رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدستور والقانون!

الدستور والقانون!

بعدما دار من نقاشات ومحاورات ومفاوضات محمومة حول الدستور والقانون سرت حالة بلبلة في الشارع بين أناس بسطاء لا تعنيهم هذه المصطلحات ولا تسمن تلك الحوارات والنقاشات من جوع بالنسبة لهم..

تحدث معي ابن خالي من قرية الكرنك، مركز أبوتشت، قنا .. متسائلاً حول ما يدور من تلك النقاشات والحوارات حول الدستور والقانون وأنه لم يعد يفهم شيئاً ولا يفهم شيئاً من ذلك..

قلت له بالعامية سيبك من داه كله هذا الكلام لا يفيدك ولا يعنيك في شيء وأي أحد يتكلم معك في هذا الأمر قل له بالحرف أنا رجل مزارع بسيط أصحى الصبح آخد حماري وأذهب إلى الغيط أزرع وأقلع وآخر النهار أرجع إلى بيتي وأنام بين أولادي ... كل ما أريده في هذه الدنيا أن أتحرك بحرية وأنام بين أولادي مطمئناً غير خائف من أن يأتي (المخبر طاهر) [وهو بالمناسبة بعبع في كثير من قرى أبوتشت ـ معروف بسوء السمعة وقدرته على لي ذراع الأهالي وفرض الإتاوات عليهم ـ وأنا شخصياً كنت قد تقدمت ببلاغ ضده للسيد رئيس المباحث كما أرسلت شكوى ضده لمديرية أمن قنا] ويأخذني من بيتي بدون جريرة أو جرم ارتكبته ...

وكذلك أطمئن أنه لن يأتي موظف مجلس محلي القرية أو مجلس المدينة ليحرر لي محضراً على شيء لم أفعله ـ من قبيل أنني شربت كوب ماء من ماسورة المياه التي تسير أمام بيتي دون تصريح ...

وكذلك أطمئن أنه لن يأتي ضباط تنفيذ الأحكام (ومشهود لهم بسوء السمعة والحمد لله) ويأخذوا عم الحاج سيد (وهو والدي عليه رحمة الله) ويحبسوه ثلاثة أيام لأنه بنى له بيتاً منذ أكثر من 35 سنة على مساحة قيراطين يسكن فيه هو وأولاده الخمسة وكلهم متزوجون، يأخذه ضابط تنفيذ الأحكام لأن هذا البيت مبني على أملاك الدولة (وهنا أرى أن هناك لبس حول تعريف الدولة ... ولكن بالقياس إلى مصطلح "أمن الدولة" ندرك أن أملاك الدولة يقصد بها "أملاك الحكومة" أو "أملاك السيد الرئيس")...

كما أن ما يعنيني أنه عندما أسير بسيارتي المتهالكة التي آكل منها لقمة عيش لا يعترضني المخبر طاهر أو غيره من المخبرين أو الأمناء (وهذا الاسم في رأيي غير دقيق لأنه يخالف المسمى فمن نسميه أمين الشرطة ـ هو أول من يقوم بأعمال غير أمينة) أو الضباط بأخذها من ومصادرتها أو يأخذونها مؤقتاً لتأدية مشاويرهم بها رغماً عن أنفي.

وكل ما أطمح إليه هو أنني عندما أذهب إلى مركز الشرطة أو السجل المدني لاستخراج بطاقة أو أي

مستند رسمي لا أكون مهدداً بالحبس إذا أنا اعترضت على أسلوب تعامل الموظفين معي ...

كما أنني أريد أنه عندما أصاب بالمرض أذهب إلى مستشفى أجد فيه طبيب .. فأذكر عندما توفي قريب لنا ذهبنا إلى الوحدة الصحية بالكرنك فلم نجد بها طبيب لأن أحد الطبيبين (وهما حديثا التخرج) كان في أجازة والآخر كان (لديه استدعاء في الجيش)..

كما أنني أريد عندما أطلب طلباً من عضو مجلس الشعب لا يضحك على عقلي .. فقد طلب أحد أهالي أبوتشت ذات مرة أن يذهب معه السيد النائب إلى السيد محافظ قنا (وكان وقتها قبطياً) لإمضاء ورقة معينة، فتفضل النائب مشكوراً وذهب معه... وتركه خارج مبنى المحافظة وصعد للقاء السيد المحافظ ليعود بعدها ويقول له ... معلهش موش هتقضي النهارده عشان المحافظ سافر يعمل عُمرة ... وبالفعل صدق الرجل، ولما عاد إلى قريته سأله الأهالي عما حدث، فقال لهم أن السيد المحافظ ذهب لأداء العمرة، فرد عليه أحدهم (هو أسلم إمتى؟)

أنا أريد نائب يمثلني تمثيلاً صحيحاً لا يضحك علي ولا يخدعني ولا يستخف بعقلي..

هذا كل ما يعنيني من الدستور ومن القانون...

فأنا لا أعرف سوى أنني عندما أدخل بيتاً غريباً أقول (دستور) ربما تكون إحدى النساء (خالعة راسها)... ولا أعرف ما يسمونه القانون فأنا أعرف (الكانون) الذي تستخدمه زوجتي في طهي الطعام لنا..

وواصلت كلامي مع ابن خالي قائلاً له ـ لا تزيد على هذا مع أي أحد، هذا هو ما يعنيني ويعنيك أما النقاشات والمحاورات فهذه أمور جدليه هدفها كسب / تضييع الوقت... ما نريده نحن أن نرى التغيير على الواقع...

وانتهى الحوار...

وخلاصة الحوار ..

أنني أريد أن أكون إنسان..

 

فرج الله أبوالجلب

09-02-2011