رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قتل جنودنا فى سيناء؟

فى أحد أيام صيف عام 1997 كنت مسئولاً عن إصدار الطبعة الثانية لجريدة «الوفد» وجاءنى خبر من الإسماعيلية يقول إن فريق كرة القدم بالجيش الثانى واجه فريق منتخب محافظات القناة فى مباراة أُقيمَت على ملاعب الجيش بمعسكر الجلاء، وحضرها العميد أركان حرب فلان والعقيد فلان..

ووافقت على نشر الخبر، فلم يكن فيه ما يمنع نشره ولم أرَ به  سراً عسكرياً، أو ما يُسىء للجيش.. وفى الصباح كانت المخابرات العسكرية تطلب الذى كتب الخبر والذى سمح بنشره دون موافقة القوات المسلحة للتحقيق..  وتأزمت الأمور إلى أن تدخل الأستاذ ابراهيم نافع لدى المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع، وتم إنهاء الموضوع على اعتبار أن ما تم نشره لم يكن فيه ما يضر الجيش، وتم بحسن نية وعدم إدراك لضرورة الحصول على الموافقة قبل النشر.
أذكر هذه الواقفة للتأكيد على أن أحداً فى أى وسيلة من وسائل الاعلام لم يكن يجرؤ على مجرد ذِكْر الجيش والقوات المسلحة فى خبر أو مقال أو تحقيق أو تقرير صحفى أو تليفزيونى أو إذاعى.
ومع صعود الكبار والصغار فوق دبابات الجيش فى ميادين القاهرة والمحافظات فى يناير 2011، بدأت هيبة الجيش فى التضاؤل، خاصة مع رغبة الجيش ورجاله فى عدم المواجهة مع الشعب، وضرورة كسب وِدِّه، وأدى ذلك فى النهاية إلى التجرؤ على سب الجيش وإهانة قياداته سراً وعلانية.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل واصلت هيبة الجيش التآكل، وتجرأ كل من هب ودب على الجيش إلى أن تم قتل جنوده وخطفهم قى سيناء.. وتمادى الاعلام فى نشر أخبار عن الجيش دون إذن ودون تحرى الدقة ودون وعى بالأضرار التى من الممكن أن تسببها هذه الأخبار والمعلومات التى نقرأها ونسمعها ونشاهدها كل ساعة.. ويواصل الاعلام اقتحامه لخصوصيات القوات المسلحة فى متابعاته لعملية تحرير الجنود المختطفين فى سيناء قبل أسبوع، ونشر تحركات القوات والمعدات وعددها، والتبارى فى سباق نشر وإذاعة تصريحات لأشخاص ربما ليس

لهم دخل بما يجرى، والمتابع للأخبار والتقارير المنشورة عقب اطلاق سراح الجنود المختطفين أمس يرى هذا التجرؤ على الجيش بنشر معلومات متضاربة عن تفاصيل عملية اطلاق سراح الجنود ربما كانت جميعها غير حقيقية.. وأتحسر على وضع وهيبة الجيش بعد أن كنا قبل سنوات نعجز عن نشر خبر عن حادث مرورى عادى فيه مجرد ذِكْر لوظيفة مصاب أو قتيل بالحادث يعمل جنديًا بالجيش.. ولم يكن هناك من يتجرأ وينشر معلومة ــ وإن كانت حقيقية ــ عن الجيش أو فيها ذِكر لأحد قادتها أو فرد من أفرادها أو منشأة من منشآتها أو آلية من آلياتها.
ولعل قادة الجيش الذين تولوا حكم البلاد وحرصهم على كسب وِدْ الشعب والتراخى من البداية فى التعامل مع من يتجرأون على الجيش، قد ساهموا ــ ومن جاءوا بعدهم ــ فى إهدار هيبة الجيش بعد أن ضاعت هيبة الدولة، ويُغرينى الوضع العام ويدفعنى إلى أن أسأل الذين يحتفلون اليوم بتحرير المختطفين، أين ذهب الخاطفون؟ وما هو مصير الضباط والجنود الذين تم اختطافهم من قبل؟ وأتجرأ أكثر وأسأل: من قتل جنودنا فى سيناء على الحدود  فى رمضان منذ عام؟ وما هى المدة الكافية لمعرفة القاتلين؟ وهل ننتظر كثيراً لنعرف الحقيقة؟ أم الأمر متروك حتى ننسى؟.. والله لن ننسى.