عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعداء الثورة

كنا مع الثورة، واستبشرنا خيراً بمستقبل مشرق لبلادنا، وكان يحدونا الأمل لأن ننتقل بسرعة إلي مرحلة البناء السليم لمصر الغد، لكن سرعان ما بدأ هذا الأمل في التلاشي وسط مخاوف من غد يريد كثيرون ألا تشرق شمسه، وكثيرون يريدون أن يعيشوا اللحظة، منتشين بما حققوه من انتصار علي الفساد والمفسدين.. وغير هؤلاء وهؤلاء هناك من يريدون أن يبقي الحال علي ما هو عليه، ولعل هذا ما يدفعنا جميعاً لأن نفوت الفرصة علي المتربصين بالبلاد من أبنائها ومن أعدائها، وقد يكون إرهاق المسئولين بكثرة المطالب دون التروي وإعطاء الفرصة لتنفيذها يزيد من مخاوف الملايين غير الآمنين علي مستقبلهم. وربما يدفعهم ذلك إلي الانصراف عن الثورة، وربما الانقلاب عليها. وهذا مكمن الخطورة.. وحالة التخوين التي ينشرها المنتسبون للثورة، مؤكد أنها لا تخدم أهدافها..

ولا داعي أبداً أن يتبني شباب يساندهم كبار غير عقلاء تصنيف الشعب إلي فريقين: فريق مع الثورة والآخر ضدها، في صورة تحريضية بين أبناء البلد الواحد والعائلة الواحدة، وربما بين أبناء الأسرة الواحدة.. ولا داعي أبداً لأن يلوح من يلوح بما يسمي بالقائمة السوداء والقائمة البيضاء، أو قائمة أنصار الثورة وقائمة أعدائها.. فمثل هذه التصنيفات الخبيثة تدفع في طريق الانشقاق والتصادم والعداء، وهذا لا يحقق للثورة أهدافها.. ولا داعي أيضاً أن نلصق التهم بأشخاص مستندين إلي ما يسمي بالوثائق المسربة من مباحث أمن الدولة، ونحن بداخلنا قناعات بأن ما نطلق عليه »وثائق« هو مجرد أوراق مزورة وملعوب فيها، لنشر الفتنة وتبديد الوقت فيما لا يفيد. وإلا فأين الوثائق الحقيقية التي تدين الفاسدين الضالعين في الفساد

والمنتفعين من النظام »الساقط«؟!.. وأين الوثائق المتعلقة بفساد أحمد عز ومن هم علي شاكلته من رجال الأعمال الناهبين لثروات الشعب؟!.. وأين تلك الوثائق التي تشير إلي تحركات وأنشطة رجال السياسة؟!.. وأين الوثائق التي ترصد فساد الوزراء؟!.. وأين فيما تم تسريبه ما يشير إلي ملائكة الحزب الوطني وأنبيائه الذين لا يخطئون؟!.. أين.. وأين.. وأين؟!

لا وجود لهذه الوثائق بين ما تم تسريبه مما نطلق عليه »وثائق«.. أليس ذلك دليلاً علي أن طعماً قد ألقي لمن يريد أن يلقمه لينشغل به؟.. أليس ذلك دليلاً علي أن ما حدث مخطط له لنلهو به؟.. ولم لا؟ وإلا فكيف نفسر اقتحام مكاتب مباحث أمن الدولة ونقل ما فيها والسطو علي ما بها في توقيت متزامن؟!

الأسئلة كثيرة.. والإجابات معلومة.. لكننا لدينا رغبة وحنين يشدنا إلي ما قبل 25 يناير أيام كنا ننشغل بما لا يعنينا، وإذا لم نجد ما يشغلنا، بحثنا عما ننشغل فيه.

مصرنا الجديدة تمر بمرحلة شديدة الحساسية في تاريخها، تحتاج من كل أبنائها التسامح والتصالح والجهد والعرق والفكر للبناء وتحقيق الأهداف.. أهداف الثورة.

[email protected]