عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أكتوبر والسادات وسيناء

بعد غدٍ يكون يمر 39 عاماً علي نصر السادس من أكتوبر عام 1973، الذى حقق الجيش المصري فيه إعجازاً لم يكن أحد في العالم يتوقعه.. عبر المصريون قناة السويس، وحطموا خط بارليف الحصين، وقضوا علي أكذوبة الجيش الاسرائيلي الذي لا يُقهر.. ترك المصريون جرحاً غائراً في اللحم الإسرائيلي لم يلتئِم رغم مرور السنين.

وحرب أكتوبر كان بطلها الأكبر الرئيس العظيم أنور السادات، وبها محا عن المصريين والعرب عاراً لحق بهم، بعد هزيمة الخامس من يونيو عام 1967.. وحقق السادات بجنوده نصراً لم يكن يتوقعه أحد غيره.. واتخذ قراراً بمفاجأة العدو الاسرائيلي بضربة مباغتة، والعبور للضفة الشرقية لقناة السويس. ونفذ جُنُودُنا ما تم رسمه وتخطيطه، فكان النصر المبين.. ولو أننا خسرنا هذه الحرب لأعدمنا «السادات» مهزوماً في ميدان عام، رمياً بالخيانة والعمالة، ورمياً بالحجارة، ورمياً بالرصاص.. لكن إيمانه بالله جنّبه شر ما كان يمكن أن ينتظره من عقاب. واستمر السادات يناضل فى معركة السلام التى نال بسببها مانال من المصريين ومن العرب الجاهلين. والذين رفضوا دعوته للمشاركة في صنع السلام هم الآن الخاسرون. يعضون علي أصابعهم من الندم، بعد أن وضعوها في آذانهم حتي لا يسمعوا دعوته للسلم ، لتظل القدس ومعها معظم أرض فلسطين محتلة، والجولان السورية محتلة، وشبعا اللبنانية محتلة.
وبعد 31 عاماً علي رحيله مقتولاً يوم عُرسِه فى عيد السادس من أكتوبر عام 1981، أجدنى مديناً للسادات باعتزار واجب. وأتعجب من الذين مازالوا يهاجمونه وهو الرئيس المصرى الوحيد الذى خاض حرباً حقيقية ضد عدو حقيقى وانتصر، وفاز فى معركة السلام أيضاً، ووقع على اتفاقية مع الاسرائيليين، وترك فيها نصاً لتعديلها أو الغائها لمن يريد، لكن أحداً لا يريد أن يقترب، ويحملونه الآن مسئولية خراب سيناء..
لقد أخطأ الكثيرون فى حق السادات العظيم وأنا منهم، وسِرت في مظاهرات تهتف بسقوطه،

وكتبت وأنا طالب منشورات ضد حُكْمِه. واليوم أجدني أنحني إجلالاً لروحه الطاهرة، وأرفعه تقديراً لما قدمه لنا، دون أن نكون نعلم أنه الوطني المخلص الشجاع الذكى المحنك الذى سبق برؤيته عصره.. تحية إجلال وتقدير للرئيس الشهيد، بعد مرور 39 عاماً علي الانتصار العظيم الذى حققه، وبعد 31 عاماً على استشهاده، وبعد أن تأكد للعرب وللعالم أن القتال والسلاح والاستشهاد والتضحية والارادة والتصميم علامات علي طريق الاستقلال والتحرر..            
ومخطئ من يظن أن سيناء قد تحررت بالمفاوضات والمباحثات والاتفاقيات.. سيناء تطهرت من رجس الإسرائيليين عندما «مرمط» جنودنا كرامة الصهاينة في التراب مع أول طلعة جوية، وكسروا شوكتهم مع عبور القناة للضفة الشرقية، وحطموا كبرياءهم وغرورهم مع خط بارليف المنيع، وغرسوا أنوفهم في الأرض تحت علم النصر والتحرير.. عادت سيناء كاملة نتيجة لحرب وانتصار أكتوبر، وبعد أن ألقم جنودنا البواسل أحذيتهم في حلوق الإسرائيليين.. عادت سيناء وهناك فى مصر من يقول يا ليتها ما عادت.. وهناك من يرونها عبئا يجب التخلص منه.. وهناك من يرونها مأوى للعائدين من الجاهلية الأولى.. سيناء التى بكينا حزناً على ضياعها فى يونيو عام 1967، نبكى عليها الآن خشية أن تضيع مرة أخرى أو تصبح وطناً لقوم آخرين.