عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى المُحترم بنيامين نتنياهو!



السيد/ بنيامين بن تسيون نتنياهو.. كان بِودِّى أن أصفك بالمحترم بنيامين نتنياهو، لكنى لا أستطيع أنْ أنطقها، فأنت على الأقل لا تحترم اتفاقات سابقيك مع الفلسطينيين، لوقف الاستيطان الذى تتوسع فيه أنتَ فى أراضيهم.. وكان بودى أن أقول لك فى مقدمة رسالتى : عزيزى نتنياهو، لكننى لو قُلتُها سأكون منافقًا، وسأفقد احترام منْ حولى، بل سأفقد  احترامى لنفسى، إذْ كيف تكونَ عزيزًا على أى عربى وأنت تُبيد أشقاءه الفلسطينيين فى مجازر، لو أنَّ فى العالم عدلًا لحُكِم عليك وعلى من شاركك بالاعدام، قَصَاصًا للآلاف الذين قتلتهم..

السيد/ نتنياهو.. أنا شخصيًا أعرف عنك مالا يعرفه الكثيرون، أعلم أنَّ لك مؤلفات وكُتب قرأها الملايين فى العالم ولم يسعَ لقرائتها عربىٌ؛ لأنَّ العرب يعلمون أنَّ أقوالك وإن كان بعضُها حسنًا، فإنَّ أفعالك أقبحُ وأحطُ الأفعال التى يرتكِبُها البشرُ فى حقِ البشر.. أعلمُ أنَّ لك كتابًا عنوانه «الإرهاب؛ كيف يحقّق الغرب الانتصار» أصدرته عام 1986، عندما كنت مندوبُا لبلادك فى الأمم المتحدة، ولك كتاب آخر عنوانه «الإرهاب العالمي» أصدرته عام 1991، وأنت عضو فى الكنيست. وألّفتَ كتابك «مكان بين الأمم» عام1993، بعد أنْ توليت رئاسة حزب الليكود، ثم كان كتابك الأخير «مكافحة الإرهاب»، الصادر عام 1995، ولو أنَّك أعدتَ قراءة كُتُبَك مرة أخرى، لأدرَكتَ أنَّها لم تُغيِّر شيئًا فى العالم، ولم تُغيِّر شيئًا فيكَ وأنت مؤلِفُها، فبدلًا من أنْ تكون هذه الكُتُب دليلًا لوقف الإرهاب الاسرائيلى، وإيجاد مكان آمِن للاسرائيليين بين الأمم، كانت دليلَكَ لاحتراف الإرهاب، الذى رأستَ له مؤسسة، عندما كنتَ مديرًا لمعهد «يوناتان» لدراسات الإرهاب.
السيد/ نتنياهو.. لو دققت فى تاريخ العلاقات السلمية بين اسرائيل والعرب ــ وهى قليلة ــ لوجدتَ أنَّ أسلافَك من زعماء «الليكود» المتشدِد هم من مدُّوا أيديهم لسلام لم يكتمل، ولم يكن هناك جريئاً شجاعاً منَ حزب العمال، رغم تشدقهم بكلمات السلام، يمد يده كما مد بيجين وشامير أيديهم، ولكل منهما عند

بعض العرب شىء من التقدير وربما المحبة والمعزَّة، خاصة مناحم بيجين، لأنه استجاب وحقق مع العظيم رئيسنا الراحل أنور السادات سلام الشجعان.. ولا تنسَ أنَّ «الليكود» قد حقق أولَ انتصارٍ له على كُلِ الأحزاب الاسرائيلية منذ نشأة اسرائيل، بعد أنْ مال مناحم بيجين للسلام وتخلى عن تشدُدِة، وجنح للسَلمِ مع المصريين فى عام 1977، ونال حزب العمال وقتها أول هزيمة له فى تاريخه..
السيد / نتنياهو.. كان «السادات» يخاطب «بيجين» بكلمة (عزيزى)، ولم يعترض أحد، لأنَّ سلاماً وقتها قد تأكد تحقيقه، وعندما فعالها الأسبق محمد مرسى مع الرئيس شيمون بيريز، هاجت الدنيا عليه؛ لأن دماء الفلسطينيين كانت مازالت تروى أراضيهم.. ولا ننسَ ــ نحن المصريين ــ أن رئيسَنا الأسبق حسنى مبارك، لم تطأ قدمُه الأراضى الاسرائيلية إلا مرةً واحدةً فقط، عندما شارك فى تأبين رئيس الوزراء اسحاق رابين الذى قتله متطرف اسرائيلى احتجاجًا على ميله للسلم مع الفلسطينيين، ومساهمته في معاهدة أوسلو للسلام، والتوصل لإتفاق سلام مع الأردن.
السيد / نتنياهو.. إنَّ اسمك عند العرب يثير القرف والغضب، فسيرتُك عِندنا، سيرةٌ «نتنة» كجزء من اسمِك عند الناطقين باللغة العربية، لكِنَّكَ لو مددت يدَكَ بالسلام، ونظفتها منَ الدم الذى نراه يُلطِخُها، ساعتها سأكونُ أول من يقول لك عزيزى المحترم بنيامين نتنياهو..!!