مبارك بين مصير لويس السادس عشر ونيقولا الثانى
قليلة هى التحركات الشعبية التى تتعدى الملايين من البشر وتتشابه الحالة المصرية الراهنة مع بدايات كل من الثورة الفرنسية فى عام 1789 والثورة الروسية بفترتيها الاولى 1905 والثانية 1917 حيث إن كلا من الثورتين قامتا بسبب الظلم الاجتماعى والفقر الذى اصاب الجانب الأعم من الشعوب وتمركز السلطة والثروة فى يد القلة وبالرغم من مرور اكثر من قرنين على الثورة الفرنسية وقرن واحد على الروسية إلا انه مازالت هتى الآن موضع النقد من جانب علماء الاجتماع والسياسة لإبراز ايجابياتها وسلبياتها فلاشك ان احكام التاريخ هى اكثر الاحكام موضوعية نتيجة الحيادية وظهور حقيقة مادار فى كواليس السلطة اثناء الثورة ولاشك ان المستقبل سوف يزيح الستار عن الكثير من خبايا واسرار الثورة المصرية والتى حدثت فى اروقة المؤسسات السيادية فى اواخر عصر مبارك.
إن حالة الانقسام الموجودة فى مصر الآن حول طبيعة التعامل مع الرئيس المصرى السابق تشبه الى حد كبير وجهة نظر كل من الفرنسيين والروسيين حول طريقة التخلص من لويس السادس عشر آخر ملوك فرنسا ونيقولا الثانى آخر قياصرة روسيا فبعد مرور مئات السنين على الحكم بإعدام لويس السادس عشر فى عام 1793 فإن الكثير من الفرنسيين يروون انه بالرغم ان المحاكمة كانت مسيسة إلا انه كان حجرعثرة نتيجة ضعف شخصيته امام زوجته مارى انطوانيت وايضا امام النبلاء خاصة ان بعد مقتله بست سنوات جاءت عظمة فرنسا على يد نابليون بونابرت وهى فترة الحروب النابليونيه الذى استطاع بناء مجد فرنسا الذى تحتفى به حتى الآن اما بالنسبة لقيصر روسيا فإنه قتل بواسطة البلاشفة هو واسرته دون محاكمة بل تعتبر حادثة قتله من ابشع جرائم التاريخ ونجد ان الروس يكادوا يجمعون على مدى ما تعرض له من ظلم لكن الذى سبب هذه الفروقات بين حكم الروس على مقتل القيصر وحكم الفرنسيين على مقتل لويس
ان سبب وضع المقارنة تلك بين كل من مبارك وملك فرنسا وقيصر روسيا هو توعية الشعب المصرى بحكم التاريخ علينا ففى تلك الفترة من تاريخنا يكتب التاريخ ويسجل كل لحظة وحدث على اعتباره جزءا من الثورة المصرية حتى يستقر النظام السياسى للدولة وحتى تلك اللحظة يجب علينا ان نعمل على ان يكون العصر القادم افضل من العصور السابقة حتى لايظلمنا التاريخ وايضا ضرورة ان يلقى الرئيس السابق محاكمة عادله تحسب للثورة المصرية فى انها لم تكن ثورة انتقامية بل كانت ثورة لتثبيت قيم الحق والعدل.