عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القصة الكاملة لـ"معتقل التيشيرت" من الضبط حتى الإفراج

معتقل التيشرت
معتقل التيشرت

"وطن بلا تعذيب".. عبارة تصدرت "تي شيرت" ارتداه محمود محمد الشاب الذى يبلغ من العمر 18عامًا، أدت إلى القبض عليه منذ يوم 24 يناير 2014، لم يكن محمود يُدرك أن تلك العبارة المطبوعة على "تي شيرت"، ستكون سببًا لسجنه لمدة تقترب من العامين.

 

دهشة اعتلت ملامح الشاب الصغير، بينما يدون رجال الأمن أحرازه وهي "التيشيرت" و"كوفية" مدون عليها "25 يناير"، ظن عندما اقتيد إلى الحجز أن هذا الكابوس سرعان ما سينتهي، غير أنه عرض على النيابة في اليوم التالي ولم يُفرج عنه، صرخ مستنجدًا بأمه بأن لا تُفلته من يديها لكنه عاد إلى القسم ليقضي 15 يومًا، نُقل بعدها إلى سجن أبوزعبل بالقليوبية.

 

اعتقال الشاب بكمين المرج والتحفظ على تيشيرت "وطن بلا تعذيب"

 

 

خرج الشاب للاحتفال بالذكري الثالثة لثورة 25 يناير، ليتم القبض عليه بسبب عبارة "وطن بلا تعذيب" كُتبت علي "التي شيرت" الذي يرتديه، خلال مروره بكمين المرج بمحافظة القليوبية، ليمكث في انتظار المحاكمة لما يقرب من 700 يوم.

 

الجلسة الأولى لـ" معتقل التيشرت"

 

وبعد نحو شهرين كانت الجلسة الأولى لـ "محمود" أمام محكمة جنح مستأنف، ثم توالت الجلسات، واحدة تلو الأخرى، تجددت مدة حبسه لفترات تتراوح مابين 15 أو 45 يومًا، وأسرته "كعب داير" ورائه، تحاول إنقاذه من الأيام المرة التي يعيشها في السجون المختلفة التي يتنقل فيها، من أبوزعبل " أشهر" إلى الاستئناف " 9 أشهر" ثم طرة، بينما ينفثّ هو عن أزمته في رسومات لأشهر الشخصيات الكرتونية، يؤكد أن الطفل بداخله لم يمت، رغم الأجواء القاسية التي يمر بها.

 

مرض يهاجم الشاب داخل محبسه

 

الأيام تمر، الأمل أوشك على النفاد، الانتظار مُر، ومرض يعاود الهجوم على ساقه اليمنى، جمعيات حقوقية مختلفة داخل وخارج مصر تدعو الحكومة المصرية للإفراج عنه، نقابات عديدة مثل "الأطباء" تطالب بالإسراع لمحاكمة ناجزة لـ "محمود"، شخصيات عامة وأدباء يكتبون إلى الرئاسة للتدخل من بينهم الروائي إبراهيم عبدالمجيد، أسرته تجد منفذًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لكن دون جدوى، يُجدد حبسه في كل مرة لأكثر من 30 جلسة دون العرض على المحكمة والكابوس يستمر.

يناير الماضي، أتم "محمود" عامه الـ 20 داخل السجن، عامين مرا عليه خلف القضبان، تحول الطفل إلى شباب يافع، تغيرت ملامحه، صار أنضج وأكثر رغبة في الفرار من حياة السجن، وفي الخارج تسعى أسرته لذلك برفقة محاميه مختار منير، يواجهون قرار المحكمة بإحالة

ورق القضية إلى نيابة أمن الدولة العليا في فبراير الماضي بغضب، ويناضلون من أجله في الجلسات المتبقة، حتى أتت لحظة النور المنشودة في الطريق المعتم، بقرار المحكمة بالإفراج عنه في القضية التي حملت رقم 715 لسنة 2014 إداري المرج.

 

لقاء الروائى إبراهيم عبدالمجيد بالرئيس وطلب الإفراج عن معتقل التيشيرت

 

قال الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد، إنه لم يكن ينوي أن يروي ما قاله للرئيس السيسي أثناء لقائه بالمثقفين حول المعتقلين وخصوصًا محمود محمد معتقل التي شيرت، لكن زملائه من حضور الاجتماع تكلموا عن ما قاله ووجد الفضائيات تتصل به وتسأله، وقال صاحب “لا أحد ينام في الإسكندرية” إنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عن المعتقلين مع الرئيس وفي مقالاته، وأضاف أنه قال للرئيس أمس: كيف لدولة عمرها سبعة آلاف سنة كما يقال تسعد بحبس شاب صغير من أجل تي شيرت مكتوب عليه وطن بلا تعذيب ماذا كان يمكن أن يحدث لو كتب وطن كله تعذيب وحكيت قصته وكيف تعلم الرسم في السجن وكيف صارت الآن عظام قدمه تتآكل وقلت للرئيس كيف ندافع عن وطن يفعل هذا في أبنائه.

 

إخلاء سبيل الشاب محمود محمد معتقل التيشيرت

 

وكانت جنايات القاهرة قد أمرت بإخلاء سبيل محمود محمد الشهير بـ معتقل التي شيرت”  بعد أكثر من سنتين من الحبس الاحتياطي وذلك بكفالة ألف جنيه.

 

وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على المتهم عقب أحداث 25 يناير من العام قبل الماضي، و”بحوزته لافتات تحريضية وتيشيرت مكتوبا عليه عبارات ضد أجهزة الدولة، لاتهامه بالتظاهر وإثارة الشغب هو وآخرين”، بحسب بيان للأجهزة الأمنية.