رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : لا تفوت فرصة التصويت

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

اليوم وغدًا يبدأ مارثون انتخابات مجلس الشيوخ كاستحقاق دستورى مهم، وكما قلنا من قبل هو أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على تنفيذ هذا الاستحقاق رغم كل المخاطر التى تحيط بالبلاد من كل جانب، ما يعنى أن مصر تسير فى المسار الديمقراطى الصحيح والسليم، وتقوم فعليًا بتفعيل المادة الخامسة من الدستور والتى تقضى بأن «يقوم النظام السياسى على أساس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها وتلازم المسئولية مع السلطة واحترام حقوق الإنسان وحرياته على الوجه المبين فى الدستور».

وهنا وجب على المواطنين ألا يفوتوا الفرصة فى التصويت فى الانتخابات، ليس خوفًا من غرامة أو عقوبة أو ما شابه ذلك، إنما المهم جدًا فى هذا الأمر هو ممارسة المواطن حقه القانونى والدستورى، خاصة أن البلاد حاليًا تشهد أزهى العصور فى عدم التزوير أو التزييف واللذين وليا إلى غير رجعة، وحرص المواطن على النزول إلى صناديق الاقتراع معناه أن المواطن يريد أمرًا وقد أتيحت له هذه الفرصة فلا يجب عليه أن يفوتها أو يضيعها.

انزل.. شارك فى عملية التصويت ،فهو مسألة بالغة الأهمية، لأن العزوف هو ضد المواطن بالدرجة الأولى، والتصويت يعنى أن هذا المواطن يفرض رأيه بكل حرية، ولا أحد مهما كان يستطيع الآن أن يزور أو يزيف الصوت الانتخابى، وبالتالى هذه فرصة ذهبية لأن يدلى كل مواطن برأيه ويكون فعلاً الاختيار من إرادة المواطن نفسه.. وعمومًا فإننا نعلم أن عصر السلبية قد ولى وانتهى، والشعب العظيم الذى قام بثورة 30 يونيو لا يمكن بأى حالٍ من الأحوال، أن يكون سلبيًا فإرادة هذا الشعب العظيم هى التى خلقت الواقع الجديد الذى نحياه حاليًا، ولولا هذه الإرادة التى أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية ما تحققت الآن هذه الاستحقاقات الدستورية الرائعة التى تخدم بالدرجة الأولى المواطن المصرى ـ ولذلك كما قلت من قبل فإن التصويت فى الانتخابات ليس رفاهية أو نزهة يقضيها المواطن، وإنما هو واجب مقدس وضرورة وطنية.

والمعروف أن مشاركة المواطن فى الانتخابات هى الوحيدة التى تفعل المادة الخامسة من الدستور، أما عملية العزوف عن الانتخابات، فهى تعطل تنفيذ هذه المادة.. وهذا أكبر رد على كل دعاة الهدم من أهل الشر الذين يصطادون فى الماء العكر، فهؤلاء الآن يتربصون بكل شىء، وينتظرون لا قدر الله ـ عملية العزوف ليتفننوا فى أقاويلهم وتصرفاتهم، لكن المصريين وهم يتمتعون بكياسة وفطنة لن يمكنوا أهل الشر من تحقيق مرادهم.

انزل.. شارك.. اختر من تشاء فصوتك مهم جدًا فى العملية السياسية، وتحديدًا أوجه حديثى إلى قطاع الشباب، لا تترك الفرصة فى التعبير عن رأيك بكل صراحة، ومن حسن الطالع أننا نجد شبابًا كثيرين مرشحين فى خوض انتخابات الشيوخ، فلماذا لا يقدم الشباب على انتخاب أقرانهم المرشحين مثلاً وعلى المرأة المصرية ألا تفوت هى الأخرى الفرصة، خاصة أن هناك نساء كثيرات مرشحات سواء كان ذلك فى القائمة أو على المستوى الفردى. ومن هذا المنطلق لابد أن يكون هناك حرص من الجميع على الإدلاء بصوته فى الانتخابات، والتغيير الحقيقى يبدأ من صندوق الاقتراع وبالتالى لابد من النزول إلى اللجان الانتخابية ليختار

المواطن من يشاء، والتغيير لن يتأتى لو عزف الناس عن التصويت فى الانتخابات، فالمصريون عندما أرادوا التغيير أسقطوا حكم الجماعة الفاشية التى ارتكبت من الجرائم الكثير فى حق الوطن والمواطن. ولذلك فإن الانتخابات فرصة حتى يختار المواطنون من يريدون، فى ظل شفافية مفرطة فى الانتخابات والتى تجرى تحت إشراف قضائى كامل من الألف إلى الياء. وهنا يكون صوت المواطن مضمونًا بشكل لا تخطئه العيون ويدركه العقل والقلب والوجدان.

من حق المواطن أن يختار بطريقته الخاصة فى الانتخابات، ولن يتأتى ذلك وهو بعيد عن المشهد، لكن لابد أن يكون حاضرًا وبكل قوة، والحمد لله أن الانتخابات تجرى على مدار يومين، حتى نضمن نزول جميع الناخبين ممن لهم حق التصويت والإدلاء بالصوت.

ولا أعتقد أبدًا أن أى ناخب يمكن أن يفوت الفرصة التاريخية هذه فى مجلس تم استحداثه من جديد ليقوم بمهمة وطنية إلى جانب مجلس النواب والذى باتت انتخاباته قاب قوسين أو أدنى.

ولا أعتقد أيضًا أن أى مصرى غيور على الوطن يمكن أن يضحى بفرصة المشاركة فى صنع مجلس الشيوخ باعتباره الغرفة الثانية للنواب، والذى يجب أن يكون أعضاؤه على قدر المسئولية التاريخية التى تنتظرهم، فهو مجلس لابد أن يضم خيرة العقول والخبرات كلًا فى مجال تخصصه وليس كما يدعى الجهلة أنه مجلس للوجاهة، أو مجلس تكرم به الدولة رجالها كما كان فى العقود الغابرة الماضية.. الشيوخ وطبقًا للدستور له دور وطنى مهم لا يقل أهمية عن النواب، ولذلك لابد على المواطنين أن يحسنوا الاختيار ويكون فى عقولهم وأفئدتهم ضرورة من يقع الاختيار عليه، أن يكون قادرًا على العطاء. ويعمل فى إطار توافق وطنى، لأن المرحلة التاريخية التى تمر بها البلاد لا تحتاج إلى فرقة أو خلاف وإنما المهم هو ضرورة التوافق الوطنى وهذا ما تحدثت عنه من قبل. فمصر التى تسعى إلى العبور إلى بر الأمان وتؤسس للدولة الديمقراطية العصرية الحديثة، لابد أن يكون نوابها فى الشيوخ أو النواب على قدر هذه المسئولية الكبرى.

انزل.. شارك ولا تفوت هذه الفرصة الوطنية ، اختر من تشاء.

[email protected]