رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذين داسوا هيبة الدولة

 

للثورة مكاسب لابد من الحفاظ عليها، ولها مساوئ يجب التخلص منها.. ولعل أهم مكاسب الثورة هو كشف الفساد والفاسدين، وفضح ممارسات الكبار دون خوف.. وأري أن أهم مساوئ ثورة يناير حالة الاستقواء الزائفة التي ظهرت علي كثير من المصريين.

ولعل أهم مظاهر هذا الاستقواء الزائف تلك الاحتجاجات التي صاحبت الثورة في بدايتها والتي طالبت بعزل فلان والمجيء بآخر. والأخطر كان سرعة التلبية دون تفكير في صحة هذه المطالب ومشروعيتها. وهذا مادفع الكثيرين إلي التمادي في مثل هذه المطالبات، وآخرها ما أعلنه أهالي محافظة قنا من رفض تعيين المحافظ عماد ميخائيل. ولم يتوقف الأمر علي مجرد إعلان الرفض، بل امتد وبسرعة إلي حالة من الفوضي عمت أرجاء المحافظة. وقام عدد من الأهالي بوقف حركة القطارات مابين أسوان وقنا وباقي محافظات الشمال، وهددوا بوقف العمل في أربعة مصانع للسكر تنتج ثلثي الانتاج المصري. كما هددوا بوقف العمل في مجمع الألمونيوم في نجع حمادي. ولوحوا بقطع المياه والكهرباء عن المحافظة وأعلنوا العصيان المدني.. كل ذلك جاء علي خلفية تعيين محافظ مسيحي لمحافظتهم خلفاً للمحافظ السابق مجدي أيوب وكان مسيحياً أيضاً..

واستغلالاً لحالة الاستقواء الزائف نجح هواة الاستعراض في حشد الآلاف وتهيئة المناخ للاعتراض والفوضي وتعطيل المصالح.. أشاع هؤلاء أن محافظة قنا ستظل إلي الأبد يحكمها محافظ قبطي، وستتحول إلي محافظة قبطية. مما أثار المسلمين هناك ودفعهم ليس لمجرد الاعتراض والرفض فقط، ولكن دفعهم الاستقواء الزائف علي الدولة وهيبتها إلي قطع خط السكة الحديد لتتعطل مصالح المواطنين، دون أدني اهتمام أو نظرة من هؤلاء إلي أن ما يرتكبونه من فعل هو جريمة دهس لهيبة الدولة وإهدار لكرامتها. فإذا كان الاعتراض حقا، فإن تعطيل المصالح ووقف العمل بالمصانع خطأ فادح لايجب التمادي فيه، ولا يجب في ذات الوقت مواجهته باللين والاستعطاف. وإلا ستمتد هذه الفوضي لتعم محافظات

ووزارات ومؤسسات أخري.

الحزم في هذه المواقف مطلوب. وتعطيل المصالح وتدمير المرافق أمر لا يجب ألا يمر دون عقاب ونحن في مرحلة دقيقة نرسخ فيها لمبادئ وقيم جديدة، لا يجب أن يكون تعطيل المصالح العامة وتهديد المجتمع منها.

ثم إن حكومة الدكتور شرف التي جاء بها الثوار هي المسئولة عن تعيين محافظ خلفاَ لمحافظ مسيحي سابق لمحافظة قنا .كما لو كان محافظ هذا الاقليم لابد وأن يكون مسيحياً. وهذا خطأ فادح وقع فيه الدكتورعصام شرف رئيس الحكومة، إن كان هو الذي أختار المحافظين الجدد. فتعيين محافظ مسيحي ليس مرفوضاً في ذاته، فلا مانع أن يكون محافظ القاهرة أو المنيا أو مطروح مواطنا مسيحيا. ولكن الخطأ كل الخطأ أن نسير في خطانا نحو الاصلاح بنفس الخطي وعلي طريق نظام مازلنا نحتفل بأننا قد أسقطناه.

لم يكن من التوفيق تعيين محافظ مسيحي لقنا بالذات.. وكان لأهل قنا الحق في الاعتراض علي تعيين محافظ مسيحي لمحافظتهم. لكن لم يكن لهم الحق في التمادي والاستقواء علي الدولة ووقف حركة النقل والتهديد بتعطيل الانتاج..

في قضية محافظ قنا الكل مخطئ.. والكل مدان في جريمة انتهاك كرامة الدولة واهدار كرامتها، بقرارات غير مدروسة من الحكومة، وممارسات غير محسوبة من الأهالي..

[email protected] .com