رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا ليتني ما كنت ولدت!!

 

قبل ثلاث سنوات بالتمام والكمال، وتحديدًا في 28 ابريل عام 2008، التقيت الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء الأسبق. لقائي معه كان في الكويت. وعقب الجلسة الافتتاحية للمنتدي الاقتصادي الإسلامي الرابع، طلبت منه اللقاء أنا والأستاذ سعد هجرس رئيس تحرير العالم اليوم، فحدد موعداً في الثامنة مساءً في جناحه في فندق شيراتون الكويت. وما إن جلسنا معه حتي أشار للأستاذ سعد هجرس قائلاً أحمد دا مشاغب، وكان يقصدني أنا لأنني كتبت مقالاً وقت أن كان رئيساً للوزراء قلت فيه إن الدكتور عبيد رجل في منتهي الذكاء والدهاء والمكر لأنه لم ينفذ أي شيء إلا وهو يؤكد أنه يقوم بذلك بناءً علي تعليمات السيد رئيس الجمهورية أو توجيهاته أو أوامره، وهو بذلك يبرئ ذمته وينفي مسؤليته عن أي فساد ينتج عن أي قرار أو عمل ينفذه، لأنه باختصار لا ينفذ إلا ما يأمر به الرئيس..

وكنا ونحن في حوار طويل استمر أكثر من ساعتين مع الدكتور عبيد نعطي الرجل الثقة في أن يتحدث معنا ـ أنا والأستاذ سعد ـ بكل حرية وبلا تحفظ. ولعل ذلك ما دفع رئيس الوزراء الأسبق لأن يقول وهو يعلق علي مشاغباتي إن البلد فيه ضابط واحد فقط، وبقية المسئولين مجرد عساكر.. فإذا أردت أن تصدق أن هناك عسكرياً يخالف تعليمات الضابط الأوحد إنت حر!!

مقولة الدكتور عبيد لم تفارق ذهني رغم مرور الثلاث سنوات.. فهل كان يقصد ما يقوله حرفياً؟! وهل كان يقوم بمهام عمله بموجب تعليمات الرئيس وتوجيهاته؟! وهل كان الدكتور عبيد يبرئ ذمته ويخلي مسئوليته وهو يعلن دائماً أنه ينفذ تعليمات وتوجيهات السيد الرئيس؟! أسئلة كثيرة لعلها تفرض نفسها الآن أكثر من أي وقت مضي.. الدكتور عبيد الآن ممنوع من السفر، وممنوع من التصرف في أمواله وهو رهن التحقيقات في اتهامات

عديدة بالفساد المالي والإداري خلال فترة رئاسته لوزراء مصر في الفترة من 5 أكتوبر عام 1999، وحتي 14 يوليو عام 2004. والتحقيقات معه مازالت مستمرة في أمور أعلن وقتها وهو يشرع في تنفيذها أنه يقوم بذلك بناء علي توجيهات وتعليمات وأوامر السيد الرئيس.. فهل يشفع له الآن ما كان يردده ويؤكده من أن أعماله ليست إلا بناء علي تعليمات عليا من رئيس الدولة، خاصة أنه أكد علي ذلك »زمان« وقت أن بدأ في تنفيذ مهام أعماله قبل سنوات ولم يعترض أحد وقتها أو يسأل تلت التلاتة كام؟!

أنا لا أدافع عن الدكتور عبيد. ولا أبحث له عن مخرج من أزمته. بل فقط أتساءل عن مدي مسئوليته عن أعمال تبين أنها فاسدة، نبه هو من قبل أنه ينفذها بتعليمات رئيسه ووفقاً للنظام السائد والمعمول به وقتها.. مؤكد أن المخطئ لابد وأن يحصل علي جزائه. ومؤكد أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها. ومؤكد أن المتهم بريء حتي تثبت إدانته وليس العكس. ومؤكد أن هناك أسئلة كثيرة. وأياً كانت الإجابة فإنه من المؤكد الآن أن الدكتور عاطف عبيد الذي يتم 79 عاماً من عمره اليوم يقول يا ليتني ما كنت ولدت...

[email protected]