رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نفحات رمضانية

مصر اليوم ليست كمصر الأمس. ورمضان في أغسطس عام 2011، ليس أبداً كرمضان فى أكتوبر عام 1973. ففى عام 1973 بدأنا حرباً حسمناها بنصر مبين مؤيد من عند الله وبفضل منه. وفى عام 2011 قمنا بثورة لم تحسم نتائجها بعد، وندعو الله ألا تحيد عن مسارها أو تنحرف عن قصدها.

 

فى عام 1973 كنت مازلت تلميذاً فى بداية المرحلة الثانوية. كنت واعياً بما يدور فى البلد، ومدركاً للأمور بحكم النشأة فى أسرة معظم همها كان السياسة والعمل العام. وقتها وحَد المصريون هدفهم فكانوا كرجل واحد. خلعوا عنهم كل سيئات البشر. كانوا كما لم يكونوا من قبل ولا من بعد. كانوا شعباً يستحق أن يوصف بالمصريين. تخلوا عن الأنانية وسادت روح الجماعة بينهم. لم يكن هناك بلطجة فقد تخلى البلطجية عن العنف وترويع الناس لأنهم أصبحوا مواطنين صالحين. ولم تسجل أقسام ومراكز الشرطة أى حوادث سرقة أو عنف. ولم يشهد الشارع أى خروج على الشرعية والقانون. توحد المصريون فصاروا الكل فى واحد، وسادت روح المحبة والسماحة والأخوة.

وفى عام 2011 قامت الثورة

وقبل أن تحقق نجاحاً ينتظره الكثيرون ، يحاول أهل الفتنة أن يدخلوها فى نفق الظلام. يحاول أهل الغدر أن ينحرفوا بها عن قصدها. اليوم أصبح الاختلاف سمة المشهد بعد أن توحدنا. الآن يتنازع المصريون على الأحقية بقيادة الثورة. اليوم يتصارع - مصريون بكل أسف - على مصر، وكأنها دولة بلا صاحب، أو كأنها تركة بلا وريث. اليوم هناك مصريون يعتمدون العنف سلوكاً للفوز بأكبر نصيب من القسمة والتركة.

المصريون فى 2011 ليسوا كالمصريين فى 1973. هناك فرق والفرق كبير وشاسع اليوم لا نملك إلا الدعاء لمصر بأن يحفظها من أهل السوء، وينجها من أهل الفتنة. ويرزق أهلها العقل الراشد ليسيروا بها فى الطريق الصحيح . آمين يارب ..