عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا والنبى يا عبده

لم تكُنْ عملية صقور قواتنا الجوية ضد داعش في ليبيا مجرد عملية عسكرية، بل كانت أذانًا مُدويًا أيقظ الغافلين، ليؤدوا فريضة احترام الوطن وتقدير الجيش.. ولم أجد مصريًا مُخلِصًا إلا وقد حَزِنَ لقتل المصريين في ليبيا بيد الدواعش.. ولم أجد منهم من لم يفرح لقيام الجيش بالانتقام من داعش..

كُل المُخلصِين أدانوا القتل، وكل المخلصين أشادوا بالثأر، لكن الكارهين الشامتين المتمنين لمصر الشر، هُمْ مَنْ فَرِحوا لقتل إخواننا، وأصابتهم غُصَّة لرد الفعل والقصاص السريع.. وهناك كثيرون قد خَرُسَت ألسِنَتُهم عن الكلام واختفوا اختفاء اللئام، فلم نسمع لهم صوتًا، ومِنْهُم المدعو عبدالمنعم أبوالفتوح الذى هتف بمقر الحزب الذى يرأسه، قبل أيام وردد وراءه صبيانه وهم يزعقون: يسقط يسقط حُكم العسكر.. ولا يريد سى عبده ــ كما أُحِبُ أنْ أُسميه ــ أنْ يكف عن تفاهاته ويقتنع أنَّ مصر لا يحكمها عسكر، ولا يريد أنْ يُصدِّق أنَّ مصر يحكمها رئيس مدنى منتخب انتخابًا حُرَّاً نزيهًا.. نعم رئيس مصر له خلفية عسكرية، لكنه ترك الجيش ولا يُشارِكه هذا الجيش في الحُكم.. وأيًا كان هذا الرئيس، وأيًا كانت خلفيته، فإنَّ المصريين قد اختاروه برضاهم رئيسًا لهم، وخرجوا ينتخبونه بالملايين.. ولا يريد سى عبده أبوالفتوح أن يُصَدِّق أنَّ جيش مصر ليس «عسكر» كما يتوهم هو وغيره من المأجورين المتربصين بمصر..
جيش مصر ياسى عبده طارت صقوره وشنوا غاراتهم على معاقِل الإرهاب خارج الحدود، وثأروا ممن قتلوا إخوانهم العُزَّل هناك.. جيش مصر نفضَ عن مصر تراب الإخوان وأعادها تضوى وتلمع كما كانت.. جيش مصر ياسى عبده لا يُقَدِرَه إلا الوطنيون الشرفاء، أما الخائنون العملاء فلا يريدونه إلا «عسكر».. ياسى عبده ألست منْ أعلَنْتَ قبل أيام أَنَّ حزبك سيقاطع الانتخابات البرلمانية القادمة لأنها ستجرى تحت سُلطة «الانقلاب»؟!.. ما زِلتَ مُصِرَّاً على أنَّ ثورة 30 يونيه انقلابًا، وكأنَّ عينيك قد

عميتا عن رؤية الملايين الذين خرجوا لخلع الاخوان واسقاطهم.. يا سى عبده عُدْ إلى رُشدِكَ.. عُدْ إلى رُشدِكَ، وليس إلى مُـرشدك.. استمع إلى صوت العقل إنْ كان لديكَ عقل، واعلم أنَّ أعضاء حزبَكَ على بعض لا يسدون إشارة مرور شارع شريف، ولا يملأون «جراش» عمارتنا.. ياراجل مُقاطعة ايه، ومُشاركة ايه؟.. وجودك تمامًا كعدمه.. وأنصحك بأنْ ترفع البطاطين عنكَ، وتَدخُل من «بلكونة» منزلك، ولا تنتظر أكثر، فالجو بارد، وباب الترشح قد أُغلِقَ اليوم، ومن تنتظرهم لن يأتوا، فهم لا يعيرونك اهتمامًا، ولن تسمعهم يهتفون أمام بيتك: «لا والنبى يا عبده.. لا مش كدا يا عبده.. لجل النبى يا عبده.. ليه بتقاطع يا عبده.. شارك بقى يا عبده.. اصحى بقى يا عبده»..
يا أبوالفتوح رغم كِبَر سنك أقوالك وأفعالك لا تنم عن سياسى أو قيادى مُحنَّك.. لا أرى فيك إلا طيش شباب، فأنت كما أنت، مازلت مندفعًا دون رويَّة، متحمسًا في غير اتزان.. وعندما هتفتَ وردد وراءك الصغار واصفًا خير أجناد الأرض بأنهم «عسكر»، ووصفت ثورة الشعب بأنها «انقلاب»، قد نضحتَ بما فيك، وكشفت عن كراهية للبلد الذى يؤويك، تمامًا ككل اخوانى ارهابى لا يريد للوطن خيراً.. ولو أنكَ تستحى لم تقل ماقلت..