رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع الصهاينة.. لا سلام ولا كلام

 

كشف استطلاع للرأي أجراه »مركز بيو« للأبحاث الأمريكي، في نهاية مارس الماضي، أي بعد نجاح الثورة الشعبية في مصر، ورحيل مبارك ونظامه الفاسد، أن 54٪ أي أكثر من نصف المصريين يريدون إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل.

وهذه نتيجة تعبر بصدق عن موقف الشعب المصري من اليهود وإسرائيل، تلك الجرثومة السرطانية التي نجحت أمريكا وبريطانيا في زرعها وسط العالم العربي والإسلامي، كما تتواكب مع الصحوة العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، والتي برزت في الدعوة إلي مليونية الزحف لتحرير القدس واسترداد الحقوق الفلسطينية التي اغتصبتها إسرائيل.

فاليهود لا يجدي معهم سلام ولا كلام، ولا تردعهم أمم متحدة ولا مجلس أمن، فمتي أنصفت الأمم المتحدة ومجلس الأمن حقا عربيا أو إسلامياً؟.. وإذا حدث وصدرت قرارات دولية تؤيد الحقوق العربية فمتي وصلت هذه القرارات الي حيز التنفيذ، فنحن نملك قرارات دولية تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته منذ عام 1947م، ولكنها ما زالت حتي اليوم حبراً علي ورق، ومازال الفلسطينيون حتي اليوم مشردين، إما علي أرضهم أو خارجها.

وإذا كان العرب ينتظرون من الأمم المتحدة ومجلس الأمن موقفا عمليا تجاه إسرائيل، فهم واهمون مخدوعون، فالأمريكان هم الأمريكان، والصهاينة هم الصهاينة، وما دمنا كعرب ومسلمين نسير في ركب الأمم المتحدة ومجلس الأمن وننتظر منهم الإنصاف لقضايانا وحقوقنا المشروعة، فسوف نظل علي ما نحن فيه من ضعف وذل وتخاذل وهوان، وسوف نفقد المزيد من أراضينا وحقوقنا.

ولقد بحت أصواتنا ونحن نحذر وننذر من الثمار المرة التي نجنيها من مسالمة اليهود والتطبيع معهم، واذا كان أولو الأمر في بلادنا يجهلون حقيقة اليهود فنحن نؤكد لهم: أنهم قوم لا عهد لهم ولا وعد ولا ميثاق، فقد نقضوا عهودهم مع الله سبحانه ومع رسوله محمد، صلي الله عليه وسلم، فكيف يلتزم خلفهم بعهد أو ميثاق مع حاكم أو ملك أو رئيس سلطة عربي، وقد نقض سلفهم العهود والمواثيق؟.. إنهم يلعبون علينا بالسلام وغيره، لكي يأخذوا ما يريدون من أرض ومقدسات، لا لكي يردوا حقاً مسلوباً إلي أصحابه، وها هم الفلسطينيون قد دخلوا معهم في مباحثات وعهود ومواثيق منذ عشرات السنين، فماذا أخذوا منهم حتي اليوم؟.. لم يأخذوا إلا وهماً وسراباً، ومجازر ومحارق ومذابح جماعية بين الحين والآخر، والدولة الفلسطينية لم تقم بعد، والقدس لم ترد إلي حظيرة الإسلام، والمسجد الأقصي معرض كل يوم للاقتحام والهدم والتخريب علي أيدي المتطرفين الصهاينة.

إن العربدة والإرهاب الصهيوني المتواصل اليوم في فلسطين وفي سائر المنطقة العربية، قد شمل كل وسائل الإرهاب القذرة وكل أساليب العنف والمكر والخداع وإهدار كل حقوق الإنسان داخل فلسطين وخارجها، فهؤلاء هم الصهاينة أعداء المسلمين وأعداء الإنسانية في كل الأزمان والعصور، شعب قام تاريخه كله علي سفك الدماء والعنف والقتل، وليس دماء البشر العاديين وحسب بل دماء الأنبياء، فقد تلوثت أيديهم بدماء عشرات الأنبياء الذين بعثهم الله لإرشادهم وهدايتهم.

والغريب أن العرب يقابلون هذا الإرهاب الصهيوني المتواصل علي الأرض

الفلسطينية بإقامة المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع الكيان الصهيوني، ويفتحون أبوابهم علي مصاريعها للعربدة الصهيونية بكل صورها تحت شعار السياحة والتطبيع وتبادل الخبرات والعلاقات الاقتصادية.

إننا ندعو العرب والمسلمين وقادة الشعب الفلسطيني الذين ما زالوا يضعون أيديهم في أيدي اليهود ويجلسون معهم علي مائدة المفاوضات، أن يعودوا الي رشدهم ويعرفوا حقيقة اليهود، ويكفوا عن أكذوبة السلام التي أوردتنا المهالك، وجلبت علينا الذل والعار، ومكنت هؤلاء الذين غضب الله عليهم ولعنهم، من رقابنا ومقدراتنا، وليعلموا أن السيف أصدق أنباء من الكتب، وأن الصهاينة لا يردعهم إلا السلاح، فهم جبناء، ولن تمنعهم حصونهم من الله ومن جنوده المؤمنين، إذا أخلصنا العمل والجهاد، وقد وصفهم الحق سبحانه بقوله: »لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون لا يقاتلونكم جميعا إلا في قري محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي«.

وليعلم الفلسطينيون المرابطون علي أرضهم أن سيف الجهاد اليوم أصدق أنباء من كل العهود والمواثيق والاتفاقيات التي أبرمها المفاوضون مع اليهود وصارت حبرا علي ورق، والأمل معقود علي فصائل المقاومة الفلسطينية وما يقومون به من جهاد إسلامي لدحر الصهاينة وإرهابهم وتعقبهم في كل مكان علي ارض فلسطين أرض القدس والأقصي، ونحن نبشرهم بالنصر القريب إذا استمر جهادهم، فقد ظل الصليبيون في القدس زهاء ثمانين عاماً ثم حررها صلاح الدين من أيديهم، والصهاينة اليوم مر علي دولتهم بضعة وستون عاماً، والأمل قائم في تدمير هذه الدولة علي أيدي المجاهدين الفلسطينيين.

وعلي جموع الشعب الفلسطيني إعلان الحرب علي اليهود وإشعال الأرض المحتلة نارا علي كل صهيوني، ولا ينتظرون إلا إحدي الحسنيين: النصر أو الشهادة، والله سبحانه قادر علي أن ينصر عباده، ولا عبرة بقوة العتاد والسلام، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، وليعلم الفلسطينيون المرابطون علي أرضهم اليوم أنهم هم الأعلون وعليهم ألا يهنوا ولا يحزنوا فإن نصر الله قريب.

[email protected]