رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العلاقات السعودية الإيرانية.. تاريخ من التوتر

بوابة الوفد الإلكترونية

"توتر" تلك الكلمة التى تلخص العلاقات السعودية الإيرانية وتصفها، فلا تكاد تهدأ الأمور بينهم حتى تعود إلى ما كانت عليه، الخلافات بينهم قائمة على الإختلاف في المذهب الديني والفكري، بالإضافة إلى المصلحة السياسية والتأثيرات الخارجية.

 

وفي الفترة الأخيرة كانت هناك محاولات للتقريب بين وجهات نظر الدولتين، وهو ما لم ينتهى على خير، عطل هذا التقارب، توتر العلاقات أمس بينهم على خلفية إعلان المملكة السعودية، بتنفيذها حكم الإعدام في 47 "إرهابيا".

 

 ومن بين هؤلاء الـ 47 الشيعي نمر النمر، وتم اعدامهم لإتهامهم بالقيام بسلسلة هجمات نفذها تنظيم القاعدة في الفترة من 2003 إلى 2006، واعتناقهم للمنهج التكفيري وتفجير مجامع سكنية واقتحام شركات بترولية واقتصادية واستهداف مقار الأجهزة الأمنية والعسكرية.

 

الأمر الذي أثار غضب إيران ضد السعودية، حيث اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الرياض بدعمها للإرهاب وإعدام المناهضين له، وقام عدد كبير من الإيرانيين الذين ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني و عناصر الباسيج ، بالهجوم على القنصلية السعودية بطهران، وإلقاء الحجارة على مبنى القنصلية، ومحاولة إنزال العلم السعودي.

 وأعلنت قوات الباسيج عن نيتها إقامة احتجاج مقابل السفارة السعودية في طهران يوم الأحد، وفي رسالة وجهتها لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف، طالبته فيها بإعادة النظر في العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

 

الأمر الذي قامت على إثره وزارة الخارجية السعودية باستدعاء السفير الإيراني لدى المملكة وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال التصريحات الإيرانية الصادرة تجاه الأحكام القضائية التي نفذت في المملكة، وعبرت فيها عن استهجان الرياض ورفضها القاطع لهذه التصريحات العدوانية التي تعتبرها تدخلا سافرا في شئونها من جانب طهران.

 

"بوابة الوفد ترصد في هذا التقرير أبرز مشاهد توتر العلاقات السعودية الإيرانية:

 

في نهاية عام 1943 م، ظهرت اول ازمة دبلوماسية وسياسية بين الدولتين، حيث اعتقلت الشرطة السعودية أحد الحجاج الإيرانيين داخل الحرم المكي وهو يلقي القاذورات على الكعبة الشريفة ويشتم الرسول والصحابة عليهم الصلاة والسلام، والقت السلطات السعودية  القبض عليه وتم اعدامه.

 

فجاءت ردود الفعل الإيرانية غاضبة ومتهمة السلطات السعودية بالتشدد وان الرجل اصيب بالدوار اثناء الطواف مما ادى به إلى الاستفراغ قرب الكعبة، وارسلت إيران إلى السعودية بشكل رسمي “إن السفارة تحتفظ بكامل حق الدولة الإيرانية، ونتيجة لهذه الحادثة قام البلدين باستدعاء ممثليهم لدى الطرفين وقطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944 وأعيدت بعد عامين بوساطة عربية.

 

وفي 1950 كانت إيران من أول الدول التي اعترفت بالكيان الإسرائيلي، وكان ذلك سببا لخلاف آخر بين إيران والسعودية حيث كانت الصحف الإيرانية تشجع يهود إيران على الهجرة لإسرائيل.

 

وبعدها، صرح الشاه محمد البهلوي لصحيفة امريكية انه مستاء من رؤية معاملة الملك لخدمه وقال انه شاهد العبيد يركعون للملك على ركبهم وانه كملك لا يمكن ان يتصرف بتلك الطريقة، الأمر الذي اعتبرته السعودية اهانة للملك والمملكة، فتوتر العلاقات بينهم، وساهم في ذلك أيضًا، اصرار إيران على تسمية المسطح المائي بينها وبين الدول العربية بالخليج الفارسي بينما تسميه الدول العربية

الخليج العربي، فأصدر الملك سعود قرارا بمنع دخول الإيرانيين والبحرينيين من اصول إيرانية للمملكة.

 

وفي عام 1968، كان التوتر هو المسيطر على العلاقات بين البلدين، بسبب انسحاب البريطانيين من البحرين وزيارة الشيخ عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين إلى السعودية، حيث رآت إيران أن استقبال الشيخ عيسى اعترافا سعوديا بالدولة البحرينية الجديدة.

 

وهددت إيران بضم البحرين بالقوة العسكرية إلى اراضيها فرد الملك فيصل بأن أي هجوم على البحرين سيرد عليه من السعودية، وفي نهاية العام قام الشاه بزيارة السعودية في محاولة لرأب الصدع مجددا مع اصرار الشاه في إيران على رفض استقلال البحرين وبقاء مقاعد البحرين في البرلمان الإيراني فارغة

.

ولما قام بعض الإيرانيين عام في 1986 بإدخال مواد متفجرة إلي المملكة العربية السعودية، وذلك أثناء دخولهم إلي الأراضي السعودية لآداء فريضة الحج، ونتج عنها توتر في العلاقات السعودية الإيرانية.

 

وتم القبض عليهم وعرضهم علي السلطات السعودية ، حيث أعترفوا بأنهم كانوا يريدون تفجير هذه المواد داخل الحرم المكي كما سجلت إعترافاتهم وأعلنت بالتلفزيون السعودي.

 

وبعد مرور عام من إدخال المواد المتفجرة داخل الحدود السعودية، تجدد التوتر  الذي لم يهدأ بين البلدين، ففي 1987 ، حاول الحجاج الإيرانين إثارة الشغب داخل المملكة بهتافات مثيرة، حيث تم ترديد شعارات تندد بلإحتلال الإسرائيلي علي غزة وتحرير المسجد الأقصي.

 

وفي أواخر الثمانينات وتحديدًا في 1988م، تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية، حيث قام الحجاج الإيرانيون بمظاهرة سياسية عنيفة ضد الموقف السعودي الداعم للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

 

وخلال العام الماضي 2015 ، هاجمت إيران الرياض بسبب حادث رافعة مكة وطلبت "هيئة أمناء" لإدارة الحرم، وكانت حادثة تدافع منى في موسم الحج الأخير، سبب في توتر العلاقات الإيرانية السعودية، والذي راح ضحيته عدد كبير من الحجاج الإيرانيين، ووقتها طالبت طهران بتسيير مشترك تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لمناسك الحج.