رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فتاوى أشباه العلماء

لا يُريد أصحاب المدرسة «التحريمية» أنْ يتوقفوا عن إصدار الفتاوى التى تُحَرِّم علينا عيشتَنا، ولا يُريدون أنْ يقتنعوا أنَّ عقولَنا ليست سلة مُهملات يلقون فيها «زبالة» أفكارهم.. وقبل أيام انتشرت فتاوى تحريم الاحتفال بشم النسيم، ولم تَكُن شبكة الانترنت وحدها هى مَنْشَر هذه الفتاوى،

بل تطوع أصحابُها أو أنصارُهم بطباعة الفتوى وتوزيعها فى الشوارع، يريدون تسجيل موقف، وإظهار ميل الناس لفتاواهم، لَكِن المصريين خذلوهم كما خذلوهم من قبل، فخرجوا بالملايين فى المتنزهات والحقول وعلى ضفاف النيل وفروعه يحتفلون بشم النسيم، لم يعنهم إن كان عيدًا فرعونيًا أو يهوديًا أو مسيحيًا او حتى بوذيًا، ولم يهتموا بفتوى مكررة كل عام لم تجد مسلمًا مُدرِكًا يلتزم بها.. ولو أنَّ أشباه العُلماء قد حسّوا وأدركو أنَّ فتاواهم لم يقتنع بها مُسلِم عاقل واع لتوقفت ألسنتهم عن الطفح بما لا يليق بالاسلام كدين للسماحة.. ولو أنَّ أَشباه العُلماء نظروا فى سيرة الرسول الكريم كَكُل لوجدوه أكثر البشر تحررًا وانفتاحًا، وما رسالته إلا دعوة إلى التحرر مِنْ جمود الجاهلية وانغلاق المجتمع وتشدده..
     وأشباه العلماء من أصحاب المدرسة «التحريمية» يُصدِرونَ فتاواهم أولًا، ثم بعد ذلك يبذلون الجهد ويتكلفونَ فى تحميل أى نص ما لا يحتمل من معنى؛ ليستشهدوا به على صحة فتاواهم.. ولو أنَّ أشباه العلماء نظروا بعقل لدليل فتواهم بتحريم الاحتفال بشم النسيم على المُسلمين، لعلموا أنهم على خطأ وضلال.. يقولون إنَّ عيد شم النسيم عيد فرعونى، ثم نقله اليهود عنهم بعد خروجهم من مصر، ثم أخذه المسيحيون عن اليهود بعد ذلك.. ولو علموا أنَّ الاسلام قد جاء تاليًا للفراعنة واليهودية والمسيحية، وأنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام قد تزوج من مصرية قبطية من أصل فرعونى، هى السيدة مارية  أُم المؤمنين، فمِن المؤكد أنها قد نقلت أو على الأقل قد ذكرت شيئًا عن هذا العيد الذى احتفل به المصريون، ولا يُعقل أنُ يسمع الرسول منها ذكراً لهذا العيد ولا يُصدِر فتوى بالتحريم.. ولو

علمنا أنَّ الرسول قد عاصر يهود الجزيرة العربية ومسيحييها، ومؤكد أن هؤلاء قد احتفلوا بهذا العيد فى وجوده، ولم نسمع عنه إشارة لتحذير المسلمين من مشاركتهم عيدهم، اللهم إلا إذا كان يريد ترك دور وجزء مِنْ رسالته لأشباه العلماء فى عصرنا يكملونها مِنْ بعده!!.. وقد فتح عمرو بن العاص مصر فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ولم نسمع أنه أنكر على أهل مصر احتفالَهم بشم النسيم، حتى من دخل منهم الاسلام لم يذكر لنا التاريخ أن فتوى قد صدرت ـ وقتها ـ تنكر عليهم الاحتفال، بل ربما نقل الفاتحون المسلمون طقوس العيد معهم فى فتوحاتهم إلى بلاد أخرى..
     ومادامت القواعد الفقهية الراسخة تؤكد أنه لا تحريم إلا بنص، وأنَّ الأصل فى الاشياء الإِباحة، فإنَّ مثل فتوى تحريم الاحتفال بشم النسيم هى فتوى جانحة؛ لأنها لا تستند إلى نصٍ واضح وصريح.. ولم يمنع النبىَ أحدٌ أنْ يذكر فى حديثٍ له ما يُحَرِّم هذا العيد، ولو أراد اللهُ تحريمه لأنزل على نبيه نصًا يُحَرِّم علينا هذه العادة!!..
     وفى مواجهة تجاوز مفتي هذا العصر من أصحاب المدرسة «التحريمية»، أخرج المصريون ألسنتهم  لهم، ورغم أنهم يفتون بتحريم الغِناء، رد المسلمون أحفاد الفراعنة عليهم بأغنية «الدُنيا ربيع والجو بديع قَفِلِّى على كُل المواضيع.. قَفِل قَفِل قَفِل»..