عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من يستحق البنزين؟

أنا لا أصدق أبداً تلك الشائعات المغرضة التي تتبني الصحافة نشرها علي صفحاتها، وأميل بطبعي إلي تصديق الإعلان والتكذيب والنفي الحكومي لوجود أزمة في البنزين في المحافظات..

وأنا شخصياً لا أجد أزمة في البنزين مطلقاً، صحيح أنه ليس لي سيارة خاصة، لكني لم أر أي أتوبيس أو مترو أو قطار سكة حديد يقف في طابور أمام محطة بنزين.

صحيح أنني لا أعرف صورة ولا اسم معالي وزير البترول «غراب بيه»، لأنه لم يلصق بذاكرتي لحداثة عهده في عضويته بالحكومة، إلا أنني أصدقه كمصدر موثوق به وفيه.. وصحيح أنني أعرف اسم وصورة معالي وزير التضامن بحكم كونه كان نجماً في برامج التليفزيون أيام حكم النظام البائد السابق.. وبحكم كونه رجل «كوبوناتي» فريداً، اشتهر بأنه سيعيد المصريين إلي العصر «الكوبوني» الأول عندما سيوزع أنابيب البوتاجاز بـ «الكوبون»، ليستمتعوا بمميزات الحقبة الناصرية غير «المباركة»، لأن الحقبة المباركة لم يكن فيها أي ميزة ولا يحزنون.. والرجلان لأنهما عضوان بارزان في الحكومة لا يمكن أبداً أن يجرؤ لساني علي تكذيبهما أو أسمح لأذني أن تسمع غير ما يؤكدان من نفي لأزمة مصطنعة، أطلقتها الصحافة للترويج وتنشيط السوق في أوقات الراحة من «المليونيات»، ولن أسمح لقلمي أن يخط سطوراً تشكك فيما يؤكدان.

وأنا عندما كانت تأتيني تقارير من المحافظات ترصد وتؤكد وجود أزمة في البنزين كنت أسارع بنشرها وأفرد لها المساحات بحكم كوني مدير التحرير، لكني بعد التكذيب الحكومي كنت كلما جاءني تقرير من أي محافظة يفيد بأن الأزمة مستمرة أقوم باخفائه وإلقائه في «الكرتونة» - والكرتونة هذه هي الصندوق المخصص في مكتبي لإلقاء المهملات «لا مؤاخذة» - وكنت أفعل ذلك من وراء ضهر رئيس التحرير، وحتي لو عرف فغضبه مني لا يساوي أي شيء أمام زعل أي معالي من معالي الوزراء الأكابر في الحكومة.

وبالأمس كنت مع أحد المعالي الكبار وتطرق حديثي معه إلي أزمة البنزين، وأبديت لمعاليه وجهة نظري في كونها أزمة صنعتها الصحافة الصفراء وروجت لها بطرق رخيصة وأساليب وضيعة، لكنني وجدت الرجل يخالفني الرأي، فبعد أن اعتدل في جلسته وغير نبرة صوته وطريقة كلامه، قال: إن الأزمة ليست من صناعة الصحافة.. الأزمة نحن نعلم

مصدرها جيداً ومن هم وراءها.. فشدني كلام معاليه لأن أسأله وبسرعة ولهفة عمن هم وراء الأزمة؟.. فأكد أنهم «الفلول»، أتباع النظام البائد الساقط، فهم الذين يروجون لأن هناك أزمة فيزحف الناس زحفاً إلي محطات الوقود فتحدث مشكلة لعدم تنظيمهم في صفوف ليحصلوا علي ما يحتاجون، إلا أن المسئولين لم يستطيعوا السيطرة علي المنفلتين منهم، فتحدث المشادات والمشاجرات وتقع الإصابات وينصرف الناس بقوة البوليس، والبنزين موجود يملأ التنكات ولا يجد أحداً يأخذه.. فالمشكلة كما يراها معاليه ليست في البنزين ولكن في تنظيم الراغبين في الحصول عليه.. ولو إن كل واحد وقف و«الجركن» بتاعه في إيده في طابور منظم بشكل حضاري لحصل كل «مستحق» علي حصته المقررة دون مشاكل.. وعندما سألت معاليه: هو فيه حصص مقررة لكل واحد من الشعب؟.. قال لي معاليه: أي نعم.. لكل واحد حصة مقررة.. فقلت له: وهي قد إيه؟.. قال لي: لحد ما يقول بس.. البنزين موجود وخير ربنا كتير.

ولأن البنزين موجود وخير ربنا كثير صدقت الرجل، وظللت علي عهدي لا أكذب الحكومة أبداً.. ولم أصدق الشائعة التي راجت في طول البلاد وعرضها، والتي تؤكد أنه لا الصحافة، والفلول لهم دخل بأزمة البنزين، لأن الأزمة صناعة حكومية.. فهي التي أوقفت حصص المحطات، بعد أن وصلتها معلومات من أحد مخبري الأمن الوطني وهو تربية أمن الدولة أصيل، أكد أنه سمع واحداً ليلة القدر يدعي علي الحكومة أن يحرقها الله ببنزين.