رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«منظمة التعاون الإسلامي».. 64 عامًا من الفشل والإخفاق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تكمل اليوم، منظمة التعاون الإسلامي، التي تجمع تحت جناحها نحو 57 دولة إسلامية حول العالم، عامها الـ64، حاملة على كاهلها تاريخ من الإخفاق والفشل، فلم يُشهد لها دورًا حقيقيًا في المشهد العالمي، سوى الشجب والتنديد لكل ما يصيب الدول العربية والإسلامية –على وجه التحديد- من كوارث وأزمات، حتى شبهها الكثيرون بالمنظمة «الشائخة»، التي لم تكن قراراتها سوى حبرًا على ورق.

 

«لماذا تأسست؟»

بدايةً.. كان إحراق قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى الشريف عام 1969، دافعًا قويًا وراء التفكير في إنشاء المنظمة، حيث عقدت أول مؤتمر لقادة العالم الإسلامي بالمغرب،  وتم وقتها طرح مبادئ الدفاع ‏عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة.‏

 

وحاولت المنظمة إيجاد قاسم مشترك بين جميع المذاهب الإسلامية، وتم اختيار مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، كمقر مؤقت ‏للمنظمة حتى يتم تحرير القدس.‏

 

عُرفت في أولى سنواتها باسم منظمة المؤتمر الإسلامي، إلا أنه بحلول عام 2011، وتحديدًا في يونيو ‏منه، تم تغيير اسمها إلى منظمة التعاون الإسلامي، خلال الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء ‏خارجية الدول الأعضاء التي عقدت في العاصمة الكازاخية أستانة.‏

 

«الميثاق»‏

انعقد أول مؤتمر إسلامي للمنظمة في السعودية عام 1970، تقرر خلاله إنشاء أمانة عامة ‏يكون مقرها في جدة، ويرأسها أمين عام للمنظمة، ألا أنه في مارس 2008، وضع أول ميثاق للمنظمة، ‏خلال الدورة الحادية عشر، في العاصمة السنغالية دكار، حدد من خلاله مبادئ المنظمة وغاياتها ‏الأساسية.‏

 

وتضمن ميثاقها، أنها تضم ملوك ورؤساء الدول والحكومات في الدول الأعضاء، وتجتمع مرة كل ثلاث ‏سنوات للتداول، لاتخاذ القرارات وتقديم المشورة بشأن جميع القضايا ذات الصلة بتحقيق الأهداف، ‏ودراسة القضايا الأخرى التي تحظى باهتمام الدول الأعضاء والأمة‎

.‎

كما نص ميثاقها على أن يكون طالب الانضمام دولة معترف بها، وأن تكون إسلامية؛ من أجل دعم ‏أواصر الأخوة والتضامن بين الدول الأعضاء، وصون وحماية المصالح المشتركة، ومناصرة القضايا ‏العادلة للدول الأعضاء.‏

 

«الإدانات نهج المنظمة»

وخلال الـ46 عامًا الماضية، عقدت المنظمة 11 دورة لمؤتمر القمة الإسلامي، وعدد من المؤتمرات الاستثنائية، و41 دورة لمجلس وزراء الخارجية، وتم اعتماد ميثاق جديد للمنظمة خلال الدورة الـ11 لمؤتمر القمة الإسلامي.

 

إلا أنها طوال تلك السنوات تقمصت المنظمة دور المُدين لكل ما يحدث، ولم تخرج بياناتها سوى للشجب والتنديد خلال المؤتمرات والمحافل الدولية، ورغم تضخم الأزمات في دول العالم الإسلامي والعربي، ألا أن المنظمة لم تعد بوابة المتفرج.

 

«الأزمات محلك سر»

ولم تخرج المنظمة بأي حلول جذرية، بشأن الأزمات الحالية، لاسيما في فلسطين وغزة، واليمن والسودان وليبيا والعراق وسوريا وأفغانستان، باكستان، والصومال، ونيجيريا.

 

ولم تتخذ موقفًا من المجازر التي تعرض لها المسلمين في بورما على يد البوذيون، حيث تعرض أكثر من 20 ألفًا للذبح في أبشع عملية تصفية عرقية ‏شهدها التاريخ الحديث.

