رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«مبارك» و «زايد» واللعبة المكشوفة

لا أدرى إلى أين نحن ذاهبون بمصر ..بل إلى أين ستصل مصر فى ظل حالة الانفلات الأمنى والفكرى.. وإذا كان الانفلات الأمنى يهدد مصر بمخاطر جسام، فإن الانفلات الفكرى لايقل خطورة عنه.. وما أعنيه بالانفلات الفكرى تلك الأفكار التى تقود أشخاصاً لهم تأثيرهم فى الرأى العام لتعكير المزاج العام..

. وباختصار شديد فإن المصريين سيصابون بصدمة عندما يجدون أن المليارات والتريليونات المنهوبة مجرد وهم .وهى مجرد أفكار ساقت أصحابها إلى النائب العام، وفى النهاية ستكون الحقيقة أقل بكثير مما توهموا وأوهموا الشعب. وربما ستكون الحقيقة المزعومة مجرد سراب كاذب.

وما دفعنى إلى هذه المقدمة الطويلة هو دفاع واجب عن الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رحمه الله ... والمناسبة ماتم نشره من أخبار عن تقديم بلاغ للنائب العام يتهم الرئيس السابق حسنى مبارك بإهدار المال العام عمداً، والاضرار بمصالح الوطن العليا، واستخدام سلطاته بالمخالفة للدستور، بتمليك الشيخ زايد وأسرته أراضى بمشروع الخطارة بمحافظة الشرقية، دون مقابل . والبلاغ الذى تقدم به عضو مجلس الشعب السابق عن جماعة الاخوان المسلمين ، وأمين حزب العدالة والحرية بمحافظة الشرقية الدكتور فريد إسماعيل ، يصف ما فعله مبارك بأنه خيانة للبلد يعاقب عليها القانون، ويضر بالأمن القومى للبلاد ،لأن تمليك الشيخ زايد واسرته وأفراد عائلته وهم غير مصريين فيه تعد على الدستور ..

وعلى مواقع الانترنت وجد الخبر طريقاً للملايين ، منهم من وجدوا فيه «فضيحة» لمبارك . ومنهم من رأوه تجنيا على الحقيقة والحق. وأنا مع هؤلاء الذين يرون أن هذا البلاغ إن صح فيه رغبة فى الإثارة و تهييج مقصود ليوحى أن مبارك كان يملك مصر يقسمها قطعًا لمن يريد مجاملته.

وإن صح بلاغ الدكتور فريد الذى أكد أن لديه من المستندات ما يؤكده، فإن الأمر بعيد عن القانون لا يحتاج إلى البلاغ فى الأصل، ولا للإثارة «المقصودة».

فالشيخ زايد بن سلطان له من المواقف الكبرى التى يستحق عنها كل الثناء والشكر. فكم من المشروعات أقامها على نفقته الخاصة أو على نفقة دولته قدمها للمصريين .

ألم يسمع «هؤلاء» عن مدينة «الشيخ زايد»، وهى إحدى المدن الجديدة التي أنشئت عام 1995 بتوجيهات من الشيخ زايد شخصيا، وبمنحة لا ترد من صندوق أبو ظبى للتنمية.

ألم يسمع هؤلاء عن حى « الشيخ زايد» بمدينتى السويس والاسماعيلية، وهما من الأحياء التى قدمها زايد للمصريين كمساهمة جادة فى إزالة آثار العدوان الإسرائيلى على مدن القناة فى حرب يونيو عام 1967.. ألم يسمع هؤلاء عن قناة الشيخ زايد بطول 50 كيلو متراً تشق صحراء جنوب الوادى فى توشكى ، لزراعة 450 ألف فدان، وقدمها الرجل هدية لمصر .. ألم يسمع « هؤلاء» عن ترعة «الشيخ زايد» شريان أعاد الحياة إلى صحراء وادى النطرون ، وكانت ايضاً هدية من الرجل. ألم يسمع «هؤلاء» عن ترعة «الشيخ زايد» شرق قناة السويس فى قلب سيناء، تروى 40 ألف فدان من صحارى

مصر المهجورة ... ألم يسمع «هؤلاء» عن مشروعات أخرى كبرى قدمها «زايد» من ماله أو من مال دولته إلى مصر والمصريين ؟.. مؤكدا أنهم لم يسمعوا، ولو كانوا قد سمعوا ما قالوا الذى قالوه ومنوا على الرجل وأسرته وعائلته «بكام فدان» فى صحراء الحسينية بالشرقية ... ولو أنهم سمعوا ما حشروا اسم «زايد» فى فضيحة أخرى يريدون إلصاقها «بمبارك» ... مؤكد أن هؤلاء لا يقدرون للرجل مواقف شجاعة ونادرة وكريمة اتخذها تجاه مصر والمصريين دون أن يمن على أحد بها . بل كان يقول مقولته الشهيرة « إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب وإذا مات القلب فلا حياة للعرب».. هذا هو «زايد» الذى أبقى على علاقة دولته بمصر يوم قاطعها الآخرون سنين. هذا هو «زايد» الذى كان في طليعة من أوقفوا تصدير البترول لأمريكا وأوروبا فى أثناء حرب 1973. هذا هو «زايد» الذى ساند مصر فى كل أزماتها، وقدم لها مالم تكن تطلب من أحد. إن حشر «زايد» فى جملة مفيدة فيما يخص مبارك هو لعبة مكشوفة ولن تنطلى على عقل طفل يدرك فهمه أنها مجرد قنطرة للهجوم على مبارك ليس إلا.

وقبل شهر اتهم عادل حمودة الرئيس السابق مبارك فى مقال له تحت عنوان (أكبر فضيحة مالية وعسكرية لمبارك) بأنه استولى على 120 مليون دولار حصل عليها بموجب شيك من الشيخ زايد بن سلطان كدفعة أولى نظير مشاركة مصر فى حرب الخليج ضد العراق.. وبعد يوم يكذب البنك المركزى المصرى هذا الادعاء ويؤكد أن هذا المبلغ تم إضافته إلى الاحتياطى النقدى الأجنبي بالبنك.

ومحاولة حشر اسم «زايد» فى بلاغ للنائب للنائب العام أو الرأى العام للتشهير بمبارك باتت مكشوفة ولا تجدى وأسأل هؤلاء إذا كنا نريد محاسبة مبارك أنه منح زايد وأسرته وعائلته أراضى صحراوية للاستصلاح يعمل فيها آلاف المصريين، فماذا يمكن أن يطالب به الإمارتيون ضد رئيسهم الذى بدد أموالهم وأنفقها على مشروعات كبرى اهداها للمصريين!