رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكرى انتصار الخامس من يونيو

بعد حرب أكتوبر بعشرة أيام فقط، وفي خطابه التاريخي أمام مجلس الشعب في 16 أكتوبر عام 1973  قال الرئيس الراحل أنور السادات : «إننا علي استعداد هذه الساعة، بل هذه الدقيقة أن نبدأ في تطهير قناة السويس، وفتحها أمام الملاحة البحرية العالمية.. ولقد أصدرت قراراً لرئيس هيئة قناة السويس بالبدء في هذه العملية»..

وإذا توفرت لدي الانسان القدرة ومعها الرغبة يستطيع أن يحقق ما يريد.. فلا القدرة وحدها تكفى، ولا الرغبة بدونها تكفى لتحقيق الارادة، فبهما يستطيع أنْ يُحوِّل الفشل إلى نجاح، والخسارة إلى مكسب، والهزيمة إلى نصر، وهذا ما فعله السادات العظيم.. محا عن المصريين والعرب أجمعين عاراً لحق بهم، بعد هزيمة الخامس من يونيو عام 1967.. حقق بجنوده نصراً لم يكن يتوقعه أحد غيره.. واتخذ قراراً بمفاجأة اسرائيل بضربة قاصمة، ونفَّذ جُنُودُنا ما تم رسمه وتخطيطه، فكان النصر في السادس من أكتوبر عام 1973.. ولو أننا خسرنا هذه الحرب لأعدمنا السادات مهزوماً في ميدان عام، رمياً بالخيانة والعمالة ورمياً بالحجارة ورمياً بالرصاص.. لكن إيمانه بالله جنبه شر ما كان يمكن أن ينتظره من عقاب.
وبعد يومين يكون قد مرَّ 38 عاماً علي نصر آخر من انتصارات السادات، ففى ذكرى «نكسة الخامس من يونيو» افتتح قناة السويس في ذات اليوم من عام 1975، بعد أن أغلقتها الحروب 8 سنوات كاملة وحول ذكرى الهزيمة إلي ذكري

نصر وافتخار.. ولعل ذلك كان في مخيلة وذهن السادات وهو يضع مع قادة الجيش خطة الحرب.. وربما هذا ما دفعه إلي التأكيد اثناء تلك الحرب أننا علي استعداد لفتح القناة للعالم..
كانت نيران الحرب مازالت تغطي سيناء.. وكان فكر السادات في السلام، فقد كان هدفه.. ولذلك كان قراره بتطهير القناة، وإعادة افتتاحها أمام أساطيل العالم كرمز للسلام الذي حارب من أجله.
وأكاد أرى الآن الرجل العظيم أنور السادات ـ كما كان في ذلك اليوم ـ وهو في لباس البحرية وزيِّها الأبيض، يجوب القناة عند مدخلها الشمالي فوق اليخت «المحروسة»، يمْخُر عُبَاب البحر عند بورسعيد. وكأنه عريس في يوم عُرسِه. تغمره الفرحة والبهجة.. رَحِمَ الله أنور السادات الذي ظلمناه حياً وظلمناه ميتاً.. وحان الوقت أن نَرُدَّ له بعض الجميل ولو بكلمة.. واليوم ومادامت مصر لم تنجب بعد السادات رجلاً مثله، هل يجتمع المصريون على هدف واحد بمواجهة محاولات سرقتها؟