 

«أحداث ميانمار»

وتأكيدًا على ذلك، في يوليو 2012 اكتفى عرب إحسان أوغلو، الأمين العام آنذاك، بالإعراب عن عميق قلقه إزاء العنف المتواصل ضد ‏حقوق «الروهينجا» المسلمين في ميانمار، حيث قتل وجرح وشرد الآلاف من أبناء هذه الأقلية، مكتفيًا ‏بالتشديد على موقف منظمة التعاون الإسلامي الثابت في متابعتها للقضية الروهينجا.‏

 

وهو الموقف الذي اعتبر الكثيرون أنه غير مناسب مع المجازر التي تعرض لها المسلمين، حيث نفذ البوذيون ‏مجازر وحشية ضد المسلمين في بورما، وتعرض أكثر من 20 ألفًا للذبح في أبشع عملية تصفية عرقية ‏شهدها التاريخ الحديث.‏

 

«انتهاكات إسرائيل»

وفي أكتوبر الماضي، اكتفت المنظمة بإدانة الأحداث الجارية في فلسطين المحتلة، وتصاعد عمليات ‏الإعدام والقتل الميداني التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء الأرض الفلسطينية، التي أدت ‏إلى استشهاد 29

فلسطينيًا وجرح حوالي 1400 بينهم نساء وأطفال.‏

 

«صعود نجم الأمم المتحدة»

كما فشلت المنظمة في التحول لتكتل قوي وناجح مثل الاتحاد الأوروبي، الذي حقق الوحدة الاقتصادية والسياسية، التي مكنته من مواجهة أي تهديدات قائمة ومحتملة.

 

ودفع الصمت الذي حل بالمنظمة منذ سنوات، أعضاؤها للجوء إلى منظمات دولية أخرى أبرزها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأطراف دولية كبرى على رأسها الولايات المتحدة، ليبحثوا عن حلول أخرى لأزماتهم، بعدما عجزت التعاون الإسلامي التي تعد ثاني أكبر منظمة عالمية بعد الأمم المتحدة عن حلها.

 

«لجان لا تثمن ولا تغني»

ولكي تنتشل المنظمة نفسها من هذا الفشل، أنشأت لجانًا متعددة جميعها على مستوى الوزراء، وهناك لجان يرأسها رؤساء دول، كلًا منهم اختصت بأزمة دولة محددة، مثل لجان القدس وفلسطين، إلا أن دورها لم يخرج عن نفس النطاق، فمارست المنظمة بتلك اللجان عملها ولازالت الأزمات تلبد سماء العالم.

 

«قراراتها تضامن سياسي معنوي»

ويتضح فشلها أيضًا في ضعف التزام الدول الأعضاء بتطبيق ميثاقها، وتنفيذ القرارات الجماعية الصادرة عن مؤتمراتها بعد 10 أعوام من تأسيسها، وأدى ذلك إلى تحول قراراتها العملية، إلى مجرد تضامن سياسي معنوي.

 

«منظمة بروتوكولية»

ويتأكد لنا أيضًا فشل المنظة، في تصريح رئيس البرلمان العربي السابق، علي الدقباسي، خلال مطلع العام الحالي، الذي قال فيه إن منظمة التعاون الإسلامي أثبتت فشلها خلال السنوات العشر الأخيرة بالتحديد، واستدل على ذلك بالاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في بورما وسوريا والعراق والصومال، إضافة تدخل بعض الدول الأعضاءفي شؤون الدول الأخرى الأعضاء.

 

وأشار إلى فشل المنظمة حتى على الصعيد الثقافي في ظل محاولات التشويه الذي يطال صورة الإسلام والمسلمين.

وطالب الدقباسي بضرورة إعادة النظر في عمل منظمة التعاون الإسلامي، قائلًا: «لا نريد منظمة بروتوكولية للاجتماعات وتنسيق المواقف فقط، وإنما منظمة جادة تصل إلى الضعفاء والمساكين أمام الهجمة البربرية على العالم الإسلامي»

 

«الإنجازات.. غثاء كغثاء السيل»

أما على مستوى الإنجازات القليلة، فقد نجحت المنظمة في إبرام بعض الاتفاقيات العامة المتعلقة بالمجال الاقتصادي، مثل إتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني والتجاري، وإتفاقية الاستثمار عام 1982.

 

ونجحت المنظمة في تأسيس المؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا، والمركز الإسلامي للتدريب المهني والفني والبحوث، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة وتبادل السلع.

 

ومن الناحية الثقافية، تمكنت من إنشاء المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإسيسكو" بموجب قرار مؤتمر القمة الإسلامي الثالث، الذي عقد فى عام 1981، واللجنة الدولية للحفاظ على التراث الإسلامي الحضاري.