رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا لو مات مبارك؟!

ماذا لو مات مبارك؟ ليس مجرد سؤال. بل هو إشكالية كبرى لا أعلم إن كانت لها حلول محددة لدى المجلس العسكرى الحاكم أم لا..

 

 

صحيح أن الأعمار بيد الله، ولكل أجل كتاب ، والموت أمر محتوم ، ومن لم يمت اليوم مؤكد أنه سيموت غداً.. وإلي أن يأتى الغد لابد أن يكون هناك ترتيبات.

و«ماذا لو مات مبارك؟» ليس السؤال الوحيد. بل هناك أسئلة كثيرة أخرى طرحها زملاء إعلاميون.. فقبل أسبوعين طرح الزميل الأستاذ أحمد المسلمانى عدداً من الأسئلة، كلها هامة جداً. وكلها تحتاج ليس لمجرد إجابات محددة، بل تحتاج إلى ترتيبات واستعدادات.. فهل لو مات «مبارك» سيعلن عن وفاته فى بيان رسمى أم بمجرد خبر يذاع فى وسائل الاعلام؟ وهل سيعلن الحداد عليه وتنكس الأعلام أم لا؟.. وهل سيشيع فى جنازة خاصة، أم جنازة شعبية، أم جنازة عسكرية، أم ماذا؟ وهل سيسمح لولديه علاء وجمال وهما رهن الحبس الاحتياطى بأن يحضرا جنازته ويتقبلا العزاء؟ .. بل وأين سيدفن .. فى القاهرة أم فى شرم الشيخ؟ وهل سيدفن فى مقابر أسرته أم سيدفن فى مقام يخصه وحده يكون مزاراً لمحبيه؟ وهل سيسمح لرؤساء وملوك وأمراء ووزراء قد يطلبون المشاركة فى تشييع جثمان رئيس سابق كانت لهم به علاقات خاصة ومميزة ؟ وهل سيقام عزاء له بعد دفنه؟

الأسئلة كثيرة والاجابات ليست سهلة. والترتيبات مؤكد أنها أكثر تعقيداً. وأرجو أن يكون هذا الموضوع محل اهتمام المجلس العسكرى الحاكم . وأرجو أن يكون قد تم الترتيب له جيداً.

فالرئيس السابق محمد حسنى مبارك هو بالدرجة الأولى قائد عسكرى ورئيس دولة سابق، أمضى سنوات من عمره متقلداً مناصب عليا فى الجيش وفى الدولة. وهناك بروتوكولات ومراسم تنظم كيفية الاحتفال برحيل من ماتوا وهم فى مثل هذه المناصب ، أو ماتوا بعد أن تركوا مناصبهم . ومبارك مازال مجرد متهم لم تصدر فى حقه أى أحكام قضائية تدينه وتسقط عنه أحقيته فى أن يُكرَّمْ وهو ميت.

ووفاة «مبارك» مؤكد أنها ستخلق لغطاً وجدلاً واختلافاً فى

الرأى ، ربما يؤدى إلي مشكلات قد تدفع فى طريق المواجهات المسلحة ما بين معارضين له يطالبون بمحاكمته وإعدامه، وبين مؤيدين له يطالبون بتكريمه وعدم محاكمته. وكل فريق من الفريقين له حجته ومنطقه ورؤيته. وكلاهما سيدافع عن هذه الحجة والمنطق والرؤية بكل قوة. وهذا ما أخشاه وأحذر منه، خاصة أن كثيرين من أنصار الرئيس السابق «مبارك»، قد استشعروا شيئاً من القوة جعلتهم خلال الفترة الأخيرة أصحاب صوت مسموع ، ولم يمنعهم أو يخيفهم أحد أن يخرجوا فى الميادين يهتفون بحياته، ويطالبون بتكريمه وعدم إهانته.

ويبدو أن مبارك الذى اختلف عليه المصريون وهو رئيس، وأيضاً وهو خارج الحكم، سيختلفون 0

عليه أكثر وأكثر وهو ميت.

إلي هنا فقد انتهى مقالى دون أن أشارك برأى أو أطرح إجابة عن الأسئلة المعضلة والمحرجة التي طرحتُها وطرحها غيرى. ولكن صديقى المحاسب صلاح السعودى، وقد كنت أتحدث معه فى هذا الموضوع، وضع النهاية الجيدة التي قد توقف إراقة الدماء المحتملة.. فماذا قال؟ ..قال صلاح السعودى إن حل هذه المعضلة أسهل بكثير مما أراه أنا صعباً.. فالحل أن يتم الاستجابة لطلب «مبارك» بأن يُدفن فى السعودية . وهناك أخبار عن رغبته فى أن يكون مرقده الأخير فى البقيع بالمدينة المنورة ، وقد أخبر ملك السعودية برغبته هذه.

أليس ذلك حلاً جيداً يجنب المسئولين الحرج، ويمنع المصريين من المواجهة المحتملة؟

 

[email protected]