رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقتلونه ويبكون فى جنازته!!

فى مثل هذا اليوم من عام 2011 شيعنا الشيخ عماد عِفَّت الذى مات مقتولًا فى أحداث مجلس الوزراء، ونفى الإخوان وقتها أنهم من قتلوه لأنه منهم، فمن ذا الذى قتله إذن؟!!.. وفى مثل هذا اليوم  من عام 2009، نفى أحمد سيف الإسلام حسن البنا ــ الابن الوحيد لمؤسس جماعة الاخوان ــ فى تصريحات صحفية أنْ يكون الملك فاروق هو منْ قتل والده, وتعهد بالكشف عمن اغتال والده، بعد أن ظل «الاخوان» يشيرون بكل أصابع الاتهامات إلى الملك بأنه من أمر بقتله، لكن البنا الصغير لم يكشف حتى الآن عمن قتلوا أباه، فلماذا؟!..

إذا نظرنا فى تاريخ جماعة الاخوان، وتاريخ مؤسسها حسن البنا نجده، رجلاً مناوراً مخادعاً.. مارس المناورة والخداع والكذب أيضاً؛ لتستمر جماعته باقية.. واتبع البنا هذا الاسلوب وهو يحاول إثناء النقراشى باشا عن حل جماعة الاخوان فى أعقاب اغتيال اللواء سليم زكى حكمدار العاصمة، على يد أحد الطلاب المنتمين للجماعة.. فلجأ البنا فى البداية إلى الملك فاروق؛ لمنع النقراشى باشا من حل الجماعة، فوجه له فى مثل هذا اليوم من عام  1948 التماساً مكتوبًا، لو تأملنا كلماته لعرفنا كيف كان يتعامل الرجل فى الأزمات، ففى المقدمة يُعرِب عن ولائه وإخلاصه للملك بكلماتٍ قال فيها: «أصدق آيات الإخلاص، وأخلص معانى الولاء»..  ثم ينتقل إلى الطعن فى النقراشى ويُحرِّض الملك ضده فيقول: «العالم كله الآن تغلى مراجله بالأحداث الجِسَام والخضوب العِظَام ويبدو فى آفاقه كل يوم شأنٌ جديد، لا يقوى أبداً النقراشى باشا على أن يضطلع بأعباء التصرف فيه بما يحفظ كرامة مصر.. إن الإخوان المسلمين يا مولاى يلوذون بعرينكم وهو خير ملاذ، ويعوذون بعطفِكم وهو أفضل معاذ، ملتمسين أن تتفضلوا جلالتكم بتوجيه الحكومة إلى نوع من الصواب، أو بإعفائها من أعباءِ الحُكم، ليقوم بها من هو أقدر على حملها، ولجلالتكم الرأى الأعلى». ولما لم يهتم الملك، ذهب البنا إلى مكتب النقراشى نفسه، متناسيًا ماقاله فى حقه فى الالتماس الذى أرسله للملك، فكلَّف النقراشى عبد

الرحمن عمار بك لمقابلته، فجلس معه وأعد تقريراً بالمقابلة رفعه للنقراشى جاء فيه: «إن البنا ترحَّم على الحكمدار سليم زكى باشا، وقال عنه إنه كان صديقاً حميمًا له وكان بينهما «تعاون» وثيق وتفاهم تام.. ومدح البنا النقراشى قائلًا: إنه على يقين من نزاهته وحرصه على خدمة وطنه وعدالته فى «كل» الأمور. وبكى البنا بكاء شديدًا، وهو يقول إنه سيعود إلى مقره فى انتظار تعليمات النقراشى باشا، داعيًا له بالخير والتوفيق»!!.
كان البنا يتفاوض ويراوغ ويكذب ويمثل الحزن ويبكى بينما «تنظيمه السرى» يعد بعلمه ومباركته خطة لقتل النقراشى نفسه (حسب ما جاء باعترافات عبد المجيد حسن منفذ عملية الاغتيال).. وفى النهاية قال البنا وهو يتبرأ من أعضاء بجماعته «ليسوا اخواناً ولا مسلمين»، وقدم تنازلات وتعهدات للداخلية بالكشف عن التنظيم السرى للاخوان، والارشاد عن الأسلحة والاذاعة السرية، وربما كان ذلك سبباً فى قيام التنظيم بقتله، وليس الملك ولا الحكومة كما روَّج الاخوان لأكثر من نصف قرن..
66 عامًا مضت على مقتل حسن البنا ولم يجرؤ ولن يجرؤ ابنه على الاعلان عمن قتل والده.. وثلاث سنوات مضت على مقتل الشيخ عماد عفت فى 16 من ديسمبر عام 2011، فى أحداث مجلس الوزراء، ومازال الاخوان ينفون أنهم من قتلوه.. الاخوان دائمًا يقتلون القتيل ويبكون فى جنازته وإن كان زعيمَهُم أو كان منهم..!!