رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رئاسة أمريكا بين "الفيل الجمهوري" و"الحمار الديمقراطي"

دونالد ترامب مرشح
دونالد ترامب مرشح رئاسة امريكا

لم يكن اختيار المرشح للرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب" رمز "الحمار" شعارًا انتخابيًا له من فراغ، لكن يحمل قصة ارتبطت منذ القدم بالحزب الديمقراطي الذي ينحدر منه المرشح المحتمل، فبالرغم من أن "الحمار" يرمز إلى الغباء والضعف في كثير من البلاد العربية، إلا أنه حمل معنى آخر في الولايات المتحدة الأمريكية.

بدأت قصة رمز "الحمار" الذي تحول إلى شعار للثورة والقوة، مع الديمقراطيين خلال عام 1828 عندما اختاره المرشح الديمقراطي "أندرو جاكسون" رمزًا له، خلال خوض سباق الرئاسة آنذاك تحت كلمات: "لنترك الشعب يحكم"، ووقتها سخر منافسه الجمهوري "جون كوينسي" منه كثيرًا، ووصف رمز "الحمار" بالشعبي والرخيص، فما كان من "جاكسون" إلا أن اختار حمارًا رمادي اللون جميل المظهر، وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الانتخابي، ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبًا من هموم الناس.

وشهد رمز الحمار طفرة كبرى وانتشار واسع خلال عام 1870، حينما عمد رسام الكاريكاتير "توماس ناست" الذي كان يعمل لصالح مجلة "هاربر" الأسبوعية إلى اختيار حمار أسود اللون، كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور.

ومنذ ذلك الحين أصبح الديمقراطيين يفخرون برمز الحمار، بل ويدللونه عبر تنظيم مسابقات لرسم أفضل بورتريه للحمار الديمقراطي وإطلاق أفضل الشعارات السياسية التي يمكن أن ترافق صورته، وظهر هذا جليًا في المؤتمر الأخير للديمقراطيين الذي انعقد بمدينة "شارلوت" بولاية "نورث كارولينا"، الذي تم فيه بيع قمصان

وقبعات ونظارات شمسية أقداح القهوة مطبوع عليها صورة الحمار وهو في مختلف الأوضاع وبمئات الآلاف من الدولارات.

أما عن الفيل الجمهوري الضخم، فلديه قصة هو الآخر، ظهرت خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1860، حينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية عبارة عن شبه قارة مقسمة بين الشمال والجنوب؛ بسبب اختلاف الآراء حول قضية تحرير العبيد.

وفي ذلك الوقت قرر "أبراهام لينكلن" خوض غمار الانتخابات؛ أملًا في توحيد البلاد أو التقليل من حدة الانقسام، ومن هنا ظهر الفيل كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة لـ"لينكلن" في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها.

لكن رمز الفيل لم يتحول إلى شعار سياسي للجمهوريين سوى خلال عام 1870 عندما أبدى رسام الكاريكاتور الأمريكي "توماس ناست" تذمره من خروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية، واختصر الحزب في رسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور يحطم كل ما تطؤه قدماه كتب على جسمه عبارة (الصوت الجمهوري) ومنذ ذلك الحين تحول الفيل إلى شعار للحزب.