رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"كلنا خالد سعيد"... شرارة 25 يناير.. من الحشد إلى الصمت

صفحة كلنا خالد سعيد
صفحة كلنا خالد سعيد

جمعتهم تحت لواء واحد، فكانت بمثابة المنبر الذي احتشدوا حوله في البداية، وجدوا خلالها أن معاناتهم واحدة، رغم اختلاف ظروفهم الاجتماعية والمادية، ألا أن الظلم كان واحدًا وهدف التغيير واحدًا.

 

"مليون مشارك"... تعداد كان بمثابة الشرارة الأولى لثورة 25 يناير التي تحل ذكراها الخامسة اليوم، فقد بدأ الشباب ثورته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بتدشين صفحة "كلنا خالد سعيد" في 10 يونيو 2010.

 

وسُميت الصفحة بهذا الاسم نسبة إلى "خالد سعيد" الشاب السكندري الذي توفى بعد تعذيب على يد أفراد الشرطة وانتشرت صور عديدة له على مواقع التواصل، وخرجت الداخلية وقتها تؤكد أن وفاته جاءت نتيجة ابتلاعه لفافة "بانجو".

 

وكان لمواقع "السوشيال ميديا" دورًا هامًا في سقوط نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، لاسيما صفحة "كلنا خالد سعيد" التي دشنها النشطاء بعد مقتله للتنديد بأفعال الشرطة ووزيرها اللواء حبيب العادلي آنذاك، فهي من حركت الشباب نحو الميادين بعدما وصل عدد متابعيها إلى أكثر 3 ملايين مصري مشترك.

 

وبدأت الصحفة في الدعوة إلى مظاهرات غاضبة يوم عيد الشرطة 25 يناير 2011 للتنديد بأفعالها والمطالبة بحق خالد سعيد، وتناقلتها الحسابات الشخصية للشباب، وتبناها العديد من الوجوه العامة والحركات السياسية.

 

وكتبت الصفحة في ذلك الوقت أنها لكل المصريين، ومن أجل عودة حق خالد سعيد، وهدفت وفقًا للمعلومات التي نشرتها عن نفسها آنذاك إلى تعريف الشعب بفساد النظام، وقضايا حقوق الإنسان المنتهكة، للمدافعة عن المصريين في مقابل كشف النظام، ونفت الصفحة عن نفسها انتمائها لأي توجه سياسي أو حزبي أو حركي أو جماعة، ولكنها صفحة تشارك هموم الوطن.

 

وحددت الصفحة في بدايتها الأهداف التي خرج الشباب من أجل تحقيقها، وهي: "إيقاف التعذيب بالسجون، إسقاط قانون الطواريء، ووقف استغلال المسئول لمنصبه، ووقف التضليل الإعلامي".

 

في يوم 24 يناير 2011، دعت الصفحة للنزول إلى الشارع، وجاء نص أول بياناتها كالأتي: "تمر مصر بواحدة من أسوأ مراحلها التاريخية في كل النواحي، فبرغم التقارير التي تذكرها الحكومة المصرية لتجميل الصورة إلا أنه وللأسف الحقيقة مختلفة عن تلك التقارير".

 

وتابع البيان: "نزولنا جميعًا يوم 25 هو بداية للنهاية، نهاية الصمت والرضا والخنوع لما يحدث في بلادنا وبداية لصفحة جديدة من الإيجابية والمطالبة بالحقوق، يوم 25 يناير، ثورة ضد الحكومة لنقول لها إننا سنأخذ كل حقوقنا ولن نسكت بعد اليوم".

 

وشرح "أدمن" الصفحة أسباب النزول والمطالب التي سيجتمعون عليها، وأماكن تجمع المسيرات في ميدان التحرير، لتكون بداية جديدة لمواطن ثائر على

الظلم.

 

واستمرت الصفحة في الحشد، وتوعية الشباب للنزول والمشاركة في الثورة، بنشرها إخفاقات النظام ومراحل فساده والانتهاكات التي وقعت في 30 عامًا، عن طريق التدوينات والدعوات التي كانت تنشرها الصفحة في ذلك الوقت دون توقف.

 

الأمر الذي دفع النظام وقيادته السياسية إلى قطع الإتصال في خطوط الهواتف المحمولة، وقطع خدمة الإنترنت، في ظل تصاعد الاحتجاجات، منعًا للحشد طوال فترة الـ 18 يومًا في اعتصام التحرير.

 

ولكن دوام الحال من المحال، فعقب سقوط نظام مبارك، تزعمت الصفحة الدعوة لاستكمال أهداف الثورة، حتى سلم المجلس العسكري السلطة للمعزول محمد مرسي، ومن هنا بدأ نشاط "كلنا خالد سعيد" في الهبوط، فكانت تكتفي بتوجيه الانتقاد لنظام الإخوان وتطالب بحق المظلومين في عهده أمثال: "جيكا، وكريستي، وحمادة المسحول، وعمر بائع البطاطا".

 

وكان آخر تدوينات الصفحة، نشرها لبيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي انحاز لإرادة الشعب، وعزل الرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو، وهنا همدت حركة الصفحة نهائيًا.

 

وتوثيقًا لدور الصفحة في ثورة يناير، نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، في فبراير 2014، تحليلًا للكاتبين الأمريكيين "شيلون هيملفارب، وسين آدي"، تحت عنوان "وسائل الإعلام التى تحرك الملايين".

 

أخذ فيه المحللان الأمريكيان، نموذج صفحة "كلنا خالد سعيد" ودروها في إسقاط نظام مبارك،  للتأكيد على قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على تعزيز الحراك السياسي، وإشعال الثورات، وضربا المثل بما جرى في تونس، وانتقل على طريقة "الدومينو" إلى مصر.

 

وأكدا في التحليل أن صفحة "كلنا خالد سعيد" التي أطلقها شباب التواصل الاجتماعي كانت الشرارة التى أشعلت ثورة يناير، بعدما انتقل الآلاف من أعضاء تلك الصفحة إلى ثوار على الأرض، استطاعوا إطاحة حكم مبارك.