سرقة المليارات بعلم الحكومة
لو أنِّ وزير التموين انشعل بما هو مُفيد لكان خيرًا له ولنا أيضًا، لكنه دائمًا «يحشر» نفسه فيما ليس له كوزير.. ولا معنى أبدًا أنْ ينصبَّ اهتمامه على أسعار الطماطم والبامية والخيار.. وغير مقبول أن نُشاهده فى أحد البرامج التليفزيونية وهو يُنادى : «يامجنونة ياطماطم»..
ولو أنَّه اهتم بمواجهة التلاعب فى منظومة الخبز، لوفر على الدولة الملايين التى يسرقها المتلاعبون الخارجون عن السيطرة.. ولو أنَّه ركَّزَ بعض الوقت فى موضوع تعميم اصدار بطاقات صرف الخبز المُدعم على المستحقين لأرضى ملايين منهم، يتحسرون لأنهم لم يحصلوا على بطاقات التموين فى الأصل .. ولو أنَّ الوزير خالد حنفى يُتابِع تعليماته وقراراته بتنويع وزيادة السلع التى تُصرف كتموين، لوجد أنَّ تصريحاته لا يُعيرها مرؤوسوه الاهتمام المُستحق؛ لأنهم يعلمون أنَّها لزوم «الفشخرة» الاعلامية. فالمستحقون للتموين المُدعم فى القرى والمناطق الشعبية يذوقون الويل فى الزحام للحصول على تموينهم من المنافذ والبقالين، وخيارهم من السلع محصور فى السكر والشاى والزيت والمكرونة والصلصة لا أكثر، وليس فى 36 سلعة كما يؤكد الوزير حنفى..
وأمام وزير التموين «مصيبة» كبرى يخشى أنْ يواجهها.. وصحيح أنها موروثة من سنوات سابقة، غير أنه الآن هو المسئول عن مواجهتها، وإنْ لم يستطع فليُعلِن على الرأى العام أبعاد «المصيبة»، ويكشف لنا عن أسماء مافيا القمح الذين يعيثون فى وزارته فسادًا وإفسادًا.. مافيا القمح عددها ليس كبيرًا، وهم معروفون للوزير بالاسم، ويسرقون كل عام قرابة العشرة مليارات جنيه من أقوات الشعب.. وما أحوجنا ــ كدولة ــ لكل جنيه مِنْ هذه المليارات التى يسرقها لصوص القمح تحت سمع وبصر وعلم وموافقة ومشاركة وزارة التموين.. والموضوع باختصار
ولو أنَّ لدى الوزير الشجاعة فليُعلنها حربًا ووراءه شعبٌ ــ يثق فى نزاهته ــ سيدعمه فى هذه المواجهة والحرب ضد اللصوص، الذين فاقت أرباحُهم «الحرام» من القمح والدقيق أرباحَ الحشيش والهيروين..