هل الثورة نجحت؟!
الحكم علي الثورات لا يكون وهي في أوج تفجرها، وعمر الثورات ليس أياماً أو شهوراً.. الثورات الحقيقية عمرها طويل بطول اشتعالها.. والثورة - أي ثورة - ليست مجرد تظاهرات وتجمعات لآلاف ولا حتي ملايين.. الثورة تعني التغيير للأُضل.
ومن السابق لأوانه الآن أن نحكم علي ثورة يناير في مصر، ومن الظلم لها أن يقول قائل إنها لم تحقق شيئاً نحو الأفضل بعد شهور قليلة من بداية إندلاعها.
ومن النفاق والتملق وعدم الانصاف لها أن نقول إنها حققت شيء جوهرياً، فالحكم عليها ليس الآن، والوقت مازال مبكراً.. وإذا كانت الثورة قد نجحت في هدم نظام للحكم وكشف فاسدين، فإنها لم تأت بنظام حكم جديد، ولم تشرع في ملاحقة رموز الفساد والمفسدين.. وهذا ليس عيباً فيها، فالوقت - كما قلت - مازال مبكراً.. أمام ثورة مصر مشوار طويل ووقت أطول لتحقق أهدافها، والهدف لم يكن هدم وإسقاط نظام الحكم، بل الهدف الحقيقي الذي يجب أن نتنبه إليه هو بناء نظام حكم جديد، بل بناء مجتمع جديد، فالثورة لا يجب ان تكون علي الحكم والنظام، بل يجب أن تكون علي أنفسنا، كل شخص فينا يحتاج الي ثورة علي ذاته يغيرها ويعد لها، حتي نقيم دولة جديدة علي أسس جديدة، قيمها العدل والمساواة والحرية. وكي يتحقق ذلك لابد وأن يدرك الثوار أن احداً في مصر لا يريد التغيير للأفضل، حتي هؤلاء الذين يتحفظون علي أساليب بعض الثوار، غالبية المصريين ينظرون إلي غدٍ أفضل من الأمس ومن اليوم.. غالبية المصريين
لنهدئ الأمور الخلافية ونسرع في تحقيق الأهداف، وننطلق نحو إرساء أساسات الدولة الجديدة، وبعد 3 أشهر من قيام الثورة فمخطئ من يقول إن الثورة فشلت ومخطئ أيضاً من يقول إنها نجحت.. فثورة يناير سيحكم عليها أبناؤنا وربما أحفادنا اطال الله في أعمارهم حتي يجنوا ثمارها خيراً كان أم شراً.