وطن فى مهب الريح
لا يستطيع عاقل أن ينكر حالة القلق والخوف من المستقبل التى تتملك المصريين الآن بفعل الاحداث التى مرت بها البلاد خلال الأيام الماضية وأتحدى أنه لو أجرى استفتاء على عودة مبارك للحكم لإعادة الامان المفقود سيحصل على أغلبية كاسحة من البسطاء الذين يمثلون الاغلبية ولم يحصلوا على اية امتيازات
من الثورة مع اختلافنا معهم لأن الثوار لم يتولوا مقاليد السلطة بعكس انقلاب 52 الذى تحول الى ثورة فيما بعد حيث صدر قانون الإصلاح الزراعى بعد بضعة أشهر وتملك الفلاح أرضه وتم تأميم المصانع وشعر العامل انه مساهم فى جهة عمله وليس أجيرا بينما فشلت ثورة 2011 فى وضع حدين ادنى وأعلى للأجور.
بعد 10 شهور من الثورة من المسئول عن حالة القلق وعدم الثقة المتزايدة؟ من قاموا بالثورة ويتهمون الآن بأنهم عملاء وينفذون أجندات خارجية؟ نفس اتهامات نظام المخلوع, أم من اتت بهم الثورة لإدارة شئون البلاد؟
هناك فجوة كبيرة بين الشباب والشيوخ, فالحالة الثورية تلبست الشباب بينما الخطوات البطيئة وليست المتواطأة التى يسير بها المجلس الاعلى للقوات المسلحة لا تقنع ولا توجد نقطة التقاء بين الطرفين.
بدا ذلك واضحا فى المؤتمر الصحفى للجنة الانتخابات بحضور عضوين من المجلس الاعلى وتجاهلها تساءل مراسلة قناة العربية لماذا لم نقف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء؟ وحاول رئيس هيئة الاستعلامات أن ينقذ ما يمكن إنقاذه وطلب من الحضور الوقوف حدادا على أرواح الشهداء بعد انتهاء المؤتمر, وكذلك استنكار صحفية اجنبية قول عضوى المجلس إن التحرير لا يعبر عن مصر رغم أنه أطاح برئيس الدولة منذ بضعة شهور.!
يبدو أن الجميع تناسى ان الشرارة التى أشعلت ثورة 25 هى ممارسات وزارة الداخلية، التى عادت جلية