رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"البطل أحمد عبدالعزيز" الشهيد الذى قُتل بـ"نيران صديقة"

البطل أحمد عبدالعزيز
البطل أحمد عبدالعزيز

"الانتماء، الشجاعة، النضال، الفدائية، الحماسة والثورية.." كلها صفات تنطبق على أحد أبناء هذا الوطن المخلصين من رجال القوات المسلحة والجيش المصري، الذي تعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضيته الأولى، وبرز دوره خلال حرب 1948، هو الشهيد البطل أحمد عبد العزيز.

وتحل اليوم الذكرى الـ 68 على وفاته حيث استشهد في مثل هذا اليوم 22 أغسطس 1948 في منطقة عراق المنشية بفلسطين لترتوى أرضها بدمائه الطاهرة، والبطل أحمد عبد العزيز من مواليد 1907 بمدينة الخرطوم، كان والده الأميرالاى محمد عبد العزيز قائد الكتيبة الثامنة بالجيش المصري في السودان.

وبدأت مواقف عبد العزيز الوطنية منذ الصغر، فشارك في ثورة 1919 وهو في الثانية عشر من عمره، وكان والده أحد الداعمين لها وبشده، حيث سمح لجنوده بالخروج من ثكناتهم للمشاركة في المظاهرات مع الشعب، ما أدى إلى فصله من الجيش بعد غضب الانجليز عليه.

وفى عام 1923 دخل أحمد عبد العزيز السجن بتهمة قتل ضابط إنجليزى، إلا أنه تم الافراج عنه فيما بعد وتم إبعاده إلى المنصورة، وبعد أن تخرج عبد العزيز من المدرسة الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1928، وقام بتدريس التاريخ الحربي في الكلية، وكان ضابطًا مرموقا بسلاح الفرسان، كما التحق بسلاح الطيران.

كان عبد العزيز من أول المبادرين للتطوع لتحرير القدس من الأيادي الصهيونية، التي ارتكبت العديد من المذابح بحق الفلسطينيين وذلك بعد قرار تقسيمها في 1947، فكان أول ضابط مصرى يطلب بنفسه إحالته للإستيداع بعد أن انتشرت دعاوي الجهاد في كل ارجاء العالم العربي والاسلامي، وبالفعل كون فرقه من المتطوعين الفدائيين.

وبعد أن جمع بعض الأسلحة والذخيرة من قيادة الجيش وبعض المتطوعين وبعض الأسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية بعد محاولة إصلاحها إتجه إلى فلسطين، وفي 1948 دخلت قوات الجيش المصري مدن الخليل وبيت لحم وبيت صفافا وبيت جالا.

كانت هذه القوات مكونة من عدد من الجنود ونصف كتيبة من الفدائيين بقيادة أحمد عبد العزيز وكان يساعده اليوزباشي كمال الدين حسين، واليوزباشي عبد العزيز حماد.

ويشار إلى أن عبد العزيز كان معارضًا في البداية لفكرة دخول الجيش المصرى الحرب، لاعتقاده بأن دخول الجيوش النظاميه يعطى اليهود فرصه كبرى فى إعلان أنفسهم كدولة ذات قوه تدفع بالجيوش العربيه إلى مواجهتها، على أن يتولى الفدائيين والمتطوعين تلك المهمة، إلا أنه تراجع عنها في النهاية.

وكان يخطب فيهم بقوله:"أيها المتطوعون، إن حربا هذه أهدافها  مقدسة، وهي الجهاد الصحيح الذي يفتح أمامنا الجنة، ويضع على هاماتنا أكاليل المجد والشرف، فلنقاتل العدو بعزيمة المجاهدين، ولنخشَ غضب الله وحكم التاريخ إذا نحن قصرنا في أمانة هذا الجهاد العظيم".

ورغم ضعف الامكانيات معهم مقارنة بأعداد وعتاد الكيان الصهويني، إلا أن قوات الفدائيين بقياده البطل أحمد عبد العزيز حققت إنتصارات مذهله عليهم، فقطعت الكثير من خطوط اتصالاتهم وامداداتهم، ودخلت مدينه القدس الشريفه ورفعت العلم

الفلسطينى والعلم المصرى جنبًا إلى جنب.

ووضع الضابط الأردني عبد الله التل، القوات الأردنية في كل المنطقة تحت تصرف أحمد عبد العزيز دون علم قيادة الجيش الأردني لإيمانه بوطنيته وإخلاصه.

وفي 24 مايو 1948، قرر أحمد عبد العزيز القيام بهجوم على مستعمرة "رمات راحيل"، التي كانت تشكل خطورة بسبب موقعها الاستراتيجي على طريق قرية صور باهر وطريق القدس بيت لحم ، وذلك بمشاركة عدد من الجنود والضباط من قوات الجيش الأردني.

بدأت المدفعية المصرية بقصف المستعمرة المنشودة، ونجحت في تدمير اغلب اهدافها، إلا أنه سرعان ما تغير الموقف بالنسبة للبطل أحمد عبد العزيز وجنوده من النصر للهزيمة، وذلك بعد أن انتشر خبر انتصارهم فانشغل بعض السكان بجني الغنائم، في الوقت الذي شن فيه الصهاينة هجوم على عبد العزيز ومن تبقى معهم من رجاله، فكانت لهم الغلبة.

ونشط اليهود في جمع الذخيرة والأموال وقاموا بإحتلال قرية العسلوج التي كانت مستودع الذخيرة بالمنطقة، وذلك بعدما قبل العرب الهدنة في عام 1948، وتمثل الهدف من احتلالها في قطع مواصلات الجيش المصري، إلا أن أحمد عبدالعزيز وقواته تمكنت من دخول هذه القرية والاستيلاء عليها، وحقق العديد من الانتصارات بعدها وكبد العدو خسائر فادحة.

وفي 22 أغسطس 1948م دُعي أحمد عبد العزيز لحضور اجتماع في دار القنصلية البريطانية بالقدس لبحث خرق الاسرائليون للهدنة، وحاول معه الصهاينة أن يتنازل لهم عن بعض المواقع التي يسيطر عليها، لكنه رفض  وأتجه إلى غزة، حيث مقر قيادة الجيش المصري لينقل إلى قادته ما دار في الاجتماع.

ووقتها وأثناء عودة أحمد عبد العزيز بصحبة اليوزباشى صلاح سالم، كانت منطقة عراق المنشية مستهدفة من اليهود، فتواجدت بها كتيبة عسكرية لديها أوامر بضرب كل عربة تمر في ظلام الليل، فاشتبه فيهم أحد الحراس وظنها من سيارات العدو، فأطلق عليها النار، فأصابت الرصاصة صدر عبد العزيز، الذي توفي في الحال بنيران صديقة.