عندما توفرت الإرادة
فى اكتوبر الماضى سألت الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الامارات، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبى عن سر التقدم السريع فى بلاده، خاصة فى دبى، فقال إنها الإرادة، وكنت أظنُّ أنها الإمكانات، غير أنَّ واقع الإمارات يُخَاِلف ظنِّى.. وحقيقة فإنَّ كثيرًا من المؤسسات
والدول وحتى الأفراد يملِكون الإمكانيات، إلا أنهم لا يتقدمون لأنهم يفتقدون الإرادة. وعندما توفَّرت لدينا الإرادة قررنا حفر قناة جديدة، واستصلاح أراض جديدة، وإقامة عاصمة جديدة.. وحفر القناة، وزراعة الصحراء، وإقامة العاصمة كانت ضمن مطالب وأحلام لم ترَ النور؛ لأن الإرادة لم تكن موجودة.. وأذكر أننى كُنتُ قد أعددت دراسة عامة حول أهمية إنشاء عاصمة جديدة، ونشرتُها فى «الوفد» بتاريخ الأول من ديسمبرعام 1999، تحت عنوان (عاصمة جديدة لمصر.. فكرة قديمة نعيد طرحها برؤية جديدة)، وحددتُ فى الدراسة موقعين اقترحتهما لهذه العاصمة، تصادف أنْ يكون أولهما هو ذات الموقع الذى تقرر اقامة العاصمة الجديدة عليه، وجاء الرد الرسمى وقتها على مانشرتُهُ من الرئيس مبارك شخصيًا، فقال مُتَهَكِمًا : «الناس اللى بيتكلموا عن عاصمة جديدة مفكرينها عملية سهلة، يتم تنفيذها بقرار»، غير أنَّه «شفاه الله» قد أصدر تعليماته لوزير الاسكان، لربط المدن العمرانية الجديدة حول القاهرة بخط مترو.. وكان الرئيس قد اقتنع ورأى أنَّ مشاكل العاصمة المُزمِنة يمكن حلها بربطها بالمدن الجديدة حولها بشبكة مواصلات.. ومضت السنوات وترك مبارك الحكم، وبقيت القاهرة تعانى من الزحام والضوضاء والتلوث والفوضى، وأوشكت أنْ تُطِلَ بوجهها القبيح، وفشلت كل الاجتهادات الهادفة إلى تحسين صورتها..
لم تكن هناك إرادة، لذلك لم يتحقق حلم إنشاء