رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وشهد شاهد من أمريكا!!


صحيح أنَ المؤتمر الاقتصادى هام جدًا ، وتشبيه الرئيس السيسي له بأنه يد مصر كان تشبيهًا دقيقًا، لكن لا يجب ونحن مشغولون به أنْ نغفل عن شركات أمريكية قد تتسلل وتنتهز الفرصة لخنق مصر وقتلها.. وأنصِح كل المسئولين المصريين قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر، بألا يفرحوا وألا يستبشروا خيرًا عندما يسمعوا السفير الأمريكي، يقول إن بلاده تسعى إلى توسيع الاستثمارات الأمريكية في مصر، ودعم اقتصادها، بالتعاون مع المنظمات المالية الدولية. أنا شخصيًا لا أستبشر خيرًا بهذا الكلام، ولا يسعدنى أنْ يُشارك، عدد كبير من المستثمرين الأمريكيين في المؤتمر غدًا بشرم الشيخ. ومبعث تخوفى من هذا الكلام الامريكانى هو إمكانية تحقيقه، فإنْ تحقق وزادت استثماراتهم، فلابد أنْ نحسب للامريكان ألف حساب، بل مليون حساب، ونَحْذَر منْ توغلهم فى بلادنا عن طريق الاستثمار، فهذا هو اسلوبهم الجديد فى احتلال الدول وقتل شعوبها..

       ومنْ يقرأ كتاب القاتل الاقتصادى الأمريكى جون بيركنز، فى كتابه «الاغتيال الاقتصادى للأمم»، يعلم أن كل يد أمريكية تمتد للدول النامية بالمساعدة، إنما هى يد تمتد إليها لتخنقها وتقتلها.. وفى هذا الكتاب يعترف «بيركنز»، بأنه كان يعمل على إجبار الحُكام على الرضوخ لقبول قروض مجحفة، واسناد تنفيذ المشروعات الكبرى ببلادهم لشركات أمريكية. واعترافات جون بيركنز تكشف أمريكا، بل وتفضحها، لذلك قد تعرَّضَ لمحاولات الترهيب بالقتل، والترغيب بالرشوة؛ للتوقف عن تدوين اعترافاته كقاتل اقتصادى.. ولم تفلح كل المحاولات فى منعه مِن نشر كتابه، الذى يعترف فيه بأنه عمل كقاتل اقتصادى محترف لعشرة أعوام، ساعد فيها الوكالات الأمريكية على تملق وابتزاز قادة الدول الأخرى، لانتزاع عقود للشركات الأمريكية.
ويكشف «بيركنز» فى كتابه عن تجنيد وكالة الأمن القومي الأمريكية له سرّاً، منذ كان طالبًا بكلية الأعمال، وعمل مع الــ (سي آي إيه)  ــ تحت غطاء عمله في شركة استشارية دولية ــ فى عدة دول منها كولومبيا وبنما والإكوادور وإندونيسيا

والسعودية وإيران وأيضًا مصر، وكانت مهمّته تتركّز على تطبيق السياسات التي تخدم الشركات الأمريكية الكبرى، لتنفيذ مشروعات البنية التحتية من سدود ومطارات وطرق وغيرها، لتحقق هذه الشركات أرباحًا طائلة، خارج الحدود..
     ولمن لا يُدرِك معنى القتلة الاقتصاديين، فإنَ «بيركنز» يُعَرِّفهم بأنهم مجموعة من المحترفين، يعملون علي خِداع الدول لانتزاع مليارات الدولارات منها رغم فقرها. وارتبط عمل هؤلاء القتلة الاقتصاديين في الاغتيال «الاقتصادي» بالتصفية الجسدية للرؤساء المعارضين، وتدبير حوادث إسقاط الطائرات الرئاسية، واغتيال المعارضين مثلما حدث في جواتيمالا وبنما وفنزويلا.
والامبراطورية الأمريكية، يراها «بيركنز» مبنية فى الأساس على الغش والاحتيال، وإغراء الناس واجتذابهم إلى طريقة العيش الأمريكية بواسطة «القتلة الاقتصاديين المأجورين»، الذين طَّوَعوا اللغة لتغليف إستراتيجيتهم في النهب الاقتصادى، باستخدام مفاهيم مثل «الحكم الرشيد، وتحرير التجارة، وحقوق المستهلك»، وهى فى النهاية  تؤدى إلى خصخصة قطاعات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء، وبيعها للشركات الكبرى، وبعد ذلك يتم إلغاء الدعم..
     كتاب جون بيركنز كتاب مثير حقًا، ويجب أن يكون تحت نظر «كل» المسئولين قبل أن نفرش للامريكان  المَخَادِع ونقبل بعلاقات جديدة معهم، لن نسلم منها، فعندها لن نكون إلا مقتولين أو على الأقل مخنوقين، بأيدى القتلة الاقتصاديين المحترفين الأمريكيين، الذين حذَّرَنَا من شرورهم القاتل الاقتصادى «بيركنز» وهو واحد منهم..