رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس الذي نريده

تعيش مصر اليوم منذ قيام ثورة 25 يناير العظيمة أحداثاً مشهودة، فلأول مرة يسقط الشعب نظاماً عتيداً مثل نظام مبارك وعصابته، ولأول مرة يوضع رئيس مصر ومعه رموز نظامه في السجون، ويتعرضون للمحاكمة العادلة علي كل جرائمهم في حق الشعب المصري وتذاع وقائع محاكماتهم علي شاشات التليفزيون المصري والفضائيات.

 

وقد جاء ذلك بعد أن طال ليل الظلم والفساد ودب اليأس في قلوب أغلب المصريين من إصلاح أوضاع مصر ونظامها وحكامها، فقد كنا نعيش عبر سنوات، عصر الزعامات المزيفة، منذ ثورة يوليو وإلي اليوم، وكان المتبع قبل عام 2005 هو نظام الاستفتاء علي شخص واحد، أو علي زعيم أوحد، لم تنجب أرحام المصريات سواه فهو وحده القادر علي الحكم ولا زعيم سواه، وهو وحده المستحق لهذا المنصب دون غيره، وعلي الشعب أن يقول نعم للزعيم، ونتيجة الاستفتاء كانت معروفة للجميع 99.999٪ يحصل عليها الزعيم، حتي ولو لم يذهب الناس إلي صناديق الاستفتاء، وكانت أغلب أفراد الشعب بالفعل لا يذهبون، وتسود لهم بطاقات الاستفتاء وهم جالسون في بيوتهم، وحتي عن تم تعديل الدستور قبل انتخابات الرئاسة عام 2005 وأجريت الانتخابات، ظل الزعيم هو الزعيم، يقبع علي صدور المصريين رغم أنفهم سواء بالاستفتاءات أو الانتخابات.

أما اليوم فإن الأمر قد تغير، والشعب اليوم قادر علي اختيار من يحكمه من بين عدد من المرشحين لهذا المنصب السيادي الرفيع، دون ضغوط أو ألاعيب من نظام أو حزب مهيمن أو لجنة سياسات.. الشعب اليوم قادر علي التغيير الحقيقي، قادر علي اختيار من يري فيه القدرة علي تحمل أمانة الحكم والسير بمصر إلي بر الأمان، ومواجهة المشكلات المزمنة التي عاني منها الشعب سنوات وسنوات، ومازالت تقف حجر عثرة في طريق التنمية والنهضة الشاملة والتقدم، مثل الفقر والديون الخارجية والأمية والبطالة والعنوسة والتخلف، ومشكلات الإسكان والعشوائيات.

إن مصر غنية بمواردها وخيراتها وثرواتها، ولكن كثر فيها في ظل نظام مبارك وعصابته، الناهبون والمختلسون والسارقون الذين كانوا يستحلون قوت هذا الشعب وينهبون أموال البنوك، حتي امتلأت كروشهم بالمال الحرام وأوشكت علي الانفجار، وغالبية الشعب المسكين المالك الحقيقي لهذه الأموال المنهوبة، يتضورون جوعاً، ويبيتون كل ليلة وبطونهم خاوية يشكون إلي ربهم ظلم العباد.. وقد حان الوقت لاختيار حاكم نظيف يتقي الله في هذا الشعب، ويرد الأموال المنهوبة، ويحاكم أصحاب الكروش المتضخمة ويقضي علي فلولهم، ويطبق عليهم قانون «من أين لك هذا»، حتي ينعم كل مواطن بخيرات بلاده في جو من الحرية والديمقراطية.

إننا نريد اختيار حاكم عادل، شفيق علي شعبه، رحيم بهم، يحكم بشرع الله، ويعلي كلمة الله، ويحس بمسئوليته كراع تجاه كل فقير وجائع ومحتاج وكل متعطل عن العمل، فلا يبيت شبعاناً واحداً أفراد رعيته جائع.. حاكم يحس بمسئوليته تجاه البغلة - ولا

أقول المواطن - التي تعثر في أي شارع من شوارع مصر المحروسة، فيمهد لها الطرق والشوارع، ويدرك أن الله سوف يسأله عنها إذا عثرت، فما بالنا بآلاف الجوعي والعراة والمعوزين والفقراء الذين كانوا يتضورون جوعاً كل ليلة في طول البلاد وعرضها، ولا يجدون من يوفر لهم لقمة العيش ويرفع عن كاهلهم غول الأسعار والغلاء؟!.. وما بالنا بعشرات الأطفال الذين كانوا يموتون في بلاعات الشوارع المفتوحة؟.. وما بالنا بملايين الشباب من حملة الشهادات الجامعية الذين تقتلهم البطالة ولا يجدون عملاً يقتاتون منه؟.. وما بالنا بملايين العوانس والعانسات الذين تعدوا سن الزواج ولا يجدون المأوي ولا السكن العائلي.

نريد حاكماً يكون نصيراً للضعفاء وسيفاً مسلطاً علي الظالمين والمستبدين، لا يعرف القوانين الاستثنائية ولا يعشق حكم شعبه بقانون الطوارئ.. حاكماً الضعيف عنده قوي حتي يأخذ حقه، والقوي عنده ضعيف حتي يأخذ الحق منه، حاكماً يجل العلماء والمتمسكين بدينهم، فلا يرميهم في غياهب السجون والمعتقلات لأنهم يقولون «ربنا الله» في حين يطلق العنان لآلاف «المسجلين خطر» المعروفين لدي الأجهزة الأمنية يعيثون في الأرض فساداً، ويروعون العباد بما يرتكبونه من جرائم قتل وسرقة ونشل واغتصاب.. وتكفي صفحات الحوادث في الصحف اليومية شاهداً علي ذلك.

نريد حاكماً يعتز بدينه وأمته ويعتصم بحبل الله تعالي ويسير علي منهجه في حكم البلاد والعباد، ولا يخضع لأمريكا أو غيرها من دول الغرب، ويبتغي العزة لديهم، ثم لا يجني في النهاية إلا الذل والهوان، والله سبحانه يقول «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين».

ونريد في النهاية حاكماً عندما يجلس علي كرسي الرئاسة لا يظن أنه قد ورثه عن أبيه وعن جده، ويكن يضع في يقينه أنه منصب زائل، فقد يزول هو عن الكرسي، أو يزول الكرسي عنه في انتخابات قادمة، فيعمل علي الإصلاح ما استطاع حتي ينال التوفيق من الله العلي القدير.

[email protected]