رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شاهد.. ملحمة جديدة يسطرها الجيش المصري.. "الوفد" تكشف أسرار اقتحام جبل الحلال

جانب من المضبوطات
جانب من المضبوطات

يسطر رجال القوات المسلحة، يومًا بعد يوم، أروع ملاحم البطولة والتضحية فداءً لمصر وشعبها العظيم، لا يهابون الموت ويواصلون الليل بالنهار يدافعون عن أرضها ويبذلون أرواحهم فداءً لثراها المقدس، في أرض سيناء المقدسة يسطر هذا الجيل من أبناء الشعب المصري قادة وضباط وصف وجنود ملحمة وطنية جديدة من البناء والتعمير والتنمية، والتصدي بكل حزم لقوى الشر والغدر والإرهاب عازمين على دحره واقتلاع جذوره من تلك الأرض الغالية التي ارتوت بدماء الشهداء، يملأهم اليقين أنهم على الحق المبين وأن الله ناصرهم على هؤلاء الضالين ممن استباحوا الحرمات وسعوا بالإفساد والتخريب والتطرف.

وامتدادًا لجهود القوات المسلحة في تطهير سيناء من العناصر التكفيرية والإجرامية، يقف أبطال ومقاتلو الجيش الثالث الميداني حائطًا قويًا صامدًا لدحر الإرهاب محققين العديد من الإنجازات والنجاحات المتلاحقة خلال العمليات الأمنية الشاملة بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي بالخرم والعنقابية وجبل الراحة بوسط سيناء والتى تتميز بالطبيعة الجبلية والمساحات الشاسعة والتضاريس الوعرة التى تتخذها العناصر التكفيرية كملجأ حصين يفرون إليه، من بين تلك المناطق وأكثرها خطورة منطقة جبل الحلال التي استطاع أبطال ومقاتلو الجيش الثالث الميداني تحطيم أسطورته الإجرامية وفرض السيطرة الكاملة عليه وتطهيره من الإرهاب في ملحمة بطولية جديدة.

والجيش الثالث الميداني، أحد صروح العسكرية المصرية بتاريخها المجيد حيث كان قرار إنشاءه مواكبًا لإعادة تنظيم القوات المسلحة عام 1968، واستطاع رجاله العظام تحقيق مهامهم المكلفين بها بكفاءة عالية خلال معارك الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة وكانت لهم العديد من البطولات والتضحيات التي سجلها التاريخ العسكري المعاصر، ومنها اتخذ الجيش شعاره الإيمان- الصمود- التحدي.
وترجم أبطال ومقاتلو الجيش الخبرات المكتسبة ضمن المنظومة المتكاملة للقوات المسلحة في التخطيط والتدريب وتطوير القدرة القتالية وامتلاك نظم التسليح الحديثة للوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي وتنفيذ المهام المكلفين بها لحماية ركائز الأمن القومي المصري، والمعاونة في تأمين الجبهة الداخلية وحماية المنشآت الحيوية والأهداف الاقتصاية في المحافظات التي تدخل في نطاق مسئوليته وتقديم الدعم والمعاونة وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين .         .
اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش قائد الجيش الثالث الميداني، أكد خلال الجولة التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية لوفد كبير من الشخصيات الإعلامية والمحررين العسكريين ومراسلي القنوات الفضائية والشبكات الاذاعية والصحف والمواقع الإلكترونية إلى منطقة جبل الحلال بوسط سيناء، أنه في إطار توجيه القيادة السياسية لدحر الإرهاب وتطهير سيناء من كافة العناصر الإرهابية، وبصدور الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة باقتحام وتطهير جبل الحلال نظرًا لحجم التهديدات الموجودة به، فقد تم التخطيط للعملية على عدة مراحل.

وكانت المرحلة الأولى، وهى مرحلة تجميع المعلومات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وأهالى سيناء الشرفاء الذين يعملون يدًا بيد مع قواتهم المسلحة، وتم حصر المعلومات الكاملة عن جبل الحلال والمسارب والدروب المؤدية إليه وأماكن تمركز وانطلاق العناصر التكفيرية به، وتدقيق الدراسات الطبوغرافية لطبيعة الجبل والتى تعتبر فريدة من نوعها فجبل الحلال يمتد لمسافة 60 كم من طريق الحسنة / بغداد وحتى قرية ام شيحان / وبعمق 20 كم تقريبا ، ويتميز من الناحية الغربية له بالأرض ذات الغرود الرملية الكثيفة التى يصعب سير العربات بها، ومن الجنوب ذات المنحدرات الحادة التى يصعب الدخول بها بواسطة المركبات ومن الشرق امتداده مع جبل ضلفة يمثل عائقا للمناورة ، ومن الشمال هو الطريق الذى يمكن القوات التى تبدأ هجومها منه والذى به العديد من الوديان الممتدة داخل جبل الحلال .
وأشار "الدش"، إلى أن المرحلة الثانية للعملية بدأت بفرض الحصار الشامل لطرق الاقتراب المؤدية للجبل من خلال الكمائن والارتكازات الامنية، وأحكام السيطرة الكاملة على مداخل جبل الحلال من جميع الاتجاهات بغرض منع دخول الإمدادات داخل جبل الحلال ونفاذ المخزون الاستراتيجى لدى العناصر التكفيرية  وإجبارهم على مواجهة القوات أو الاستسلام .
وأوضح قائد الجيش الثالث أنه حين حانت ساعة الصفر تم دفع 9 مجموعات قتال كل مجموعة مسئولة عن قطاع داخل الجبل بمهمة تمشيط كل شبر داخل الجبل والقتال مع العناصر التكفيرية، ولمدة 6 أيام متواصلة استمر ابطال الجيش الثالث الميدانى فى أعمال التمشيط والقتال مع العناصر التكفيرية وفى منظومة متكاملة بين القوات القائمة بالهجوم ونيران المدفعية والحماية الجوية المستمرة من القوات الجوية، وقد أسفرت أعمال التمشيط والمداهمات عن مقتل (18) تكفيريًا والقبض على (31) عنصرًا آخرين خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات، وضبط ميادين رماية يتدربون عليها بأشكال تشبه أشكاال الرماية وأماكن تشبه الكمائن الخاصة بقواتنا للتدريب على اقتحامها، وتدمير (3) عربات و (6) دراجات نارية، كما تم اكتشاف (24) كهف و 8 مغارات عثر بداخلها علي مخازن الذخيرة والأسلحة بكميات هائلة ونظارات الميدان التى تستخدم فى المراقبة ورصد قواتنا ونظارات الرؤية الليلية، و(29) دراجة نارية معدة للتفخيخ ومخازن تضم العديد من العبوات الناسفة المعدة للاستخدام، وكميات كبيرة مثل (c4 – الانفو – نترات الامونيوم ) وورش لتصنيع دوائر النسف وماكينات لحام والمعدات المكملة لها التى تستخدم فى صنع العبوات الناسفة ،

