رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محاكمة أسماء محفوظ .. لمن الرسالة؟!

لا أحد يستطيع أن يزايد علي الجيش المصري ووقوفه في صالح الشعب خلال ثورة 25 يناير، كما أنه لا أحد يستطيع ان ينكر ان الجيش يريد أن ينقل السلطة من اليد العسكرية إلي شقيقتها المدنية، ولا أحد يختلف أيضا علي ان احترام مؤسسات الدولة وخاصة الوطنية منها فرض عين للحفاظ علي هيكل الدولة وشموخها، إلا أن هذا كله لا يمنع انه لا أحد فوق النقد ولا أحد أيضا فوق المسائلة والقانون،

وحتي إن كان النقد جارحا فلابد ألا يجاوز خانة النقد، وإن جاوزها إلي التجريح فإن القضاء المصري كفيل بحماية الحقوق ووضع الامور في نصابها وليس أدل علي ذلك أن الرئيس السابق الذي ارتكب كوارث وخطايا لا تحصي في حق الشعب المصري طوال أكثر من ثلاثين عاما كان آخرها قتل الشهداء، يحاكم الان أمام القضاء الطبيعي وليس القضاء الاستثنائي أو العسكري رغم ان البعض اتهمه بالخيانة العظمي.

ولذلك كان غريبا علي جيشنا أن يصر علي محاكمة الناشطين السياسيين أمام القضاء العسكري أيا كان السبب في ذلك، فأسماء محفوظ وغيرها لم يرتكبوا شيئا مما ارتكبه مبارك والعادلي وكل نظامه سواء خلال الثورة او قبلها.

الرسالة التي قرأتها من قرار تحويل أسماء محفوظ للقضاء العسكري ان القوات المسلحة تكشر عن أنيابها، وهي ليست في حاجة لذلك، لان هيبتها واحترامها موجودان ولن تفرضه محكمة عسكرية علي شعب أزاح طاغية وكان في استطاعته أن يواجه هذا الطاغية بكافة السبل وأمام أي أسلحة كان يريد ان يستخدمها حتي لو كان الجيش نفسه، فالشعب اختار الحرية وكان يعلم جيدا ان ثمنها غال ولا يقدر بمال.

هذا القرار بالتحويل للقضاء العسكري لا شك انه اخذ من رصيد القوات المسلحة خاصة وان النقد كان موجها لقيادات المجلس العسكري وهم الان وإن كانوا قادة القوات المسلحة إلا انهم ايضا رجال الحكم في المرحلة الراهنة وبالتالي فتوجيه النقد لهم أمر طبيعي، فقرراتهم ليست

منزلة من السماء لا يجوز توجيه النقد لها، إلا إذا كان المجلس العسكري يريد ان يرفع قدره ـ وهو محفوظ ـ عن المسائلة والتوجيه مما يعيد صناعة تأليه الحكام مرة أخري وهو الأمر الذي ذاقت منه مصر الويلات طوال تاريخها الحديث سواء كان ذلك في عهد الأسر المالكة أو بعد ثورة يوليو 1952.

ولا اعتقد أن القوات المسلحة التي انحازت للشعب المصري في ثورته لا لشيء إلا لأنها عانت هي أيضا من نظام مبارك، تريد أن تصنع أياد مرتعشة توجه الرأي العام في المرحلة القادمة، فإن كانت الرسالة من هذه المحاكمة أن هناك خطوط حمراء لا يمكن لاحد ان يتجاوزها فيجب أن يعلم الجميع أن الثورة المصرية الرائعة شطبت علي كل أنواع الخطوط بدليل أن الشعب كان يهتف ضد الرئيس السابق " ارحل يعني امشي يمكن مبيفهمش " والدبابات تحيطه من كل مكان.

مرة اخري أؤكد أن جيشنا المصري العظيم وقادته العقلاء لن يزيدهم قوة وهيبة واحترام أن تكمم الأفواه، أو تعود الألوان مرة أخري للغة الكتابة، وهذا لا يعني أن الحرية ليست مسئولية بل هي قمة المسئولية .. والمسئولية عندنا في مصر الان مشتركة بين الشعب وجيشه وليس بين الجيش وشعبه.

** مدير تحرير موقع " إخوان أون لاين"