رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مبارك بين مصير لويس السادس عشر ونيقولا الثانى

 

قليلة هى التحركات الشعبية التى تتعدى الملايين من البشر وتتشابه الحالة المصرية الراهنة مع بدايات كل من الثورة الفرنسية فى عام 1789 والثورة الروسية بفترتيها الاولى 1905 والثانية 1917 حيث إن كلا من الثورتين قامتا بسبب الظلم الاجتماعى والفقر الذى اصاب الجانب الأعم من الشعوب وتمركز السلطة والثروة فى يد القلة وبالرغم من مرور اكثر من قرنين على الثورة الفرنسية وقرن واحد على الروسية إلا انه مازالت هتى الآن موضع النقد من جانب علماء الاجتماع والسياسة لإبراز ايجابياتها وسلبياتها فلاشك ان احكام التاريخ هى اكثر الاحكام موضوعية نتيجة الحيادية وظهور حقيقة مادار فى كواليس السلطة  اثناء الثورة ولاشك ان المستقبل سوف يزيح الستار عن الكثير من خبايا واسرار الثورة المصرية والتى حدثت فى اروقة المؤسسات السيادية فى اواخر عصر مبارك.

إن حالة الانقسام الموجودة فى مصر الآن حول طبيعة التعامل مع الرئيس المصرى السابق  تشبه الى حد كبير وجهة نظر كل من الفرنسيين والروسيين حول طريقة التخلص من لويس السادس عشر آخر ملوك فرنسا ونيقولا الثانى آخر قياصرة روسيا  فبعد مرور مئات السنين على الحكم بإعدام لويس السادس عشر فى عام 1793 فإن الكثير من الفرنسيين يروون انه بالرغم ان المحاكمة كانت مسيسة إلا انه  كان حجرعثرة  نتيجة ضعف شخصيته امام زوجته مارى انطوانيت وايضا امام النبلاء خاصة ان بعد مقتله بست سنوات جاءت عظمة فرنسا على يد نابليون بونابرت وهى فترة الحروب النابليونيه الذى استطاع بناء مجد فرنسا الذى تحتفى به حتى الآن اما بالنسبة لقيصر روسيا فإنه قتل بواسطة البلاشفة هو واسرته دون محاكمة بل تعتبر حادثة قتله من ابشع جرائم التاريخ ونجد ان الروس يكادوا يجمعون على مدى ما تعرض له من ظلم لكن الذى سبب هذه الفروقات بين حكم الروس على مقتل القيصر وحكم الفرنسيين على مقتل  لويس

هو العصر الذى تلى كل منهما فنجد ان حكم الروس كان لصالح القيصر نيقولا الثانى لما شهدوه من البلاشفة من اضطهاد ومذابح اودت بحياة الملايين من الروس فالفرق فى الحكم بينهما كان بسبب العصر الذى تلى  عصرهم  ولعل من مفارقات القدر ان سبب الثوره على القيصر هو انشغاله بالحرب العالمية الاولى وترك امور الدولة لزوجته الكسندرا مثلما فعل لويس السدس عشر  وهو مايشترك به مبارك معهما من تركه امور الدولة فى يد زوجته ونجله الاصغر مما ادى الى تفشى الفساد والمحسوبية فى جميع ارجاء الدولة مما اصاب الدوله بالهشاشة التى تسببت فى سرعة سقوطها وقيام الثورة عليه .

ان سبب وضع المقارنة تلك بين كل من مبارك وملك فرنسا وقيصر روسيا هو توعية الشعب المصرى بحكم التاريخ علينا ففى تلك الفترة من تاريخنا يكتب التاريخ ويسجل كل لحظة وحدث على اعتباره جزءا من الثورة المصرية حتى يستقر النظام السياسى للدولة وحتى تلك اللحظة يجب علينا ان نعمل على ان يكون العصر القادم افضل من العصور السابقة حتى لايظلمنا التاريخ وايضا ضرورة ان يلقى الرئيس السابق محاكمة عادله تحسب للثورة المصرية فى انها لم تكن ثورة انتقامية بل كانت ثورة لتثبيت قيم الحق والعدل.