كما تم العثور على (8)  نقاط وقود تستخدم كاحتياطيات استراتيجية لإمداد عناصرهم التكفيرية بالوقود، ومخازن تحتوى على كميات من مواد الإعاشة والمهمات والملابس الخاصة بالعناصر التكفيرية.
كما تم ضبط عدد من العربات المخبأة داخل الوديان ومثبت عليها الرشاشات بهدف التعامل مع قواتنا، ومخازن للسيارات الحديثة وقطع الغيار بكميات كبيرة تستخدم للامداد الاستراتيجى للعناصر التكفيرية، فضلا عن اجهزة للكشف عن الألغام ووسائل الاتصالات لاسلكية، وكميات كبيرة من المواد المخدرة المعبأة والمعدة للبيع؛ وأشار قائد الجيش الثالث الميداني إلى التواصل المستمر من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة للاطمئنان على الأبطال والمقاتلين والتواصل المباشر معهم بشكل يومي داخل ارض المعركة كان له أكبر الأثر في رفع الروح المعنوية العالية ومحاربة الظروف المناخية والطبوغرافية من اجل تحقيق هذا الانجاز ويرسخ روح العزيمة والايمان والصمود في مواجهة التحديات التي تهدد استقرار وأمن مصرنا الحبيبة وطننا الغالى .
من جانبه أوضح قائد عملية تطهير جبل الحلال؛ أن القوات المشاركة تمكنت من إحباط جميع محاولات الهروب او الدخول الى الجبل خلال مدة الحصار واقتحام الجبل، واستطاع جنودنا البواسل تمشيط كل الوديان والمسارب والقمم الجبلية ، وتنفيذ المهام المخطط لها بكل احترافية وكفاءة  في القضاء على كافة البؤر التكفيرية داخل جبل الحلال ، وقتل عدد من المسلحين المتحصنين بالجبل خلال الاشتباكات ، كما نجحنا في القبض على عدد كبير منهم على قيد الحياة لإدلالنا بالمعلومات المهمة عن تلك العناصر .
وأكد أحد قادة مجموعات الاقتحام انه بزيادة الضغط على التكفيريين ومهاجمتهم بشراسة كانوا يولون الفرار ويتركون اسلحتهم وذخائرهم إلى قمم الجبال ظنا منهم أننا لن نستكمل داخل كل شبر داخل جبل الحلال ، وقامت القوات بنسف وتدمير العديد من مخازن العبوات الناسفة فى مناطق متعددة داخل الجبل ، فضلا عن المغارات التي استخدمت كورش لإمداد العناصر التكفيرية بشمال ووسط سيناء .
وأشار قائد إحدى المجموعات المكلفة باقتحام  الجبل:  "كنت ورجالي ننفذ مهامنا المخططة ونحن نعلم أن قلوب جميع المصريين معنا ، كنا نحارب التضاريس الصعبة والظروف الجوية القاسية التى تصل الى صفر درجة مئوية والمنحدرات والصخور الحادة ، لكن تدريبنا وعقيدتنا الراسخة وتلاحم الضباط والصف والجنود بروح معنوية عالية هي العنصر الرئيسي لتحقيق هذا الانجاز؛ فيما كشف عدد من الضباط وضباط الصف والجنود من قوات انفاذ القانون المشاركين بالعملية عن بعض الأدوار البطولية المذهلة التي قام بها زملائهم، حيث كان أحد الجنود قد أصيب بإصابة بالغة، وكان "يلفظ أنفاسه الأخيرة"، فتوجه إليه قائده ليساعده على عملية إخلاء مكانه، لكن الجندي رفض الإخلاء وطلب من قائده الاستمرار في عملية الاقتحام والمداهمة حتى استُشهد،  كذلك أثناء عملية الاقتحام حيث توفيت والدة أحد الجنود، أثناء عمليات المداهمات، وعندما علم بوفاة والدته، قٌلنا له بأنه سيتم توفير وسيلة لنزوله من الجبل مع توفير حماية له، من أجل المشاركة في عزاء والدته، لكن البطل المقاتل رفض، وأصر على استمراره في عملية المداهمات، ليأخذ ثأر زملائه من الشهداء".
وأكدوا جميعا، أن السر الكامن وراء النجاح هو أننا جميعا كتلة واحدة على قلب رجل واحد نرتدى زيًا واحدًا ونأكل من طعام واحد ونقاتل لهدف واحد هو أمن واستقرار مصرنا الغالية واسترداد حق شهدائنا الأبطال الذين قدموا أرواحهم لتطهير هذه البقعة المقدسة من أرض مصر.