذا  أمر  خطير  للغاية. 

أكد  الخبير  الاقتصادى الدكتور  احمد  خزيم أن الحكومة هى  السبب  الرئيسي  فى  تفاقم  أزمة  غلاء  الأسعار  وأن  سياستها  هى  التى ادت  الى  عجز  الموازنة  وخلفت  ديون  باهظة  فأصبحت  تفكر  فى  حسابات  رقميه  أدت  الى  ركود  تضخمى  فى  السوق  ولم  تنته  المشكلة,  بخلاف  أن  تحرير  سعر  الصرف 

ادى  الى  مضاعفة  قيمة  التضخم,  اضافة  إلي  مشاكل  الاستيراد  لنحو  70% من غذائنا،  والحكومة  لا  تملك  رؤية  لاعادة  قواعد  الانتاج  كافة  من  صناعة  وزراعة  وأشار  إلى  أن  مجلس  النواب  منبطح  امام  الحكومة  ولم  يراقبها  بحسب  دوره فى  هذه  الاجراءات  وكل  اخطاء  الوزراء تحملها  الشعب اكثر  مما  يستطيع  فظهرت  ازمات  اجتماعيه  وتآكل  للطبقة  الوسطى  وانهيار  ما  دون  الوسطى،  وعليه  اختفت  الابتسامة  عن  وجوه  المصريين،  والمؤسف  أنه  ليس  لهذا  الملف  انفراجه  قادمة  . 

ويرى  الدكتور  جمال  فرويز استشارى  الطب  النفسى  أن  الاحتفالات  لا  تنتهى  بشكل  نهائى  فمازال  هناك  "  نفس "  يعافر  به  المصريون  لمواجهة  الازمات  وغول  غلاء  الاسعار  الذى  قضى  على  بهجة  المصريين  في  عدة  مناسبات  اجتماعية  ولكن  لا  ننكر  أن  مظاهر  هذه  الاحتفالات  قلت  بشكل  واضح  ,  وأصبح  المواطن  يحاول  تحديد  اولوياته  والسؤال  هنا  هل  سيتحمل  المواطن  أكثر  من  ذلك  أم  هناك  طاقة  لن  يتحمل  بعدها  . 

وحول  التأثيرات  الاجتماعية للتخلى  عن  مظاهر  الاحتفال  بالمناسبات  المختلفة بسبب  غلاء  الأسعار  يقول  " فرويز "  أن  المشاكل  الاسرية  زادت  بشكل  ملحوظ  ويحدث  احتكاك  وتشاجر  الازواج  تفاقم  نتيجة  عدم  قدرة  الرجال  على  سد  احتياجات  الأسرة  وعدم  طاقة  السيدات  على  التدبير  فالأسرة  لم  تعد  تتحمل  نفسيا  هذا  العبء  المالى  فزادت  مشاكل  المرضى  الجسدى  والنفسي  وتفاقمت  أمراض  القولون  لدى الشباب  خاصة اضافة  الي  اضطرابات  النوم  والضغط  والسكر  بخلاف  الاكتئاب  والاحساس  بالقهر  والاحباط,  وشدد  على  ضرورة  وضع  اعتبارات  الصحة  النفسية  لدى  المصريين  عند  اتخاذ  الإجراءات  الاقتصادية  وسياسة  الدولة.