رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ابني يؤلف قرآنا (!!)

أُصِبتُ بدهشة وخوف ورعب مما قاله ابني الصبي الصغير.. ابني سمعته يتحدث مع شقيقته التي تكبره بعام ويقول لها: أنا نفسي أموت شهيد وأدخل الجنة.. نفسي أخرج في المظاهرات وأموت بس أنا خايف من بابا!!

دخلت معه في نقاش بعد أن أعطيته الأمان ليتحدث معي دون خوف.. فقلت له إن دخول الجنة ليس بالموت في المظاهرات، ففِعل الخير، وطاعة الوالدين، والمواظبة على العبادة تدخلك الجنة، فردَّ بأن الشهادة أسهل وأسرع.. فقلت له من قال لك هذا الكلام؟.. فقال ربنا قال: إن الشهداء في الجنة خالدين فيها، والخائفين خالدين في النار أبداً.. فقلت له إن ربنا لم يقل هذا الكلام.. فقال لا يا بابا ربنا قال كدا بس ارجع للمصحف.. فأحضرت له المصحف وقلت له هات الآية التي تقول الكلام الذي ذكرته.. فقال لي: مش عارف الآية بس الشيخ في الجامع في بلدنا هو الذي قال هذا الكلام لي ومجموعة من الأصدقاء!!
كلام ابني أفزعني وأربكني حتى عجزت عن التفكير فى طريقة لتقويمه وتصحيح مفاهيمه التي اكتسبها من خلال لقاءات حضرها في مسجد القرية في الإجازات التي يذهب فيها إلى هناك.. ولا يتحمل الموتورون فى المساجد وحدهم مسئولية نشر الأفكار التى صدقها ابنى وغيره من الأطفال والشباب، بل يشاركهم الإعلام أيضاً الذي ينقل عن مدعي

الإسلام ورجال السياسة أفكار الجهاد والمواجهة والقتال للفوز بالجنة.. وما قاله أبوالأشبال وأمثاله والشاطر وأعوانه ليس ببعيد!!
وأحسب أن آلافا من المتظاهرين الذين يتجمعون بمجرد إشارة في الميادين للتظاهر ومواجهة رجال الأمن والجيش، إنما مرجعه إلى اعتقاد بعضهم أنهم لو ماتوا فى المظاهرات والمواجهات لأصبحوا شهداء، ومن هنا ينشأ العنف، وتسيل الدماء، وتسقط الضحايا..
وإذا كان هذا هو حال ابني واعتقاده؛ فإنه حال واعتقاد الآلاف غيره.. ومن المؤكد أن الإسراف في وصف كل من قُتِل في أحداث التظاهر التي مرت بها مصر مؤخراً بأنه شهيد قد دفع الكثيرين ــ خاصة من العاطلين عن العمل - لأن ينضموا إلى التظاهرات والاعتصامات والاستجابة سريعاً للتحريض ودعوات المواجهة فلربما فازوا بالشهادة ودخلوا الجنة بدلاً من جحيم الدنيا التي يعيشون فيها..
أخشى على ولدي.. وأخشى على جيل جديد من أبناء مصر.. بل أخشى على مصر منهم.