رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل الثورة نجحت؟!

 

الحكم علي  الثورات لا يكون وهي في أوج تفجرها، وعمر الثورات ليس أياماً أو شهوراً.. الثورات الحقيقية عمرها طويل بطول اشتعالها.. والثورة - أي ثورة - ليست مجرد تظاهرات وتجمعات لآلاف ولا حتي ملايين.. الثورة تعني التغيير للأُضل.

 

ومن السابق لأوانه الآن أن نحكم علي ثورة يناير في مصر، ومن الظلم لها أن يقول قائل إنها لم تحقق شيئاً نحو الأفضل بعد شهور قليلة من بداية إندلاعها.

ومن النفاق والتملق وعدم الانصاف لها أن نقول إنها حققت شيء جوهرياً، فالحكم عليها ليس الآن، والوقت مازال مبكراً.. وإذا كانت الثورة قد نجحت في هدم نظام للحكم وكشف فاسدين، فإنها لم تأت بنظام حكم جديد، ولم تشرع في ملاحقة رموز الفساد والمفسدين.. وهذا ليس عيباً فيها، فالوقت - كما قلت - مازال مبكراً.. أمام ثورة مصر مشوار طويل ووقت أطول لتحقق أهدافها، والهدف لم يكن هدم وإسقاط نظام الحكم، بل الهدف الحقيقي الذي يجب أن نتنبه إليه هو بناء نظام حكم جديد، بل بناء مجتمع جديد، فالثورة لا يجب ان تكون علي الحكم والنظام، بل يجب أن تكون علي أنفسنا، كل شخص فينا يحتاج الي ثورة علي ذاته يغيرها ويعد لها، حتي نقيم دولة جديدة علي أسس جديدة، قيمها العدل والمساواة والحرية. وكي يتحقق ذلك لابد وأن يدرك الثوار أن احداً في مصر لا يريد التغيير للأفضل، حتي هؤلاء الذين يتحفظون علي أساليب بعض الثوار، غالبية المصريين ينظرون إلي غدٍ أفضل من الأمس ومن اليوم.. غالبية المصريين

يتطلعون إلي دولة لها مكان في مصاف الدول المتمدنة والكبري، كل المصريين آمالهم في دولة تكون نموذجاً للدولة العصرية، وآمنيهم أن تلحق مصر بركاب المدنية والتقدم، ولعل ذلك يحتاج إلي سنين طويلة لتحقيقه، والمهم ان نبدأ.. هدمنا نظاماً وعلينا أن نبدأ في البناء، والبناء لا يجب أن تشغلنا عنه توافه الأمور التي يضخمها المتربصون أو المتخوفون.. لننحي جانباً هذا الكم الهائل من الخلافات التي ننشغل بها وننهمك فيها، ولا يجب أبداً أن نوسع الخلافات لتصل إلي مواجهات سماتها التراشق والتخوين.. فالخلاف مقبول لكن التخوين والتسفيه ورفض الآخر مرفوض، ولا يليق بثورة تقوم ضد الديكتاتورية وتمارس الديكتاتورية ضد من يخالف ثوارها الرأي.

لنهدئ الأمور الخلافية ونسرع في تحقيق الأهداف، وننطلق نحو إرساء أساسات الدولة الجديدة، وبعد 3 أشهر من قيام الثورة فمخطئ من يقول إن الثورة فشلت ومخطئ أيضاً من يقول إنها نجحت.. فثورة يناير سيحكم عليها أبناؤنا وربما أحفادنا اطال الله في أعمارهم حتي يجنوا ثمارها خيراً كان أم شراً.

[email protected]