عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذين يريدون حرق مصــــر

ليس مهماً أن يحترِقَ مقر الحملة الانتخابية للفريق أحمد شفيق، فقد استفاد منها أكثر مما تَضَرر.. لكن المهم ألا تُحْرَق مصر.. والذين يريدون حرق مِصرَ كثيرون، وحبُ اللعب بالنار لم يعد لديهم مجرد هواية بل احترفوه.. فَمِنَ المصريين

مَنْ أحرقوا محالاً تجارية وفنادق ومكاتب وسيارات، ومن المصريين من أحرقوا مجمع التحرير والمجمع العلمى. ومعظم هؤلاء لم يُقدَّموا للمحاكمة، ولم يلقَوا عقاباً على جرائمهم، ومازالوا يمارسون حرفتهم التى كانت هواية من قبل. وكل الذين احترفوا الحرق نبتوا نباتاً شيطانياً مع بدء أحداث العنف والانفلات التى بدأت فى البلاد قبل عام.. وأستشعر أن نبته جديدة من تلك الفصيلة تنبت الآن ـ وللأسف الشديد ـ فى ميدان التحرير الذى من المفترض أنه تربة ينبت فيها الثوار.. وأستشعر أن حالة الاستقواء الزائِف التى انتابت بعض الصبية المدفوعين من الغوغاء ستنبت جيلاً جديداً من اللاعبين بالنيران.. وإذا قابلنا هذا الاستقواء الزائِف بخوفٍ زائِف لانفلتت الأمور وتمادى الضعفاء وسكت الأقوياء.. وأنا هنا لا أستعدى أحداً على أحد، ولا أطالب بمواجهة أحدٍ بعنف، بل فقط أُؤكد على ضرورة مواجهة هؤلاء الصِغار على أنهم صِغار. ولا يرهبنا هتافاتهم ولا صخبهم وضجيجهم ، فالفارغون أكثر ضجيجاً.
وأخطر ماتواجهه مصرُ الآن أن الذين يريدون حرقها يعلمون جيداً ماذا يفعلون، والذين يريدونها مستقرة عفيَّة لا يدرون ماذا يفعلون، وهذا مكمن الخطورة..
ولا أدرى سبباً منطقياً وعقلانياً لخروج هؤلاء الصِغار يعطلون المرور ويعيدون الفوضى للميدان بعدما استقر أسابيعا بشرت باستقرار نأمله ونرجوه.. وليس من حق أحدٍ أنْ يعترض على نتائج انتخابات شارك فيها غيره وصوت لمرشح غير مرشحه. وإذا احتجَّ وتظاهر واعتصم ناخبو ومؤيدو كل مرشح ساقط ستظل الاحتجاجات مستمرة، لأنه ببساطة لن يكون هناك مرشح فى أى مجتمع فى أى دولة يحظى بقبول الجميع.. ولنا فى الدول الحٌرة أسوة.. فرنسا قبل أيام اختارت رئيسها بأغلبية

52% ولم يحتج 48% من الفرنسيين على نتيجة الانتخابات.. مرت الأمور وبقيت فرنسا مستَقِرَّة، ونحن فى مصر نبحث عن الاضطرابات ونٌضْرِم النيران ونتحرَّش ببعضنا البعض، ونرفع شعار من ليس معى فهو ضدّى، ومن لم ينتخب من أؤيد فهو عدوى..
وعلى موقع الفيس بوك وعلى موقع تويتر تشاهد وتقرأ ما يدل على التخلف.. شتائم واتهامات وتلفيقات وشائعات وفضائِح وتحريض على الفتنة ودفع نحو إشعال النيران.. ومن الخطر أن ينتقل العداء المستشرى بين المصريين فى العالم الافتراضى على الانترنت إلى الواقع الحقيقى.. فمصرُ لاتحتمل مزيداً من النيران.. ولننتبه إلى دعاوى هؤلاء الأغبياء التافهين المحرضين على الفتنة، فحِجَجُهم صراخ، ومنطِقُهم نباح، وأدِلتُهم واهية، والانسياق وراءهم مصيبة كبرى.. فلنضعهم فى أحجامهم ونواجههم ولا نخشى تهديداتهم فهم أضعف بكثير مما يظن الظانون. ولا يجب أن نواجه استقواءَهم الزائِف بخوفنا الزائِف، فغالبية المصريين هم الأقوى فى مواجهه قلَّة تريد لمصر عدم استقرار.
ولو أن لهؤلاء قوة لانعكست على نتائجهم فى الانتخابات لكنهم خابوا وفشلوا وجاءوا محمولين على أعناق الصبية يدفعونهم نحو العنف فى زفَّة مثل زفَّة الفائزين رغم أنهم الساقطون..
وقد قُلتُ من قبل إن الاعتراض على من تختاره الأغلبية سيزيد الاضطراب والفوضى، وساعتها لن يكون لمصر رئيسٌ منتخبٌ.. مفهوم ؟!