رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تكامل وادي النيل العظيم ....

نحن المصريين نحب السودان و نقدر شعبه الطيب و قيادته الحكيمة و نتمنى له كل خير سودان موحد عزيز و نعلم أن السودان مستهدف و محل أطماع القوى الصهيونية والإستعمارية لأنه دولة فريدة في مساحتها و مواردها الزراعية الهائلة بقسميها النباتية و الحيوانية كأحد ثلاث دول تمثل سلة غذاء العالم وهي السودان , كندا , أستراليا .. و السودان هو العمق العربي في أفريقيا كما أنه يمثل جنوب وادي النيل العمق الإستراتيجي لشماله و مصر شمال وادي النيل هي العمق الإستراتيجي لجنوبه هكذا أرادتهما الطبيعة سبحان الله .. و أتعجب كيف أن السودان العظيم الذي نشر الإسلام في أعماق أفريقيا و الذي إحتفظ  بوجوده و عروبته عشرات القرون يتأثر بخطط  الإستعمار ( فرق تسد ) فيقبل أولا بإلإنفصال عن شقيقته مصر ليس هذا فحسب بل يثار مثلث حلايب من حين لآخر  و كأن تأثير الإستعمار لازال موجودا فضلا عن أن إقليم الجنوب و حكومته يتأهبون للإستفتاء و يمهدون للإنفصال  بل و يسعون لذلك منذ فترة الأمر الذي يمثل إزعاجا للسودان و مصر و إضعافا للعرب عموما إذا ما تخلينا عن تواجدنا السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي و الرياضي و كل ما من شأنه تعميق روح الأخوة و الصداقة فيما بيننا و أيضا  مشكلة دار فور التي لم تنتهي بعد و كذلك في الشرق يفكرون في الإنفصال أحيانا كل ذلك نتيجة تدخلات خارجية لا تريد لنا ولا للسودان خيرا .. فهل نستسلم للأمر الواقع أم نسعى لتحقيق الكثير من الشراكة في كل المجالات مع دول حوض النيل من أجل خير الجميع ... و لا شك أن السودانين الشرفاء  الذين هزموا الإستعمار المدجج بالسلاح بسلاح الوحدة و الإرادة الصلبة التي لا تلين قادرون على تجاوز المرحلة و إلا أننا أمام ناس غير الناس التي نعرفها ؟ فهل السودانيون رموز الكرم و الشهامة و المروءة و الأخوة الطيبة التي عمقها النيل و التاريخ و الإسلام  سيصمدون و يصنعون المستحيل ... هذا ما  نأمله ... و لننتظر الأيام المقبلة ؟
 في الوطن العربي  نعرف أن السودان سلة غذاء العرب بمساحته القارية و موارده الهائلة في كل المجالات  فهل يجوز أيها الشعب الكريم  أن يكون الحال هكذا إنقسامات و إضطرابات و تمرد و فتن و حروب .. لاشك أن هناك خلل  إما السودان ليس هو السودان الذي نعرفه أو أن الإستعمار قد عاد بطرق شتى  و هوية مختلفة و أساليب متنوعة في مخططات تخريبية  صهيونية خبيثة لا تريد لنا نحن أبناء الوادي خيراً .. و إني لأتساءل كيف أن الغرب الإستعماري يعيش في الإتحاد الاوربي مثلاً ينعم بمزايا الوحدة و التكامل و يدفعنا نحن إلى الطائفية و الإنقسامات السياسية أفلا نعقل ..؟ علينا أن ننتبه فالأعداء و الصهاينة تحديداً يريدوننا كائنات صغيرة مفتتة يمكن السيطرة عليها و تكون هي القوة العظمي في المطقة .. و هذا لن يحدث بإذن الله .. يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ..! من هنا فإنني أتوقع أن تحدث وحدة السودان من جديد شماله مع جنوبه  و حينئذ  نحقق وحدة وادي النيل ذلك الوضع الطبيعي بحكم الإخوة و الجغرافيا و التاريخ ؟ أليست تجربة إنفصال السودان عن شقيقته مصر و تقسيم الوادي إلى

دولتين  شئ عكس الطبيعة ؟ و ما كان له أن يكون لو الفتن و الدسائس ؟
لقد آن الآوان  أن نحقق وحدة وادي النيل و نفعل التكامل المصري السوداني المنشود و نكون مثل و نموذج يحتذا في كل المجالات حتى تقتضي بنا باقي دول الحوض و نتبادل المنافع من أجل خير الأمة ليصبح الحلم حقيقة بتكوين كيان إقتصادي عملاق قادر على مواجهة التحديات و يعود بالخير على كل أبناء الوادي العظيم شماله و جنوبه  و يكون عزا  للأمة العربية  و الإسلامية و الأفريقية .. قال تعالى : إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم  و قوله عز وجل : و إعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ... و تعاونوا على البر و التقوى .. و في الحديث : مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضوا تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى ... فالإتحاد قوة و التفكك ضعف و العالم لا يعرف إلا التكتلات السياسية و الإفتصادية  الكبرى إنه زمن الفضاءات العملاقة لا زمن الكنتونات و الدويلات الصغيرة  .. علينا أن نعد العدة و نملأ الساحة و نقترب أكثر و أكثر بشراكة حقيقية مع السودان شماله و جنوبه و مع كل دول حوض النيل و لانترك الساحة خالية لإسرائيل و أعوانها للعب بمستقبل المنطقة و تهديد أمن مصر المائي و الإستراتيجي .. و لعل إندفاع أمريكا و أوربا و الصين و إيران و إسرائيل الواضح تجاه دول حوض النيل و ما تحدثه من تأثير على سياسات بعض هذه الدول تجاه مصر بتشجيع البعض منها على طلب  إعادة تقسيم مياه النيل فضلا عن وجود إسرائيل الواسع في معظم الدول الأفريفية 46 سفارة  يمثل تهديدا للأمن القومي المصري و العربي في أفريقيا التي كنا و لازلنا نعتبرها العمق الإستراتيجي لنا  و لذا وجب أن يكون لنا حضور و بفاعلية أكثر بما يناسب طبيعة هذه المرحلة التاريخية المهمة .. أسال الله الكريم أن يعز الإسلام و المسلمين و يصلح وادي النيل و يعلي شأن مصر في كل زمان و حين ...      و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..... أشـرف هميـسة